السينما الامريكية ولقطة رد الفعل

ربما يكون السبب الرئيس لهيمنة الافلام الاميركية او افلام هولويود هو قدرة هذه السينما على جذب المشاهد اليها من خلال التدفق الصوري السريع الذي لايعطي للمشاهد حتى فرصة استرجاع انفاسه احيانا، وباتالي ينشغل ذهنه باللاحق من هذا السيل الصوري الهائل، الامر الذي شكل البصمة الدائمة للسينما الامريكية والتي تميزها عن باقي سينمات العالم، فالمشاهد قد تعود ايضا على نمط السينما الفرنسية اوالانكليزية او الالمانية اوالروسية وغيرها، فلكل من هذه السينمات بصمتها الخاصة بها، التي ربما تاتي بسبب طبيعة المكان والتقاليد والثقافة الخاصة بكل بلد منها، وتختلف السينما الامريكية عن باقي السينمات بكونها لاتخضع لهذا الافتراض، كونها شلكت بصمتها الخاصة من خلال لقطة رد الفعل التي تشتغل عليها بغزارة واضحة في كافة افلامها، وتوفر مثل هذه اللقط الشد المطلوب وجلب انتباه المشاهد لها، وربما لاتستخدم باقي السينمات العالمية هذه اللقطة بنفس الكثافة بسبب الكلفة الانتاجية العالية التي يفرضها هذ الاستخدام، وبما ان اللقطة تقابل الكلمة في اللغة والمشهد هو جملة كما يقول المنظرو ن السينمائيون، فان هذه اللقطات الكلمات ربما تغني الكثير من المشاهدالتي تكون هي اي اللقطة، لقطة رد الفعل من ضمنها، ويعمد المخرجون الى استخدامها لاغناء المشهد بمايلزم من التدفق الصوري معتمدين على المونتاج في توظيفها ضمن بنية المشهد الواحد، والمشاهد للأفلام الفرنسية او الانكليزية يلاحظ افتقادها الى هذه اللقطات وبتالي لاتتمتع بمنا تتمتع به السينما الاريكية من حركة واضحة لذلك لم لم تستطع هذه السينمات من مواكبة التطور الهائل الذي تقطعه السينما الامريكية ويسجل العديد من المشاهدين البطء الواضح على السينما الفرنسية او غيرها بسبب هذا الافتقاد، وربما هناك من يسأل ما هي لقطة لرد الفعل، ان لقطة رد الفعل هي اللقطة التي تعبر عن الانفعال الظاهري المرتسم على وجه الممثلين حيال الفعل الذي يحدث امامهم من قبل الممثلين الاخرين، سواء كان ذلك من خلال الحوار او المؤثر الصوتي للدلالة على شيء ما ، ويعمد المخرجون الى اظهار اكثر من اثر لرد الفعل هذا، ليس فقط من خلال انعكاس ذلك على وجه الممثلين، بل من الممكن ان يكون ذلك الانعكاس على اي كائن حي يكون ضمن الكادر، واحيانا يظهر اكثر من رد فعل لاكثر من شخصية من خلال تناوب صوري سريع . ويستطيع اي متابع ان يحسب عدد لقطات رد الفعل لاي فيلم سينمائي امريكي ويقارنها بنفس القطات لافلام اخرى غير الأمريكية حتى يعرف السر في تفوق هذه السينما على غيرها من سينمات الدول الاخرى.
أخيرا هل من الصعوبة استخدام هذه اللقطة بالقادم من النتاج السينمائي العراقي ؟

كاظم مرشد السلوم

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة