لندن – ابتسام يوسف الطاهر:
يعنى المقهى الثقافي العراقي في لندن، بالشؤون الثقافية العراقية ويبحث عن كل ما هو غني من ثمارها ليقدمه الى جمهور الجالية العراقية والعربية اللندنية. استضاف في امسيته الاخيرة الصحفي العراقي الأستاذ علي طالب قادما من العاصمة البلغارية صوفيا حيث يقيم. كاتب الفيلم البلغاري-امرأة في حياتي-.
أدار الأمسية الكاتب والصحفي عبد المنعم الأعسم الذي قال:” اليوم ضيفنا وفيلمنا تجمعهما كلمة الحب، ونستعجل فنقول ان الفيلم (امرأة في حياتي) سيقدم تحقيقا شاعريا رقيقا رومانسيا وعاطفيا صميما وعميق الأثر في مجرى الحياة التي إنتهت اليها هذه التجربة”.
محور الفيلم شخصيتان هما شاب كوردي من العراق، شاءت الحياة أن يقترن منذ طفولته بشابة، ومن ثم تبدأ الأقدار تلعب بهذا الإقتران.
وحسب توصيف الأعسم ان الفيلم أقرب الى التحقيق الصحفي المصور المحتشد بالعواطف ووصفه بأنه ينتسب الى الأفلام الواقعية.
وعن علي طالب قال انه وضع فكرة الفيلم على طاولة مخرج خبير ومجموعة من صناع السينما في بلغاريا، وإستطاع أن يقنع هذه الصفوة من السينمائيين والمخرجين بتحويل القصة الى فيلم روائي مدته أكثر من ساعة.
علي طالب خرج من العراق وتعلّم في بلغاريا ونال في البداية شهادة أكاديمية زراعية، ثم حصل على شهادة أخرى في الصحافة. واصل الكتابة والدراسة بعد ان انتقل الى السويد، وعمل مراسلا صحفيا لعدد من الصحف وكتب عمودا صحفيا في صحيفة سويدية تعني بشؤون اللاجئين.
فيلم امرأة في حياتي، مقتبس من قصة كتبها الصحفي علي طالب وشارك مع المخرج والمنتج في كتابة السيناريو والحوار. من انتاج بلغاري، وبمشاركة عراقية (اقليم كوردستان) – قبرصية-رومانية ومقدونية، وبدعم مالي من الاتحاد الاوروبي. قام بإخراجه أنتوني دونتشيف (بلغاريا)، والمصور والمنتج ايفان تونيف، البطولة الرئيسة كانت لفيوليتا ماركوفسكا (بلغاريا) وسوران ابراهيم (العراق-السليمانية).
وفي التمهيد لعرض الفيلم قال الضيف: “لم يكن في توقعي ان أكون كاتبا للسينما، لكن المصادفات تلعب دورها، اما كيف استطعت أن أقنع دولة فقيرة مثل بلغاريا لإنتاج فيلم، عن قصة بعيدة احداثه عن الواقع البلغاري، أقول لقد تمكنت من تحقيق ذلك عن طريق صداقتي مع المخرج والمنتج، ولثقتهما بي، وانا أؤمن بأن كتابتي تنبع من نقل الواقع بمصداقية. فكنت واقعيا وصادقا في كتاباتي الصحفية، وفي كل الأعمال التي مارستها.
وتابع: عملت ردحا من الزمن مهندسا زراعيا في وزارة الزراعة في ستوكهولم، لكني أقول ان انتاج الفيلم في بلغاريا كلفني جهودا مضنية، فقوانين الإنتاج تفرض ان تكون لغة الفيلم بلغارية او ٧٠٪ من الحوار بتلك اللغة. وهناك مشاهد لإحداث ألحقت بالفيلم تجري على الأرض البلغارية لم تكن في سياق القصة الأصلية التي كتبتها”.
وقال طالب انه استطاع ان ينسجم مع تلك القوانين، ونوه ان الفيلم انجز قبل سنوات، وسبب التأخير، البحث عن مصادر لتمويله.
ثم عرض الفيلم الذي يحكي قصة الشاب آزاد (سوران ابراهيم) والشابة فيان (فيوليتا ماركوفسكا) اللذان عقدت خطبتهما منذ الصغر. الى ان تطورات الاحداث السياسية والعسكرية في كردستان العراق خلال سبعينيات القرن الماضي، وأدت الى افتراقهما. بحيث انهما لم يتعرفا على بعضهما حين التقيا في رحلة اضطرارية الى أوروبا، على متن سفينة انطلقت من بيروت الى قبرص. ليولد الحب من جديد. لكن تتدخل السياسة والمؤامرات التي كانت مخابرات النظام السابق تحيكها ضد المعارضين. وحاول أحد عناصرها (رشيد) الذي كان مدسوسا في صفوف اللاجئين العراقيين اقناع فيان بأن آزاد هو الذي قتل اباها، وان عليها الانتقام منه. الا ان الامور لم تكن كذلك فقد انتصر الحب.
وبعد مشاهدة الفيلم وقبل البدء بالمداخلات تحدث الأعسم قائلا “أود ان أنقل لكم احتجاج المقهى، الثقافي العراقي في لندن على الأسلوب الذي أتخذ ضد الخريجين المتظاهرين امام مجلس الوزراء في بغداد واستعمال خراطيم المياه الحارة على هذه الكوكبة، والذين نراهن على دورهم في بناء الوطن وتحديث المجتمع”.
ثم نوه ان الفيلم قدم رسالة وهي ان الحب في النهاية ينتصر على العنف، وعلى الأعمال القبيحة. ثم بأت المداخلات التي اكدت نجاح الفيلم، وشكر الحضور كاتب القصة لأنه جسد لحظات مهمة في تاريـخ العـراق.
وتحدث د.رضوان الوكيل وهو طبيب إستشاري خريج بلغاريا وعاش فيها في الفترة نفسها التي يتناولها الفيلم، فتساءل فيما إذا كانت حوادث الفيلم جرت في الواقع أم فيها من خيال القاص! فذكر الصحفي الضيف ان الأحداث كلها جرت في الحقيقة، سواء ا تلك التي وقعت في كوردستان العراق، او في بلغاريا، وخاصة اختطاف الطائرة التركية من شيوعيين أتراك التي حدثت في ١٩٧٢ ما عدا مشاهد مطار صوفيا قبل نهاية الفيلم.