يراهن على سعفة ذهبية ثالثة لفيلمه «نأسف لم تكن موجودا»

اليساري المثير للجدل كين لوتش …

رسالة مهرجان كان

عائشة الدوري ـ كان:

يبدو ان البريطاني كين لوتش تراجع عن قراره في اعتزال الاخراج، الذي سبق وصرح به من بعد اخر افلامه «أنا، دانيال بلايك» العام ٢٠١٦ وعاد للكروازيت من جديد مع أحدث افلامه « نأسف لم تكن موجودا».
اليساري المثير للجدل…اخر كبار السينمائيين البريطانيين…و الحاصل على سعفتان ذهبية من مهرجان كان عن فيلم « الريح التي هزت الشعير» العام ٢٠٠٦ و «أنا دانيال بلايك» العام ٢٠١٦، يراهن هذه المرة على سعفة ثالثة لفيلمه الجديد. فيلم أراد لوتش من خلاله كشف مطحنة نظام العمل في المنظومة العالمية الجديدة لما يعرف بنظام «الفرانشايز» للشركات الكبرى على حساب الطبقة العاملة المتوسطة في المجتمع والتي هي اشبه بالعبودية متمثلة بنصوص و بنود قاسية تنصها بعض عقود العمل.
الطبقة الكادحة التي طالما كانت موضوع و قضية لوتش في معظم افلامه، يتناولها في هذا الفيلم من خلال عائلة انجليزية تقليدية بسيطة، زوجان لأبن مراهق وطفلة صغيرة، تعمل الام كممرضة تتنقل من بيت لبيت و لمسافات بعيدة حسب جدول عمل صارم لرعاية اكثر من ستة حالات مختلفة تحتاج لمساعدة يومية مابين المرض النفسي و العوق والشيخوخة، و يعمل زوجها سائق لدى احدى شركات توصيل الطلبات للبيوت و التي تعتمد السرعة و الالتزام بالتاريخ و الوقت المحدد.
ببساطة الفيلم يختزل مشاكل الحياة العصرية اليومية في ساعة و أربعين دقيقة، و ربما لم يستطع اي مخرج اخر ان يصور معاناة الطبقة العاملة التي تعمل بأجور قليلة لساعات طويلة مثلما يصورها كين لوتش، الذي صرح في المؤتمر الصحفي للفيلم بأن نظام العمل في انجلترا قاتل بمعنى الكلمة، مهاجما العولمة الرأسمالية و الشركات العالمية الكبيرة التي تسيطر على اكثر من نصف العالم.
السيناريو للكاتب بول لافيرتي، الذي تعاون مع لوتش في معظم افلامه، ترك الحرية للممثلين في الارتجال في العديد من المشاهد التي أراد المخرج ان يصورها بالتسلسل، وكان السيناريو يعطى للممثلين يوم بيومه تاركا لهم عنصر المفاجأة للأحداث في بعض المشاهد لتبدو اكثر مصداقية، خاصة انهم ليسوا ممثلين محترفين لكن اداء كل واحد منهم كان اكثر من رائع.
فيلم «نأسف لم تكن موجودا» الذي اخذ عنوانه من الجملة التقليدية التي يكتبها سائق ال»ديليفري» و يضعها في باب البيت في حال عدم وجود احد لتسلم الطلبية… فيلم معاصر بروح شبابية لمخرج تجاوز الثمانين بعامين، أراد ان يهدي هذا الفيلم للسواق الحقيقيين الذين ساعدوه من خلال قصصهم و رواياتهم عن المصاعب و المشاكل التي تعرضوا لها خلال العمل، فجاء الإهداء مكتوبا لهم في نهاية الفيلم بدون ذكر الاسماء.

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة