اشعل شمعة واضيء الدرب لنفسك والآخرين

أحلام يوسف
نمر خلال رحلتنا في الحياة بمواقف عدة، حزينة وسعيدة، صادمة أحيانا، وغيرها من الحالات التي تصاحب هذه المواقف، التي بدورها تؤسس للايمان او انكار معتقدات وأمثال او حكم متداولة.
بعض تلك الحكم او الاقوال التي تجتزأ أحيانا من آيات قرآنية تكون مرجعنا عند كل حدث او مفترق طرق يتطلب منا اتخاذ قرار معين، فهناك من يركن الى اية قرآنية مفادها، قل لن يصيبنا الا ما كتب الله لنا، فيتوكل على الله ويتخذ القرار في الكفة الأرجح.
ما هي الحكم التي نؤمن بها وماهي الظروف التي ساعدت على تعزيز هذا الايمان؟
مسلم عبد الرسول ضابط متقاعد يقول: من خلال ما مررت به من تجارب وما اشهد عليه اليوم من ولولة وندب للحظ من العراقيين، وبالمقابل عدم تحريكهم ساكنا يمكن ان يغير من الوضع، بت اردد دائما الحكمة التي تقول ان تضيء شمعةً صغيرةً خير لك من أن تنفق عمرك تلعن الظلام. علينا ان نكتب هذه الحكمة بلافتات ونوزعها على كل على الاعمدة في الشوارع لكي يقرأها كل من يمر بها ويتذكر ان هنـاك شموعـا كثيـرة يمكـن لـه ان يضيئهـا لتغييـر حظـه والوضـع.
شموع كثيرة يمكن ان نضيئها، بالفعل فان تحرص على رمي النفايات في الحاويات فانت تضيء شمعة، عندما تمتنع عن اخذ الرشى فانت تضيء شمعة، كل فعل خير يصب في الصالح العام بمنزلة اضاءة شمعة يمكن ان تسهم بإنارة الطريق كله.
بيت يخلو من كتاب هو بيت بلا روح. هذه الحكمة الجميلة آمن بها المهندس عبد السلام قاسم الذي قال: تلك الحكمة كان يرددها والدي رحمه الله وانا اليوم ارددها على ابنائي. المكتبة فيما مضى كانت احد اهم اركان البيت، وكنا نتباهى ونتنافس على حجم المكتبة وعلى عددها في البيت. في بيت العائلة كنا نمتلك ثلاث مكتبات، واحدة في غرفة الضيوف وأخرى في الطابق العلوي، والثالثة في غرفة نوم الوالد. الكتب عوالم أخرى، قصص وشخوص واحداث، ليست مجرد ورق، لذلك فانا أؤمن جدا بان البيت بلا مكتبة ولو بحجم متواضع يعد بلا الروح.
اما المعلمة المتقاعدة سهير الجنابي فحكمتها، لسانك حصانك ان صنته صانك وان خنته خانك، اذ تقول: من خلال تجربتي الطويلة في الحياة امنت جدا بهذه الحكمة، فكم من مشكلة شرارتها كانت كلمة، وكم من جريمة حدثت بسبب كلمة، حتى الحروب التي حدثت على مر التاريخ سببها الرئيس كلمة، الله انعم علينا بنعمة النطق لكن ليس كلنا يصون تلك النعمة، فان تشتم او تنافق او تثرثر بما لا يعنيك او تكشف سرا اؤتمنت عليه، وغيرها الكثير من الأفعال التي يمكن ان تكون شرارة لخلاف ومشكلة، أصلها عدم صون اللسان.
حكم واقوال كثيرة لا يمكن حصرها، فينا من امن بها وأصبحت بمنزلة مصباح ينير له الطريق كي يسير عليه مطمئنا، ويبقى لكل منا حكمة دونت قبلا وباتت حكمته الخاصة.

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة