أبناء عروس الفرات يزينون امهم بالخضرة

شجروا حتى المقابر

أحلام يوسف
عج موقع التواصل الاجتماعي فيس بوك بأخبار وصول ممثلة الأمم المتحدة جينين هينيسي التي تحدت رئيس إقليم كردستان ورئيس الوزراء عادل عبد المهدي ورئيس البرلمان محمد الحلبوسي، لغرس الأشجار في كل انحاء العراق من اجل احياء يوم السلام العالمي وتحت شعار “العمل المناخي من اجل السلام”.
في هيت، المدينة الجميلة، المثيرة لدهشة كل زائر يضع قدمه على ارضها الخصبة بالكرم والخيرات، بدأت حملة زراعة الأشجار منذ نحو سنتين، لتشجير شوارعها الرئيسة ومؤسساتها الحكومية وحتى المقابر، التي قد يجد البعض منا انها ليست بالأهمية ذاتها لشوارع المدينة، لكنها في الحقيقة لا تقل عنها أهمية فهي تحتضن احبتنا الذين غادرونا الى عالم اخر.
يقول إسماعيل سعيد أحد اول المسهمين في هذه الحملة: “حين أحال الظلاميون لون وجه مدينتنا دخاناً ودما، وهاجرت أجسامنا مثقلة بالهَم، وتوقفت عقارب الزمن، عشنا التغريبة الهيتية حيث شاء الله، ومع كل لحظة كان شهيقنا دعاء وزفيرنا آه، ومحا الله همومنا بالتحرير والنصر، وعدنا ووجدنا ان الشر لم يبق صرحا ولا قصرا، وبدأنا إعادة اعمارها وبناء كل ما هدّم”.
وتابع: غايتنا كانت إعادة الحياة بكل اشكالها ليست فقط بنى تحتية وبيوتا، لكن الشجرة كانت رمزا اخر للحياة هناك، وهكذا وُلدت هيتنا الخضراء، ولدت من رحم الوجع وامل الحياة.
“هيت هي المدينة الوحيدة التي تم تشجير شوارعها الرئيسة والفرعية ودوائرها وحتى مقابرها” ويضيف إسماعيل سعيد “العمل تطوعي، بدأنا بستة رجال هم رياض شريف، وبسام ثابت، وعادل حمد برتو، وعلي خالد جلود، وعمار شاكر عون الدين، وانا معهم. ثم ازداد العدد ووصل المئات، من الشباب والأطفال وطلاب المدارس، والموظفين، زرعنا ما يزيد على 4500 شتلة من مال تبرع به اهل المدينة، ومازال العمل مستمرا الـى اليـوم”.
يقول إسماعيل سعيد بالأصالة عن نفسه وبالنيابة عن كل يد خير شاركت في هذه الحملة: “كان هدفنا في البداية، ان نزرع 1500 شجرة كحد اقصى، ونتيجة لنجاح عملنا واهتمام المسؤولين، خاصة بلدية هيت بعملنا، اذ اخذت على عاتقها مهمة سقي تلك الأشجار، والنتائج كانت رائعة، مما شجع العديد من اهل الخير من الأصدقاء داخل العراق وخارجه للتبرع للحملة ماديا، وبالتعاون مع الأهالي، ومنظمات المجتمع المدني الذين شاركونا بالعمل والزراعة، فقد وصل عدد الشتلات الى ما يقرب من 4500 شتلة.
هيت عروس الفرات كما يصفها البعض ستظل مشرقة وبهية ما دام فيها أبناء بررة، حريصون على تصدير صورة جميلة لمدينتهم. مثل تلك المبادرة شاعت بأكثر من محافظة منها محافظة كربلاء.. نتمنى ان تشيع أكثر لتمتد الى كل محافظاتنا ومدننا، لان بلدنا يحتاج ان نعيد اليه الحياة.

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة