بعد غياب طويل.. هيئة إدارية جديدة لفرقة المسرح الفني الحديث

سمير خليل
على قاعة الجواهري في الاتحاد العام للأدباء والكتاب في العراق، وبعد اجتماعين ترأسهما الفنان الرائد الدكتور سامي عبد الحميد، وبحضور اعضاء الفرقة الرواد، والشباب جرت انتخابات لاختيار هيئة ادارية جديدة لفرقة المسرح الفني الحديث بعد مشروع احيائها وعودة ألقها للفن المسرحي العراقي.
واسفرت الانتخابات التي حضرها ممثل قانوني من دائرة السينما والمسرح، والفنان جمال الشاطي عضو لجنة الفرق المسرحية في الدائرة، عن فوز سبعة اعضاء للهيئة الادارية هم: الدكتور سامي عبد الحميد، والدكتور عقيل مهدي، والدكتور جواد الاسدي، والفنان كافي لازم، والفنان طه رشيد، والدكتور مظفر الطيب، والدكتور محمد عمر، وجاء الدكتور وليد شامل، والدكتور حكمت داود كاحتياط.
وبعد اكمال مراسم الانتخابات، تداول الحاضرون اهم الامور التي تخص الفرقة بهيئتها الجديدة، ووضع البرامج الخاصة بإعادة نشاطها وتحديد نوعية الاعمال المرشحة لافتتاح الفرقة موسمها بها.
وكان قال عضو الفرقة والذي كانت له محاولات لتأهيل مسرح بغداد الخاص بالفرقة عام 2003 الفنان الراحل الدكتور فاضل خليل في لقاء صحفي قبل سنوات: تأسست الفرقة عام 1952 وقد اضفى هذا التأسيس دافعا للحركة المسرحية العراقية انطلاقا من تفردها عما كان سائدا من اشكال مألوفة وتقليدية نوعا ما.
ولدت فكرة التأسيس حين تقدم الرائد المسرحي الراحل ابراهيم جلال بطلب اجازة للفرقة من الجهات المسؤولة آنذاك وهي (وزارة الداخلية – الجمعيات) وتمت الموافقة على الاجازة، وتشكلت ادارتها من المؤسسين وهم: ابراهيم جلال رئيسا، ويوسف العاني سكرتيرا، وعبد الرحمن بهجت محاسبا، ويعقوب الامين عضوا، وكان من اهم اسباب تميزها في البدايات انها بنت مسرحا من الطين والخشب في مقر جمعية النداء الاجتماعي سابقا في منطقة الاعظمية، وكانت اعمالها الاولى فصولا من مسرحيات عالمية وعراقية منها: “عطيل” لشكسبير، و”الثري النبيل والطبيب رغما عنه” لموليير، و”عودة المهذب وماكو شغل” ليوسف العاني، وشهاب القصب وراس الشليلة ليوسف العاني.
ثم انتقلت من تقديم مسرحيات عالمية معرقة الى مسرحيات عراقية خالصة وهي بادرة تحسب لها وبداية مهمة لانطلاق المسرحية العراقية وتطويرها، وتقديم المؤلف المسرحي المحلي الجديد، وتقديم بعض المخرجين من اعضائها الممثلين، ومنح الفرص للممثلين للاشتراك بأعمالها.
كما رفدت الفرقة الحياة المسرحية العراقية بعدد من الشباب الطموح الذين صاروا فيما بعد رجالات المسرح العراقي. ويمكن اعتبار فترة الستينيات والسبعينيات من القرن الماضي فترة العصر الذهبي للفرقة بما قدمت من عروض، وما ضمته من المؤلفين المتخصصين والمخرجين الأكاديميين من اساتذة المسرح المعروفين، لكن الحال بدأ يضعف منذ ثمانينيات القرن الماضي.
يذكر ان الفرقة وعبر تاريخها المشرق قدمت عيون المسرحيات العراقية وفي مقدمتها رائعة الكاتب غائب طعمة فرمان والمخرج قاسم محمد، مسرحية (النخلة والجيران)، إضافة لمسرحيات (الخيط) و(بغداد الازل بين الجد والهزل) و(القربان) و(الشريعة) و(البستوكة ) و (في انتظار غودو) و (الخرابة) و (انا ضمير المتكلم) و (نفوس) و (هاملت عربيا) ومسرحيات عديدة اثرت تاريخ المسرح العراقي.

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة