الديمقراطي يضغط لإدراج ذكرى اجراء الاستفتاء في جلسة البرلمان
السليمانية ـ عباس كاريزي:
في الذكرى الثانية لإجراء الاستفتاء التي تصادف اليوم الاربعاء، دعا مواطنون من شتى الشرائح وأكاديميين وصحفيين القيادة السياسية وحكومة اقليم كردستان، الى الاسراع في معالجة المشكلات العالقة والاتفاق مع الحكومة الاتحادية تلافيا للتبعات السلبية التي خلفها اجراء الاستفتاء.
واكد مواطنون استطلعت الصباح الجديد آرائهم، ان الكرد في العراق يحضون بكل الحقوق وتقع عليهم التزامات، وان السبيل الوحيد والامثل امام حكومة الاقليم التوصل الى اتفاق جذري طويل مع الحكومة الاتحادية.
وقال الحاج قادر محمد، وهو صاحب محل لبيع المواد الغذائية في سوق الجملة وسط محافظة السليمانية للصباح الجديد، ان اجراء الاستفتاء ترك انطباعاً سيئا في نفوس المواطنين، وتسبب بأزمات كان شعب كردستان في غنى عنها، لا لشيء سوى انه لم يأتِ عبر اجماع شعبي وكان نزوة لدى بعض الشخصيات السياسية.
واضاف الحاج قادر، التقديرات الخاطئة للقيادة الكردية وخصوصا الحزب الديمقراطي وضعت الكرد في موقف حرج وأدت الى تراجع القضية الكردية في المنطقة والمحافل الدولية.
من جانبه قال سيروان طاهر وهو كاتب وصحفي يعمل في صحيفة الرأي الكردية، للصباح الجديد، ان شعب كردستان يفتقر الى قيادة حكيمة تقوده في الوقت الراهن، وان ما حصل قبل الاستفتاء وخلال اجراء الاستفتاء يعكس قصر نظر وتقصير واضح وفشل للقيادة الكردية، التي لا تمتلك استراتيجية واضحة للتعامل مع التطورات والمتغيرات التي تشهدها المنطقة والعراق بنحو خاص.
واضاف، ان اجراء الاستفتاء الذي وصفه بالعبثي من دون دراسة او تقدير للموقف الاقليمي والدولي، ادى الى فقدان دور وموقع الكرد في العراق والمنطقة فبعد، ان كان الكرد بيضة القبان في الحفاظ على توازن القوى ومسار العملية السياسية في العراق، أصبحوا عامل تفرقة يعجزون عن معالجة مشكلاتهم الداخلية، الذي تهدد فيه حدة التوتر بين الاحزاب الكردية الى حد الانفجار وحصول صدام عسكري.
وكانت القيادة السياسية في اقليم كردستان برئاسة زعيم الحزب الديمقراطي مسعود بارزاني، قد اجرت في ال 25 من ايلول سبتمبر من عام 2017، استفتاء على استقلال اقليم كردستان قاطعته شريحة واسعة من المواطنين، الا ان السلطات في الاقليم قالت ان نسبة المشاركة فيه بلغت 93%.
وكان حراك الجيل الجديد بزعامة رجل الاعمال شاسوار عبد الواحد، قد اعلن عن تجمع يعارض إجراء استفتاء الاستقلال في ذلك الوقت، ودعا المقترعين الى المشاركة والتصويت بـ «كلا»، وذلك بسبب عدم توفر الظروف الملائمة لهذه العملية، في ذلك الوقت وغياب الدعم الدولي والإقليمي وانعدام التفاهم والحوار مع الحكومة الاتحادية.
من جهته قال استاذ العلوم السياسية، هلكوت محمود، أن إقليم كردستان يحتاج إلى حراك شعبي وجماهيري جريء مدعوم من الشخصيات السياسية المستقلة والاكاديميين والمثقفين لإنهاء الهيمنة الحزبية على مفاصل الحكم في الاقليم، ولتوضيح الحقائق للمواطنين والدفاع عن مصالحهم.
وتابع، ان السياسة التي تنتهجها حكومات الاقليم المتعاقبة منذ سنوات لا تنم عن ادراك لمجريات الاحداث، وان هذه القيادة تقع في الاخطاء نفسها وتكرر السياسات الفاشلة ذاتها، التي تبنى على اساس المصالح الحزبية والشخصية من دون مراعاة الصالح العام.
ما حصل من توتر وتعمق الخلافات مع الحكومات العراقية منذ سقوط النظام ولحد لان، الجزء الاكبر من هذا الفشل يقع على عاتق القيادة السياسية الكردية، واحزابها السياسية التي فشلت في ايجاد صيغ للتفاهم والحوار مع الحكومة الاتحادية لضمان حصة الاقليم ومستحقاته من الموازنات السنوية.
واردف، ان وضع اللوم على بغداد في الفشل والاخفاقات السياسية والاقتصادية والادارية المستمرة، ما هو الا جزءا من استمرار الفشل وتنصل القيادة الكردية من تحمل المسؤولية تجاه شعب كردستان، الذي مل من وضع اللوم على الحكومة الاتحادية.
الى ذلك ضغط الحزب الديمقراطي لادراج فقرة في جلسة برلمان كردستان المقررة اليوم الاربعاء لاستذكار الاستفتاء، والاشارة اليه، وهو ما قوبل برفض واستياء من قبل بقية الكتل، التي عدت ذلك جزءا من سياسة هيمنة الحزب الديمقراطي على مؤسسات الاقليم وتوجيهها باتجاهات حزبية خاطئة.
الى ذلك قال الكاتب والصحفي كمال جوماني، « قبل عامين طالبت اكبر دولة في العالم الولايات المتحدة الاميركية القيادة السياسة الكردية تأجيل الاستفتاء لمدة عامين، واعطاء فرصة لمعالجة الخلافات مع بغداد، الا ان عناد القيادة السياسية الكردية وخصوصا زعيم الحزب الديمقراطي مسعود بارزاني، ووقوعه تحت تقديرات خاطئة لبعض المستشارين الاجانب، تسبب بتحول الاستفتار الى اكبر فشل لبارزاني واقليم كردستان.
واضاف، جوماني، ان اخطاء القيادة السياسية وعلى رأسها مسعود بارزاني تسببت بخسارة كركوك، التي لم تكن القيادة السياسية مهتمة سوى بالاستحواذ على نفطها، اضافة الى تعقد الامور مع بغداد، وابتعاد اميركا واوروبا وتحول دعمهما الى بغداد بعد تكابر وعناد القيادة السياسية في اقليم كردستان.
وتابع، ان الايام اثبتت ان الذين كانوا يتحدثون عن الاستفتاء لم يكن لديهم حلم الاستقلال، ولم يكونوا يعرفون المعنى الحقيقي للاستفتاء، ولا يعرفون بالسياسية الخارجية او التوجهات لدى دول المنطقة.
واضاف، ان اقليم كردستان العراق منذ تأسيس حكومة الاقليم عام 1992، ولحد الان لم يكن الكرد بعيدين فيه الى هذا الحد عن اوروبا واميركا، اللذان كانا داعمين اساسيين للقضية الكردية سياسيا واداريا وعسكرياً.
واشار الى ان عدم اجراء الاستفتاء كان من شانه ان يقي الاقليم من تفاقم المشكلات مع بغداد، وخسارة الدعم الاقليم والدولي، الذي كان مستمرا لولا اجراء الاستفتاء.