بكين وواشنطن تتفقان على استئناف محادثات التجارة

روسيا والصين «تطلّقان» الدولار

متابعة الصباح الجديد:
اتفقت الولايات المتحدة والصين أمس السبت على استئناف محادثات التجارة مع إحجام واشنطن عن فرض رسوم جديدة على الصادرات الصينية مما يشير إلى هدنة في النزاع التجاري بين أكبر اقتصادين في العالم.
وتتيح هدنة يوم أمس الفرصة لالتقاط الأنفاس بعد الحرب التجارية المستمرة منذ عام والتي تبادلت في إطارها الدولتان فرض رسوم على واردات بمليارات الدولارات مما عرقل خطوط الإمداد العالمية وأدى إلى اضطراب الأسواق وتباطؤ النمو الاقتصادي العالمي.
وقال ترامب للصحافيين بعد اجتماع‭‭ ‬‬دام 80 دقيقة مع نظيره الصيني شي جين بينغ على هامش قمة مجموعة العشرين: ”عادت (المحادثات) لمسارها وسنرى ماذا سيحدث“.‬‬‬‬
ولن يلغي ترامب الرسوم المفروضة على الواردات حاليا ولكنه لن يفرض رسوما جديدة على سلع صينية إضافية بقيمة 300 مليار دولار وهو ما كان من شأنه أن يؤدي فعليا لفرض رسوم على جميع الصادرات الصينية للولايات المتحدة.
وقال في المؤتمر الصحافي علي هامش القمة التي اقيمت في أوساكا بغرب اليابان: ”سنمتنع في الوقت الراهن عن الرسوم وسيشترون منتجات زراعية“، دون ذكر تفاصيل عن مشتريات الصين المستقبلية من المنتجات الزراعية. وتابع ”إذا أبرمنا اتفاقا سيكون حدثا تاريخيا للغاية“.
ولم يذكر الرئيس الأميركي جدولا زمنيا لما وصفه باتفاق معقد ولكنه أضاف أنه لا يتعجل الأمر قائلا ”أريد أن نبرم (اتفاقا) على نحو صحيح“.
وقال مبعوث وزارة الخارجية الصينية لشؤون مجموعة العشرين: ”إذا نفذت الولايات المتحدة ما تقوله، فنحن نرحب بذلك بكل تأكيد“.
وفي بيان مطول عن المحادثات الثنائية نقلت وزارة الخارجية عن شي قوله لترامب إنه يأمل أن تعامل الولايات المتحدة الشركات الصينية معاملة عادلة.
وبالنسبة لقضايا السيادة والاحترام نقل عن شي قوله إن على الصين أن تحمي مصالحها الأساسية.
كما نقلت الوزارة عن شي ”الصين صادقة إزاء استمرار المفاوضات مع الولايات المتحدة … ولكن المفاوضات ينبغي أن تجري على قدم المساواة وتظهر احتراما متبادلا“.
في السياق، قررت روسيا والصين الاستغناء عن العملة الأميركية في الحسابات التجارية بينهما والاعتماد على العملات الوطنية، وذكرت صحيفة روسية أن البلدين وقعا اتفاقا حكوميا بهذا الشأن.
ووفقا لصحيفة “إيزفيستيا” فقد وقع الاتفاق عن الجانب الروسي وزير المالية، أنطون سيلوانوف، وعن الجانب الصيني رئيس بنك الشعب الصيني، يي هانغ.
وأشارت الصحيفة، نقلا عن رسالة بين مسؤولين في الحكومة الروسية، إلى أن الاتفاق وقع بين الجانبين مطلع الشهر الجاري، وذكرت الرسالة أن الخطوة هذه تهدف لتعزيز الأمن الاقتصادي لكلا البلدين.
وأضافت “إيزفيستيا”، أن الجانبين يعملان الآن على تنظيم قنوات للدفع بين الشركات الروسية والصينية، وهذه القنوات ستكون صلة وصل بين منظومتي الدفع الروسية والصينية.
ومن المتوقع أن ترتفع حصة الروبل في التعاملات التجارية بين البلدين من 10% حاليا إلى 50% في السنوات المقبلة، كذلك أشارت الصحيفة إلى أن موسكو وبكين تعتزمان استخدام الروبل الروسي واليوان الصيني في عقود كانت قد أبرمت بينهما بالدولار.
وتجاوز التبادل التجاري بين روسيا والصين العام الماضي مستوى الـ100 مليار دولار، منها 56 مليار دولار هي صادرات روسيا إلى الصين، في مقابل واردات بقيمة 52 مليار دولار.
وحذرت الصين من أن الحمائية و”أساليب المضايقة” تهدد النظام العالمي، ويأتي ذلك في وقت تخوض فيه بكين وواشنطن حربا تجارية ألقت بظلالها على الاقتصاد العالمي.
وانطلقت الجمعة في اليابان قمة مجموعة “العشرين”، وسط خلافات جيوسياسية وحرب تجارية وانقسامات بشأن التغير المناخي.
وعلى هامش القمة التقى الرئيس الصيني شي جين بينغ مع ثلاثة رؤساء أفارقة.
وقال مسؤول في وزارة الخارجية الصينية: “أشار جميع القادة في هذا الاجتماع إلى أن النهج الأحادي والحمائية وأساليب المضايقة في تزايد، ما يشكل خطرا كبيرا على العولمة الاقتصادية والنظام الدولي، وتحديات كبرى للبيئة الخارجية للدول النامية”.

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة