بغداد-الصباح الجديد:
في يوم الجمعة الثانية من شهر أكتوبر، من كل سنة يحتفل العالم كله، بيوم البيض العالمي.
الاحتفال الأول بهذا اليوم جرى في عام 1996، ومُنذ ذلك الحين يتم الاحتفال سنويًا في هذا اليوم بالاستعمالات المُتعددة والشيقة للبيض حول العالم.
كما هو معروف فإن البيض يلعب دورًا حيويًا في تغذية الإنسان لما يتمتع به من قيمة غذائية عالية وفريدة.
وقد كان شعار الاحتفال بيوم البيض العالمي لعام 2014 هو «أكسر بيضة وساعد في كسر الجوع في العالم « ، اذ احتفل العالم في هذا اليوم تحت شعار التخلص من الجوع والعوز الغذائي وسوء التغذية.
يحتفي المختصون في التغذية باليوم العالمي للبيض وسط نقاش عن المزايا الصحية لهذا الغذاء الشعبي والتقليدي، وما يثار بشأنه من شكوك.
وتروج عدة خرافات بشأن البيض مثل تسببه بأزمات قلبية، وفي ثمانينيات القرن الماضي، أدى تلوث كمية من البيض في بريطانيا ببكتيريا السالمونيلا إلى جدل واسع بالبلاد أدى إلى استقالة وزيرة الصحة.
ويرى خبير التغذية البريطاني، ريانون لامبيت، أن البيض يحتوي على الكثير من العناصر المفيدة لجسم الإنسان مثل فيتامينات «إي» و»دي» و»بي 2» و»بي 12» واليود والأحماض الأمينية وملح حمض الفوليك.
وتوضح خدمة الصحة العمومية في بريطانيا أن البيض يضم ، فعلاً نسبة من الدهون المشبعة والكولسترول لكن مستوى هاتين المادتين في الجسم لا يرتفع فقط بسبب ما نتناوله من بيض بل يزيد من جراء أكل أطعمة أخرى.
ويقول الخبير لامبيت، الذي ألف كتاباً عن التغذية السليمة، إنه ينصح الناس بإضافة البيض إلى أطباق يومية معتادة مثل البيتزا والبطاطا حتى يستفيدوا من منافع صحية عدة.
وفي المنحى ذاته، يحتاج إنتاج البيض إلى إشراف السلطات الصحية ومراقبتها الدورية تفادياً لانتشار البكتيريا وهذا يسري على جميع المواد الغذائية في الأسواق.
ويقول المدافعون عن البيض إن المشكلة لا تكمن في تناوله، وإنما في الكمية المستهلكة، في وقت يحتاج إنتاج البيض إلى إشراف السلطات الصحية في كل دولة ومراقبتها تفادياً لانتشار البكتيريا.
ويشير هؤلاء إلى الاستعمالات المتعددة والشيّقة للبيض في المطابخ والثقافات المتعددة حول العالم.
كما يأخذ البيض أهميّة في توجيه الرسائل الاقتصادية والسياسية على اختلافها.
في عام 2014أطلقت اللجنة العالمية للبيض مشروعين من أجل «تغيير حياة سكان بلدان الجنوب الأفريقي»، من خلال البيض، كأحد أهداف اللجنة العالمية التي تُعنى بمُساعدة مواطني البلدان النامية للوصول إلى البيض كمُنتج مهم وصحي، واستعماله لمحاربة سوء التغذية ومُساعدة الأشخاص ناقصي التغذية في الوصول إلى وجبة مُستدامة.
يُساعد في ذلك ما يحتويه البيض من مواد مغذية تسهم في سد الحاجيات الغذائية المرتبطة بالنمو والمحافظة على الجسم في صحة جيدة، وبكلفة قليلة، حيث أن القيمة الغذائية لبيضتين تعادل ما توفره 100 غرام من اللحوم.
كما دخل البيض في العديد من المسابقات والجوائز، إذ دخلت تركيا على سبيل المثال عام 2010 موسوعة غينيس للأرقام القياسية بعدما صنعت «عجة»(Omelette) بلغ وزنها 4.4 طن واستُعملت فيها 110 آلاف بيضة.
وهناك في بريطانيا، كذلك مسابقة لأطول رمية بيضة وإمساكها. وهناك مسابقة «بيض الروليت الروسي، وفيها يجلس متسابقان أمام بعضهما ويتناوبان على اختيار واحدة من بين ست بيضات، خمس مسلوقة وواحدة نيئة، وضربها على رأسيهما. ويفوز المتسابق الذي يتفادى البيضة النيئة.
ويبقى لاستعمال البيض في الرسائل السياسية حصة كبيرة، وقد تحوّل البيض تقليدياً إلى وسيلة احتجاج أساسية يلجأ إليها العامة في رشق خصومهم، سياسيين كانوا أو مجرمين يعدمون في الساحات العامة.
لا يوجد سبب واضح وراء لجوء الناس إلى البيض لإهانة الآخر، ولكن يربط البعض ذلك بكثرته وسهولة الحصول عليه، إضافة إلى وزن البيضة الخفيف الذي يسهّل رشقها، من دون نسيان الرائحة الكريهة التي يحدثها التصاق السائل الذي يخرج منها.
ومن أحدث المشاهد التي علقت في الذاكرة لرشق سياسي بالبيض، كانت حين تلقى الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في أثناء جولاته الانتخابية في يونيو الماضي بيضة من أحد المتظاهرين في كوستاريكا، ولم تكن البيضة الأولى التي يتلقاها إذ سبق أن رشقه متظاهرون بالبيض في أثناء توليه وزارة الاقتصاد عام 2016.