في إطار إعادة هيكلة
الصباح الجديد ـ وكالات:
قال وزير المالية المصري محمد معيط لرويترز أمس السبت إن بلاده تدرس إصدار سندات مقومة بعملات غير اليورو والدولار الأميركي بعد تدشين جولة ترويجية في آسيا، وذلك في الوقت الذي تكثف فيه الحكومة جهودها الرامية لتحسين هيكل ديونها.
وذكر معيط في مقابلة على هامش الاجتماعات السنوية لصندوق النقد الدولي والبنك الدولي في بالي أنه التقى مع المستثمرين في سول الأسبوع الماضي، ويعتزم مواصلة الجولة الترويجية في سنغافورة واليابان وماليزيا وبعض الدول الأخرى.
وجمعت مصر ملياري يورو من إصدار سندات في نيسان، وهو أول إصدار لها بالعملة الأوروبية الموحدة، وتعتزم بيع المزيد من السندات المقومة باليورو الأسبوع المقبل.
وقال وزير المالية إن ردود فعل المستثمرين في الجولة الترويجية بكوريا الجنوبية كانت ”إيجابية جدا“ وإن الحكومة ”نُصحت بالسعي للإصدار في آسيا“.
وأضاف ”نفكر في الإصدار بعملات أخرى… لم يتم اتخاذ قرار بعد، لكن جميع الخيارات مفتوحة، وندرس الأمر، وسنتخذ قرارا في المستقبل القريب“.
وتأتي الخطة وسط جهود لإعادة تنظيم هيكل الدين المصري في الوقت الذي تواجه فيه البلاد جدولا زمنيا صعبا لسداد ديون أجنبية على مدى العامين المقبلين وارتفاعا في فاتورة الواردات النفطية.
في الوقت نفسه، انخفضت حيازات الأجانب من أدوات الدين الحكومية المصرية بسبب نزوح التدفقات في ظل اضطرابات الأسواق الناشئة.
وفي تموز، قالت الحكومة إن حيازات الأجانب من أدوات الخزانة المصرية انخفضت إلى 17.5 مليار دولار في نهاية حزيران، من 23.1 مليار دولار قبل ثلاثة أشهر.
وقال أحمد كجوك نائب وزير المالية المصري في تصريحات نُشرت الأسبوع الماضي إن استثمارات الأجانب في أدوات الدين الحكومي بلغت 14 مليار دولار حتى نهاية أيلول.
وقال معيط إن الحكومة، التي اقترضت بكثافة من الخارج في الوقت الذي وضعت فيه برنامج إصلاح اقتصادي مع صندوق النقد الدولي في 2016، تخطط لتوسعة قاعدة مستثمريها وإطالة أجل استحقاق ديونها القصيرة الأجل والسعي وراء الاقتراض الأقل تكلفة.
وشهدت الأسواق الناشئة قفزة في عوائد السندات خلال الأشهر الأخيرة، مع ارتفاع التدفقات الخارجة منها بسبب تصاعد التوتر التجاري بين الولايات المتحدة والصين، وتوقع مزيد من الزيادات في أسعار الفائدة الأميركية مع تسارع الاقتصاد الأميركي.
وفي موازنة 2018-2019، تستهدف مصر متوسطا لأسعار الفائدة على الديون الحكومية قدره 14.7 بالمئة، انخفاضا من 18.5 بالمئة في السنة المالية السابقة التي انتهت في حزيران 2018.
وأشار وزير المالية إلى أن بلاده وقعت عقود تحوط لتأمين وارداتها النفطية، قائلا إن كل شيء جاهز لتدشين تلك الآلية.
وأضاف ”مستعدون للضغط على الزر في أي لحظة“.
وقال إن مصر تنظر أيضا في اتخاذ تدابير تأمينية مماثلة لسلع أخرى من بينها القمح.
الى ذلك، قال صندوق النقد الدولى، إن الرئيس عبد الفتاح السيسي، التقى فى نيويورك، كريستين لاجارد، مدير عام صندوق النقد الدولي، إذ تطرق اللقاء إلى التقدم الجيد الذي تحقق فى البرنامج الاقتصادي فى مصر، بدعم تمويل قيمته 12 مليار دولار على 3 سنوات.
وأكدت كريستين لاجارد، مدير عام صندوق النقد الدولي، أن الاقتصاد المصري أظهر علامات جيدة للتعافي، وسجل معدل النمو الاقتصادي واحدا من أعلى المعدلات فى منطقة الشرق الأوسط.
ولفتت كريستين لاجارد مدير عام صندوق النقد الدولي، إلى أن اتفاقاً جرى على البناء على ما تحقق من نتائج برنامج الإصلاح الاقتصاد الكلي بدعم الإصلاحات الهيكلية، إذ تسهم تلك الإصلاحات فى نمو أكثر استدامة واحتوائية وبدور أكبر للقطاع الخاص، بما يعود على الشباب المصري بمزيد من فرص العمل، بالتوازي مع توفير موارد لازمة لشبكة الحماية الإجتماعية.
وأكدت كريستين لاجارد مدير عام صندوق النقد الدولي، على التزام صندوق النقد الدولي بدعم الاقتصاد والشعب المصري.