بغداد للسينما والفنون تحتفي بكتاب “طالب القره غولي”

سمير خليل
على قاعة مدينة الفن التابعة لمؤسسة بغداد للسينما والفنون في بغداد اقيم حفل توقيع كتاب (طالب القره غولي) لمؤلفه الباحث الدكتور حبيب ظاهر العباس.
افتتح الحفل بفيلم تناول آخر ألحان الملحن الكبير الراحل طالب القره غولي وقصائد للشاعرة وئام الملا سلمان، انتاج مدينة الفن.
وتحدث الشاعر عارف الساعدي مدير الجلسة عن الكتاب: حظي اللحن والغناء في الذاكرة العربية تراثا ومعاصرة، بمساحة كبيرة تجاوزت منطقة التسلية واللهو الى منطقة اخرى هي من بنات الوعي والفكر العالي، الذي يسبغ على الالحان والاصوات حزنا لذيذا. كتاب (طالب القره غولي) جهد توثيقي يقترب من النفس السردي، الذي يفتح حياة طالب القره غولي بحميمية عالية، كما يفتح صندوق اسراره الذي يحب المعجبون وعامة الناس الاطلاع عليها، فضلا عن تتبع مراحل تطور المشروع اللحني لطالب القره غولي ومنزلته بين الاجيال الموسيقية.
وقال مؤلف الكتاب: كنت قد التقيت صديقي القره غولي عام 2013 وكان هذا اللقاء آخر عهد لي به قبل وفاته ببضعة أيام، وطلبت منه ان يدون مذكراته من خلال الوقوف على الكثير من التفاصيل التي ترد في سيرته الذاتية ومنجزه الفني، وبعد سجال طويل اجابني بهدوء قاس وابتسامة مريحة تشع من ثنايا وجهه قائلا:
لقد كنت على وعي بهذا، وكيف اعفي نفسي من مسألة في غاية الدقة والاهمية، ولكن كما ترى لا وقت الآن للسفر مع الذات، والمراجعة، بعد ان صارت الخيبة، الحقيقة التي تعيش في اعماقي وتعتري ذاكرتي التي نهشتها الاحداث، وتسلل الى محتواها الضعف والنسيان، وكأنها صندوق اسود في طائرة سقطت في اعماق المحيط. فضلا عن الامراض التي تقافزت على جسدي وتناسلت لتحتل كل شيء وتقيم في كل زاوية لاجتثاث ما تبقى من جسدي المعلول.
وتابع: اعتقد جازما أنك اولى بهذه المهمة واهل لها بحكم رفقتنا وصداقتنا التي امتدت على فرشة زمنية لأكثر من اربعة عقود. من هنا بدأت حكاية هذا الكتاب بعد ان احسست بثقل الامانة التي اودعني اياها صديق عتيد وفنان كبير، وهكذا وجدتني اعملعلى هذا المشروع من دون هوادة لهذه الدراسة.
وأضاف: امضيت في تأليف هذا الكتاب قرابة سنتين، ومضيت في تصنيف متون الكتاب الى ثلاثة فصول، تضمن الاول ملاحقة نشأته وسيرته الذاتية ومتابعة تفاصيلها على وفق ما يلي: زيجاته المتعاقبة، وسفراته المتعددة الى بغداد، والهجرة الى السويد، وانتهيت بمحطته الاخيرة التي عاد فيها الى الناصرية وفارق فيها الحياة.
يقول الباحث: عقدت الفصل الثاني على متابعة نشوء وتطور الاغنية العراقية عبر القرن العشرين وقوفا عند حقبة السبعينيات والدور البارز للقره غولي فيها، وانعطافه صوب مجايليه الذين تمذهبوا بمذهبه التجديدي، وتوقفت عند الشاعر زامل سعيد فتاح الذي يعد من المع من وضع نتاجه الشعري في حاضنة الاغنية الحديثة عبر عقد السبعينيات، فضلا عن انه رفيق درب القره غولي وتوأم منجزه الإبداعي. اما الفصل الثالث فقد ابحرت فيه وبجهود مضنية صوب تدوين ألحانه بالنوتة الموسيقية وتحليلها على وفق منهج علمي وصفي.
تخلل الحفل مداخلات للسادة عبد الستار البيضاني، والدكتور دريد الخفاجي، وشوقي طالب القره غولي، وحيدر زامل سعيد فتاح، وهيثم شعوبي، وجمال محمد، وسامي نسيم، إضافة الى توقيع الكتاب وتوزيعه على الحاضرين، إضافة الى فقرة الغناء التي شارك فيها المطرب ياس خضر، وقاسم إسماعيل، ومالك محسن، الذين رددوا بعضا من الحان القره غولي.

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة