«داعش» يستبدل المناهج الدراسية في الحويجة ويلغي الموسيقا والفنون

سحب هويات الأحوال المدنية

كركوك/ عبدالله العامـري

كشفت مصادر محلية مطلعة من داخل مركز قضاء الحويجة (55 كم جنوب غربي كركوك) عن قيام تنظيم «داعش» بمصادرة هويات الاحوال المدنية من السكان واصدار هويات جديدة لدلاً عنها تحمل ختم « الدولة الاسلامية» ، وفيما أصدر التنظيم وثيقة تعليمية جديدة للطلاب تتألف من عشر نقاط خلافا للمناهج الدراسية الحالية، هدد بنسف منازل موظفي ومنتسبي مستشفى الحويجة في حال عدم عودتهم إلى العمل.
وقال مصادر فضل عدم الاشارة الى اسمه في تصريحات خاصة الى «الصباح الجديد» إن «تنظيم داعش في قضاء الحويجة وضع مناهج جديدة للطلاب وحدد مواعيد إمتحانات المكملين وبداية العام الدراسي الجديد».
وأضاف أن «التنظيم أمر بسحب هويات الاحوال المدنية وإصدار هويات جديدة وحذف مصطلحات مثل وزارة التربية وإستبدالها بديوان المعارف وحذف إسم جمهورية العراق ووضع الدولة الاسلامية بدلا من إسم الجمهورية».
ولفت إلى أن «إحدى نقاط الوثيقة التعليمية الجديدة لداعش تشير إلى إلغاء مواد التربية الفنية والموسيقى والوطنية ومواد أخرى».
وبشأن تغيير المناهج الدراسية وإمكانية تعاطي طلبة الحويجة مع هذا الإجراء يقول أحد المعلمين التربويين في القضاء طلب عدم ذكر إسمه الى «الصباح الجديد» إن «أغلب الأهالي رفضوا تدريس أولادهم بهذه الطريقة معتبرين أنها مسألة وقتية لحين استباب الأمن في المنطقة».
وأضاف أن «أهالي الطلبة الرافضين لهذه المناهج أغلبهم نزحوا باتجاه مدينة كركوك من أجل الحفاظ على سلامتهم وتجنب العواقب التي يمكن أن تحدث لهم في حال بقائهم في الحويجة».
وأشار إلى أن «داعش يحكم الحويجة كما يشاء ولا أحد يستطيع رده، لذلك على الحكومة الجديدة أن تتحرك بشكل سريع حيال هذا الأمر وإنقاذ الأهالي من خطر تلك الجماعات المسلحة التي باتت تعيث فسادا بقضاء الحويجة والنواحي التابعة له».
وفي السياق ذاته، وصف مصدر مسؤول في مجلس قضاء الحويجة فضل عدم ذكر إسمه لـ «الصباح الجديد» إن «إجراءات داعش في الحويجة تعبر عن استهتارهم واستخفافهم بالناس ويفعلون ما يريدون في ظل غياب الدولة والأجهزة الأمنية ونسيانهم أن الحويجة هي جزء من العراق».
وأوضح أن «هناك بعض الطلبة مجبرين على التعاطي مع إجراءات داعش بما يخص تغيير المناهج لكن ذلك لن يدوم طويلا بعون الله».
وفي سياق آخر، لفت مصدر محلي آخر الى إن «التنظيم المسلح إتصل هاتفيا بموظفي مستشفى الحويجة وأبلغهم بالعودة إلى عملهم»، مبينا أن «داعش هدد الموظفين بنسف منازلهم وقتل عوائلهم في حال عدم الاستجابة إلى طلبهم».
يشار إلى أن مستشفى الحويجة الذي يضم 300 منتسب ويسع لـ 150 سريرا متوقفة عن العمل منذ قصفها قبل نحو إسبوع من قبل طائرات عراقية، ما أدى إلى عزوف العاملين عن العمل بسبب الخوف من القصف او الاستهداف من قبل تنظيم «داعش».
ويقول أحد موظفي مستشفى الحويجة رفض الكشف عن اسمه لـ «الصباح الجديد» إن «هناك بعض الموظفين مجبرين على العودة إلى المستشفى لأن التنظيم المسلح بدأ يختطف أقاربهم وتهديدهم بالقتل في حال لم يعودوا إلى الدوام».
وأضاف أن «موظفين آخرين هربوا إلى كركوك خوفاً من تنظيم داعش»، مبينا أنه «لم نعد نملك حلولا لمواجهة هذا التنظيم ونطالب الحكومة العراقية بتحرير الحويجة بأسرع وقت ممكن».
وكان مصدر أمني في محافظة كركوك قال في وقت سابق إن 27 شخصاً سقطوا بين قتيل وجريح بقصف جوي إستهدف مستشفى الحويجة يعالج فيه عناصر تنظيم «داعش».
واكد مصدر أمني وشهود عيان في محافظة كركوك، يوم الجمعة الماضي، أن تنظيم «داعش» نظم استعراضاً عسكرياً وسط مركز قضاء الحويجة غرب كركوك وأن الاستعراض جاء على خلفية مقتل اثنين من أفراد التنظيم بقصف جوي عراقي.

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة