متابعة ـ الصباح الجديد:
رغم المشوار القصير لتشابي ألونسو مع بايرن ميونخ، لكنه أصبح ينطبق عليه الجملة الشهيرة للقائد الروماني يوليوس قيصر «فيني. فيدي. فيتشي – جئت ورأيت وانتصرت،» حيث أصبح وبعد مباراتين فقط قائدا للفريق البافاري على أرض المعركة.
لم يهنأ ألونسو أو يحظ بالوقت الكافي لاستكشاف الأمور والتأقلم على وضعه الجديد بعدما رحل عن إسبانيا وترك فريقه القديم ريال مدريد وذهب لبلد آخر، ليخوض أول مباراة له مع بطل ألمانيا في نفس يوم تقديمه، رغم أنه لم يكن قد تدرب سوى مرة واحدة مع المجموعة، وشارك بعد المباراة مع زملائه في الحفل التقليدي لشرب الجعة وارتدى القميص «الكاروهات» والبنطال القصير من الجلد.
وكانت الشكوك قد أثيرت حول صفقة ضمه، التي بدأها بطل العالم السابق لوثر ماتيوس بتصريحاته الذي قال فيها إنه كان يفضل التعاقد مع الألماني سامي خضيرة عنه، بدأت الآن في التلاشي وحل بدلاً منها الثناء بل والمقارنات بينه وأسطورة البايرن، فرانز بيكنباور.
قدرات عالية
وفي أول مشاركاته مع بايرن، أمام شالكه (1-1) بدأ ألونسو في إظهار قدراته القيادية، وفي مباراته الثانية ضد شتوتجارت، عزز اللاعب الإسباني هذا الظهور الذي كان قد استهل به مشاركاته مع فريقه الجديد، ليقدم رسميا أوراق اعتماده لجماهير البافاري.
وصرح بيكنباور عقب مشاهدة ألونسو للمرة الأولى بقميص بايرن: «اللاعبون الكبار لا يحتاجون للتأقلم، يأتون ويلعبون كرة القدم.»
وتضاعف المديح لتشابي عقب مباراة شتوتجارت، حيث عنونت صحيفة (دي فيلت) «تشابي ألونسو يذكر مشجعي بايرن بفرانز بيكنباور.»
دور كبير
وجعل الدور الذي قام به ألونسو في تلك المباراة الصحيفة تراه كممثل لمواطنه المدرب بيب جوارديولا في الملعب، نفس الدور الذي كان يقوم به لاعبون آخرون في بايرن مع مدربين سابقين، مثل إيفنبرج مع هيتسفيلد وبرايتنر مع بال سزيرناي وبيكنباور مع لاتيكو.
ووصل الأمر بصحيفة (أبندزايتونج) أن قالت أن ألونسو أصبح له دور «أكبر من كونه قائدا في الملعب.» وأشارت «إنه كالمغناطيس، يجذب الجميع. إنه الربان، قائد الأوركسترا وأيضا من يسدد الركلات الحرة.»
وركض ألونسو أمام شتوتجارت 11.8 كلم ولمس الكرة 150 مرة. كما أن الهدف الأول في المباراة، الذي سجله ماريو جوتزه، جاءت بدايته من كرة ثابتة نفذها اللاعب الباسكي، وقد سدد كرة أيضاً اصطدمت بالعارضة.
وقالت صحيفة (تي زد) الصادرة من ميونخ: «يلعب كما لو كان متواجدا منذ فترة في بايرن.»
ارشادات القائد
وحاول ألونسو، الذي لاتزال معرفته محدودة باللغة الألمانية -التي لا تمنعه من إعطاء التعليمات بالإشارات داخل الملعب- التقليل من أهمية المديح الموجه إليه، قائلا عقب لقاء شتوتجارت «فقط أحاول أن أقوم بما اعتدت القيام به، فأنا الرابط بين الدفاع والهجوم.»
وتعد التضحية، التي أظهرها ألونسو عبر الكيلومترات التي ركضها خلال اللقاء، أحد أوراق اعتماده للجماهير الألمانية، لكنها أثارت قلق جوارديولا، الذي حذر من أنها سينتج عنها إرهاق بدني كبير، حيث قال المدرب «اللاعب الذي سيركض الملعب من جميع جوانبه سيموت منا في غضون شهر.»
وجاء انضمام تشابي لبايرن في الوقت الذي كان فيه اللاعب الذي «يترأس الملعب» وهو باستيان شفاينشتايجر، غائبا لإصابة في الركبة. ويتبقى فقط انتظار معرفة ماذا سيحدث عندما يلعب الاثنان جنبا إلى جنب، وإن كان ينتظر أن كل لاعب منهما سيوفر على الآخر قطع المزيد من الكيلومترات.