منها «سوبر تك تك» و»المطعم التركي» و»جبل أُحد»
متابعة الصباح الجديد :
شهدت التظاهرات في ساحة التحرير أحداثا ومشاهد وطنية ملهمة سيبقى تاريخ العراق شاهداً عليها، ومع بداية التظاهرات الشعبية في العراق، بتاريخ الأول من تشرين الأول، اجتمعت المواهب العراقية من شتى الفئات لتخليد أبرز لحظات الاحتجاجات العراقية.
هنا تصاميم ولوحات صممها ورسمها مواطنون تجسد أبرز رموز ولحظات التظاهرات العراقية.
«سوبر توك تك»
ترى الرسامة العراقية هالة زياد، والتي تتخذ من الولايات المتحدة مقراً لها، أن العراق يعيد كتابة تاريخه، وأن الشعب العراقي يعيد أمجاد وطنه، وقالت زياد إن «العراق الجديد بروح الشباب». وفي بداية الاحتجاجات العراقية، وفي ظل إغلاق الطرق وخنق المتظاهرين، تبرز زياد ظهور بطل ساحة التحرير، «السوبر توك تك»، وهي مركبة التوك توك التي كانت بمنزلة سيارة إسعاف لنجدة المتظاهرين.
«المطعم التركي (جبل أٌحد)»
وجسدت زياد ملاذ المتظاهرين في ساحة التحرير وهو مبنى مهجور يطل على ساحة التحرير، وبعد تصاعد وتيرة أحداث التظاهرات، قام المتظاهرون بالسيطرة عليه ، وقد كان يُستغل من قبل القناصين لرصد المتظاهرين، وكان المبنى يشتهر باسم المطعم التركي، ويُعرف حالياً باسم «جبل أحد»، وفقاً لما ذكرته زياد.
«أكتوبر العراق»
ولخصت زياد أبرز أحداث الشهر الأول للتظاهرات ، أي شهر تشرين الأول، برسمة جسدت ما ظهر في ساحة التحرير، مثل «التوك تك»، وأبطال تصدي القنابل المسيلة للدموع، ومشاركة المرأة والأطفال، وأصحاب الاحتياجات الخاصة، ولم تنس زياد «تجسيد أرواح الشهداء التي لم تغادر ساحة التحرير»، بحسب قولها.
ورسم الفنان التشكيلي العراقي مصطفى كريم علوان لوحة زيتية بعنوان «ستشرق شمسنا ولو بعد حين» في أثناء مدة التظاهرات في تشرين الثاني، ويقول ،إن اللوحة تعبر عن تأييده للمظاهرات ، كما تعد بمنزلة «رسالة إلى شعوب العالم لرؤية ما يحدث بهذا البلد المظلوم»، بحسب ما قاله.
لوحة تجسد انتفاضة الشعب العراقي
كما رسم الفنان العراقي نبيل علي لوحة بعنوان «أبطال التحرير والمطعم التركي» خلال مدة التظاهرات، وقال علي إن اللوحة تجسد دور الشباب في المطالبة بحقوقهم، ورفض قمع الحكومة والأحزاب الفاسدة التي نهبت ثروات بلاده.
ويوضح علي أن اللوحة تهدف إلى إيصال رسالة للعالم أن هناك ثورة في العراق ويتم قمعها بشكل وحشي.
وجسدت اللوحة دور المرأة ودعمها اللوجستي ومعالجتها للمصابين وتنظيفها لساحة التحرير، مما يدل على تكاتف جميع فئات الشعب، ووعيهم بواجبهم تجاه وطنهم.
كما جسدت اللوحة مشاركة الأطفال بكل براءة، وهم يضعون الورود على قنابل الغاز المسيل للدموع، ودور الرجال كبار السن بما يمتلكون من حكمة ووطنية عالية.
وفي أعلى اللوحة داخل مبنى «المطعم التركي»، التقط علي صوراً للمتظاهرين بهيئة أسود بابل، وقد استلهم تلك الفكرة من بوابة عشتار.
ويرى علي أنه من واجب كل فنان عراقي أن يصف وضع بلاده من خلال إنتاج أعمال فنية، موضحاً: «عندما كنت أعود من ساحة التحرير، كنت أعود برغبة كبيرة لتصوير ما يحدث داخل الساحة التي يحيط بها الأمن».
وحرص علي على المشاركة في التظاهرات العراقية ليساند المتظاهرين كمواطن عراقي مسلوب الحقوق والخدمات، بحسب ما قاله.
ويشير علي إلى أن أبرز اللحظات الصعبة كانت خلال بداية التظاهرات، ويتذكر لحظة سقوط قنبلة مسيلة للدموع على نصب الحرية بالقرب منه، ويقول: «وقتها أحسست بمدى خطورة الوسائل المستعملة في قمع المحتجين، ولكن برغم كل شيء كان لدينا إصرار وثبات بالمضي نحو هدفنا».
بين الحاضر والماضي
ويقول رسام الجداريات العراقي عباس هاشم إنه أراد أن يساعد المتظاهرين بتزيين جدران نفق التحرير ليعكس الصورة الإيجابية لأجواء التظاهرات العراقية، وقد شارك بعدة لوحات جدارية هادفة ومنها لوحة جدارية بعنوان «بين الحاضر والماضي».