في الصيف.. الشاي الساخن يطفئ حرارة الجسم

سمير خليل
من أشهر مشروبات العالم وأمتعها، في أشكال ومذاقات مختلفة تتلوّن أقداح الشاي على الموائد، مشروب لذيذ منعش لا يتطلّب إعداده أكثر من ثلاث الى خمس دقائق.
والشاي اسم صيني يطلق على شجرة أو شجيرة وعلى أوراقها وعلى المشروب الذي يصنع من الأوراق، ونباته دائم الخضرة ينسب إلى فصيلة الكاميليا وموطنه الأصلي شرقي آسيا، ذُكر الشاي في المصنفات الصينية في القرن الثالث بديلاً للأنبذة القوية وزرع في القرن الثامن على نطاق تجاري، استوردته شركة الهند الشرقية الهولندية إلى أوروبا، كان المشروب المفضل حتى استبدلت به القهوة.
والشاي يُعد أكثر المشروبات استهلاكاً بعد الماء، وأهم الدول المنتجة للشاي: الهند، الصين، سيلان، إندونيسيا، اليابان، فرموزا، ومن انواعه: الشاي الأسود والأخضر والأبيض والمنكه وهو أكثر أنواع الشاي لذّة لأنّه يحتوي على القرفة وشاي الميرمية أو الشاي الاحمر.
ويدمن العراقيون عادة شرب الشاي مثل إدمان المدخن السيجارة، وبدأت عادة شرب الشاي لدي العراقيين منذ الاحتلال البريطاني وأصبح للشاي قيمة اجتماعية في حياتنا اليومية نقيس به درجة احترام أي زائر ومستوى تقديره ومكانته، بينما عرف عن الهنود تناولهم المفرط للشاي وهم يزرعون شجيرته وينتجونه وأخذ العراقيون عنهم تلك العادة.
والشاي من اكثر المشروبات اثارة للجدل بين فوائده ومضاره وسواء اختلفت الآراء او اتفقت عليه فانه يبقى المشروب الاول لدى العراقيين الذين يتناولونه صيفا وشتاء ولا يشربونه الا ساخنا ،وتناول الشاي الساخن صيفا يثير الجدل ايضا برغم ان تناول المشروبات الساخنة في الطقس الحار تعود لمئات السنين وأوضح باحثون في دراسة نشرت عام 2012 أن شرب المشروبات الدافئة يمكن أن تقلل فعليا من حرارة الجسم بالمقارنة مع المشروبات الباردة ووجد الباحثون بعد تناول المشروب الدافئ، أن حرارة الجسم كانت في الواقع أقل عند تناول المشروبات الباردة حيث إن الأولى تجعل الجسم يعرق أكثر وهي واحدة من السبل الرئيسة لخفض درجة حرارة الجسم والحفاظ على التوازن الحراري.
وللمفارقة في ادمان العراقيين شرب الشاي صيفا وشتاء كان لنا هذا اللقاء مع السيد صبحي جواد صاحب مقهى الذي تحدث عن علاقته بالشاي فيقول : منذ مايقارب العشرين عاما كنت امتلك مقهى في بغداد وبعد العام 2003 غادرت الى الاردن وعملت لمدة خمس سنوات بعدها قضيت المدة نفسها في سوريا قبل ان اعود وافتح مقهاي هذا ،الشاي الذي اعده يتميز بنكهة خاصة لذلك زبائني يعرفون مذاق الشاي الجيد ولايشربونه الا من مقهاي ،اعد الشاي بخلط عدة انواع فأصبحت هذه (الخلطة) خاصة بي ولم اتعلمها من (جايجي) آخر ، بعد عدة محاولات جربت فيها عدة خلطات استقريت عليها “.ويضيف” من خلال عملي لا اشعر باي فرق بين تناول زبائني الشاي في الشتاء او الصيف ،على العكس انا المس انهم يحتسوه خلال ايام الصيف اكثر والمفروض العكس ،لدي زبائن اعتادوا على احتساء الشاي بكثرة تصل حد الادمان والبعض يفضله كثيفا (براسه) وفي الصيف تحديدا ،انا اشعر ان بعض الناس تعودت على شرب الشاي واصبح بالنسبة لهم مادة تحتاجها اجسامهم “.
توجهنا لاحد زبائن المقهى المعروفين بتناول الشاي بكثرة وهو السيد فؤاد فاهم هادي الذي يتحدث ايضا عن علاقته بالشاي فيذكر ان علاقته بالشاي تمتد لاكثر من 35 عاما ويضيف ” هو يمنحني راحة خاصة وانا من المدخنين لذلك اصبح الشاي مكملا لتعودي على التدخين ،احتسي يوميا مابين 15 و20 قدحا من الشاي وانا لا اعدّ هذا التعود ادمانا بل اعدّ الشاي مكملا غذائيا خاصة مع فوائده المعروفة ولا يختلف عندي الامر فانا لا افرق بين الصيف والشتاء بقضية الشاي وعادة اشربه من مقهى واحدة وهذه قضية مهمة جدا في تذوق الشاي بين جودته ورداءته وتواضعه وحين تغلق هذه المقهى ابوابها احتفظ بإناء للشاي قبل اغلاقها ،تطورت علاقة الناس بالشاي مع تعدد مناشيء الاستيراد فبدل ان كنا نشرب نوعا واحدا من الشاي هو الشاي السيلاني تعددت مناشيء الشاي كما تعددت اسماؤه “.

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة