حربنا القادمة هدفها واضح وعدوها اكثر وضوحا وارض المعركة بيننا ،ومنها ربما سيسجل لنا التأريخ مفخرة دق المسمار الاخير لآخر داعشي وان طال الزمن..
في مثل هذا النوع من الحروب ، ينبغي ان تتوحد الجبهة الداخلية وتوجه كل البنادق للعدو الذي يستهدفنا جميعا من دون استثناء ، واي خلط للاوراق سيزيد من معاناتنا ، معاناة القتل اليومي والنزوح المليوني واحتلال البلاد من قوى الظلام ..
رئيس الجمهورية فؤاد معصوم وهو ممثل للكرد ورئيس للعراقيين اجمعين طالب دعم المجتمع الدولي عسكريا للتخلص من داعش ..
رئيس الوزراء وهو ممثل الشيعة من التحالف الوطني طالب اكثر من مرّة من المجتمع الدولي التدخل العسكري ودعمنا في حربنا ضد الدواعش ..
وزير خارجية العراق الجديد ابراهيم الجعفري، طالب بتحديد اكثر، غطاءا جويا من دول مؤتمر باريس ، لقواتنا التي تخوض حربها ضد اعداء العراق والعراقيين والانسانية جمعاء ..
اسامة النجبفي وسليم الجبوري رئيس البرلمان العراقي طالب من دون اي تردد دعما عسكريا دوليا لقواتنا العسكرية ، وهما يمثلان شريحة واسعة من السنّة ..
واياد علاوي صرح اكثر من مرّة ان القضاء على الارهاب في العراق يحتاج الى جهود دولية ودعم واسع للعراق بوصفه الساحة الرئيسة الآن للصراع ..
وحتى بعض الفصائل المسلحة السنيّة اعلنت استعدادها للقتال الى جانب الجيش العراقي والدعم الدولي العسكري المقدم له..
هذا يعني ان هناك اجماعا من القوى الرئيسة في الحياة السياسية في البلاد على تقبل الدعم الدولي العسكري الذي بدأ بطيارات الاستطلاع الفرنسية منذ الاحد الماضي ..
واي اختلاف في هذا الموضوع وحوله ربما يخلط الاوراق مع كامل الاحترام للرأي الآخر..القوى المسلحة الشيعية ككتائب السلام التابعة للتيار الصدري وعصائب الحق وحزب الله ، لديها اعتراضات على الجهد الدولي العسكري وتحديدا الاميركي ، بل اعلنت انها ستقاتل الاميركان ، وهي مواقف مع كل نواياها الطيبة وروحها الوطنية ، الا انها ستخلط الاوراق وتشتت الجهود في مكافحة داعش، الذي تقاتله هذه القوى المسلحة في ساحات المعارك في اطار الحشد الوطني وتقدم الشهداء في هذا الطريق..
هنا تأتي مهمة السيد العبادي ، الذي اكد لكل من التقى بهم من ممثلي قوى الحشد الدولي، وتحديدا اميركا وفرنسا وبريطانيا، حاجة العراق لجهودهم في معركتنا الوجودية مع داعش، ومهمته في اقناع تلك القوى المسلحة ، ومعظمها من التحالف الوطني الذي رشحه لرئاسة الوزراء، لتأجيل تلك المعارك وتحشيد كل الجهد في مكافحة الدواعش وعدم اتخاذ اي اجراءات تساعد على خلط الاوراق في هذه المعركة التي تريد بعض الدول ان تحرفها عن هدفها الواضح واغراقها في متاهات مواجهات من نوع آخر، تصب في النهاية لصالح داعش الذي سيحاول ان يستغلها الى مداها الاخير..
الاميركان وحلفاؤهم خرجوا من العراق عسكريا بوجود نحو 300 الف جندي بكامل عدتهم وعددهم وقواعدهم وهمراتهم ، فكيف سيكون حالهم لوجود 500 خبير فقط موزعين بين بغداد واربيل !!
قلناها ونعيدها .. علينا ان لانفوت فرصة القضاء على الارهاب في العراق، باختلاق معارك جانبية ، فكل طلقة توجه الى داعش هي خدمة للشعب العراقي والجيش العراقي ولمستقبل العراق، وأي حرف لتوجهات المعركة هو اطالة للصراع ، ما يعني مزيدا من الدم العراقي ومزيدا من الضحايا والمآسي..
جو محلي وعربي ودولي ملائم تماما لكي نستفيد منه الى اقصى الحدود ، بدل ان نشتت جهود الجميع بسياسات خلط الاوراق التي سنكون كشعب اول المتضررين منها !!
عامر القيسي
لاتخلطوا الأوراق
التعليقات مغلقة