نحن وباريس

مع بزوغ شمس الصباح هذا اليوم تكون باريس العاصمة الفرنسية قد فتحت ابواب قاعاتها لزعماء وقادة من شتى دول العالم للالتئام وعقد اجتماعات خاصة بمواجهة تنظيم (داعش) وايجاد اليات للتنسيق وتوزيع المهام بين الدول المشاركة في هذه المواجهة المرتقبة.
اكثر من اربعين دولة معنية اليوم بهذا التحول الخطير للارهاب والتفافه واقترابه من حدود وجغرافية وسيادة بلدان عربية وشرقية وغربية ..ومهما كانت التوقعات المرجوة من مؤتمر باريس الا ان المحصلة النهائية له بالتأكيد تصب في مصلحة العراقيين المعنيين اكثر من غيرهم في هذه المواجهة المصيرية ..ولربما تأخر الغرب والعرب كثيرا في الاستجابة لنداءات العراقيين ودعواتهم للتعاون الدولي في مواجهة (داعش ) مثلما فشلوا في تقدير عواقب هذا النمو وهذا التمدد والانتشار لقوة هذه المجموعة الارهابية، ومع انطلاق جلسات المؤتمر وهذا التداعي الدولي للوقوف مع العراق في هذه المحنة يصبح من غير المنطقي ان لايحمل العراقيون ورقتهم او خطابهم او مشروعهم الاستراتيجي في هذه المواجهة ..وثمة اسئلة يبحث الشارع العراقي عن اجوبة لها في ظل تعتيم سياسي واعلامي عن تفاصيل تعاون العراق مع الولايات المتحدة الامركية وبعض الدول الاوربية وماسيتضمنه من آليات عسكرية وامنية وسياسية في المرحلة المقبلة.
ومن هذه الاسئلة تحت اي بند او قانون او اتفاق سيتم التنسيق او التنفيذ للعمليات المسلحة المرتقبة ضد داعش؟ فالجميع يعلم ان لاقرار اممي لحد الآن يبرمج هذه العمليات ويشرعنها، كيف سيتم توظيف الاتفاقية الامنية العسكرية بين العراق والولايات المتحدة الاميركية في هذه المواجهة؟ وهل يمكن توسيع مثل هذه الاتفاقيات مع دول اخرى مع تغيير نمط وشكل التهديدات التي يواجهها العراق؟ ماهي طبيعة الادوار التي ستنهض بها دول الجوار العراقي بما فيها ايران ودول الخليج العربي وتركيا خاصة وان الاتراك قرروا الاحجام عن المشاركة في هذا الجهد العسكري والامني؟ كيف سيكون الموقف السوري وردود افعال المجموعات المسلحة السورية المشتركة في القتال داخل سوريا تجاه مقررات المؤتمر؟ وهل يمكن ان تكون هناك عواقب امنية وردود افعال ناقمة على العراق تهدد امنه الداخلي والخارجي؟ وغيرها من الاسئلة التي تبحث عن اجابات ونحن نعلم ان مؤتمر باريس سيجد مجموعة من الاجابات على هذه الاسئلة وان احد اهم الاهداف لانعقادة هو البحث في توفير قواعد وآليات هذه المواجهة الدولية الداعمة للعراق في صراعه مع الارهاب لكن مانتمناه ونريده هو ان تكون حكومة العراق ممثلة برئيس الوزراء السيد حيدر العبادي ووزارة الخارجية ممثلة بالسيد ابراهيم الجعفري مستعدة لتقديم ورقة العراق ورؤيته في هذا التجمع والجهد الدولي وان تكون هذه الرؤية او الورقة جامعة لكل هواجس العراقيين وتستجيب لمصالح العراق الوطنية حتى لانفاجأ بمقررات غير قادرين على تحملها او استيعاب نتائجها وتضيع محصلة هذا الجهد الدولي او تتسرب الى اهداف اخرى قد تخدم الاخرين ولاتخدم العراق وقضيته المشروعة ..وحتى ذلك الحين ستظل عيوننا مشدودة لسماع انباء ونتائج طيبة لاجتماع باريس وماسيتمخض عنه.
د.علي شمخي

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة