لانها كرة القدم ،ساحرة الدنيا وشاغلة الناس، اللعبة الشعبية الاولى ، فقد توسدت هذه الساحرة المستديرة هنا في ارض الرافدين افئدة الجمهور العراقي بكل اطيافه والذي يفرح اذا تقدمت ويحزن اذا تراجعت، مع الاسف، كرة القدم العراقية اليوم تسبح في بحر متلاطم الارادات وتمر في نفق مظلم تبحث عن كوة ضوء في نهايته، مايشغل الجمهور الوفي اليوم هو الصراع الدائر بين اتحاد كرة القدم من جهة والنجم الدولي السابق عدنان درجان ومعه مجموعة من نجوم الكرة من جهة اخرى ،موضوع الصراع هو انتخابات هذا الاتحاد التي اقيمت في نهاية شهر آيار من العام الماضي وما اثير بعدها من ردود افعال كان ابرزها اعتراض درجال ورفضه القبول بنتيجة الانتخابات واتهامها بانها لم تكن سليمة وانه تعرض لحرمان متعمد وابعاده و نجوم الكرة نشأت اكرم ونعيم صدام عن الترشح لرئاسة وعضوية الاتحاد في الانتخابات بحجة مخالفتهم النظام الداخلي للاتحاد.
درجال لم يكتف بالاعتراض الشفهي، بل قرر خوض صراع قانوني من اجل استرداد حقه فقررمع زملاءه المبعدين تقديم شكوى الى محكمة كاس الدولية التي تحكم بالنزاعات المتعلقة بكرة القدم في العالم وتضمنت الشكاوى التي تقدم بها المعترضون إلى محكمة كاس الدولية ثلاث قضايا، الأولى هي قضية تأجيل الانتخابات، والثانية الشكوى الجماعية الموقعة من أحد عشر شخصاً ضد إجراءات الانتخابات ونتائجها، أما الثالثة فتخصّ القضية الانضباطية المرفوعة ضد عدنان درجال من قبل مستشار الاتحاد القانوني التي قضت بإصدار عقوبات عليه بمحررات رسمية مزورة باسم أعضاء لجنتي الانضباط والاستئناف لا أساس لها من الوجود، وهي صادرة من الاتحاد وبتوقيع أمين سره.
هنا اخذت القضية مسارا آخر من خلال تدويل القضية مع مارافقها من اشغال الرأي الكروي العام في العراق ورحلة الطرفين المتنازعين او من يمثلهم الى سويسرا لحضور جلسات محكمة كاس والتي استمرت يومين خلال شهر آيار الماضي على امل اصدار هذه المحكمة قرارها نهاية آب المنصرم ،مسار آخر عرجت عليه القضية عندما صد ثلاثة من موظفي اتحاد الكرة هم امين السر ومدير العلاقات ورئيس لجنة الاستئناف في الانتخابات التهم الموجهة اليهم بتزوير المحاضر الخاصة بحرمان عدنان درجال ومن معه من المشاركة في الانتخابات.
ومع اشتداد حدة الصراع تناثرت الاخبار والاحتمالات الخاصة بالطرفين واهمها طلب عدنان درجال ان يقدم اعضاء الاتحاد استقالتهم الجماعية وتشكيل هيئة مؤقتة لادارة الاتحاد واقامة انتخابات جديدة بعد 45 يوما من تشكيل اللجنة مقابل سحب درجال شكواه الامر الذي رفضه اتحاد الكرة واعلن اعضاءه تمسكهم بمواقعهم.
كل هذا ومازالت المعركة لم تحسم بعد والاهم من هذا كله ان كرتنا العراقية ابتليت بالازمات التي اصبحت عنوانا لها، وفي الوقت الذي تستعد فيه كل دول العالم لخوض تصفيات مونديال قطر 2022 مازلنا نتجول في اروقة المحاكم تاركين منتخباتنا تعاني الامرين من اجل تنفيذ استحقاقاتها الدولية وكل هذه الازمات تضاف الى محنة الأولمبية الوطنية التي تصارع هي الاخرى من اجل بقاءها. وديمومة نشاطها.
سمير خليل