تفرد رؤوس الأحزاب الصغيرة بالقرارات يتسبب في انشقاقاتها ويصدع دور المعارضة

أزمات تعصف بحراك الجيل الجديد والجماعة الاسلامية

السليمانية ـ عباس كاريزي:

يشهد اقليم كردستان تصدعا وتراجعا في دور الاحزاب والقوى السياسية المعارضة، التي شهدت خلال الفترة الاخيرة انشقاقات وخلافات عميقة طالت صفوفها.
فبعد ان كانت احزاب المعارضة تسعى لتوحيد صفوفها وتشكيل جبهة قوية تواجه من خلالها تمدد وهيمنة الحزبين الكبيرين على مفاصل الحكم والادارات في الاقليم، باتت جبهة المعارضة تواجه خطر تفكك اركانها وانشقاقات كبيرة حصلت مؤخرا داخل الاحزاب الصغيرة في الاقليم.
الى جانب الازمة التي تعصف بحراك الجيل الجديد واعلان اغلب اعضاء الحراك في مجلس النواب العراقي وبرلمان كردستان اتخاذ موقف مخالف لزعيم الحراك وسياساته، الذي اتهمته بالتوجه بالحراك نحو سيطرة العائلة، تواجه الجماعة الاسلامية ازمة جديدة تتمثل باعلان العديد من قادته الانشقاق عنها والتفكير باعلان حزب جديد.
مراقبون للشأن السياسي كشفوا للصباح الجديد عن الاسباب والدوافع التي تكمن وراء تفكك وتراجع دور احزاب المعارضة وتصدع صفوفها خلال المرحلة الراهنة.
يقول المحلل السياسي الكردي ريبين جمال في تصريح للصباح الجديد، ان تعارض سياسات احزاب المعارضة في الاقليم، مع الشعارات الكبيرة التي رفعتها خلال الانتخابات يعد السبب الرئيس وراء فشلها وتراجع شعبيتها لدى الجماهير.
واضاف ان اغلب الاحزاب السياسية في اقليم كردستان وخصوصا الحديثة انشات من قبل اشخاص، كانوا يديرونها ويهيمنون على قراراتها، ولم تكن تحمل برامج ورؤى وسياسات مدروسة واضحة طويلة المدى، وكان اعتمادها الاساس على اظهار جوانب الخلل والقصور لدى حزبي السلطة، لذا فهي تفشل مع اول عقبة تنظيمية تواجهها.
وتابع جمال، ان حصول خلافات واختلافات في الرؤى والتوجهات داخل تلك الاحزاب وما يرافقه من حصول انشقاقات داخل صفوفها، نابع من سعي زعماء وقيادات تلك الاحزاب الى تحقيق مصالح شخصية وسعيهم لكسب امتيازات اذا ما تمكنوا من الحصول على السلطة على حساب المبادئ التي تبنتها.
ويضيف: لذا فان حصول انشقاقات كما حصل سابقا في حركة التغيير والاتحاد الاسلامي وحراك الجيل الجديد والجماعة الاسلامية والحزب الاشتراكي وغيرها من الاحزاب الصغيرة، مرده الى اخفاقها في مجاراة الحزبين الكبيرين الديمقراطي والاتحاد الوطني، وتقديم انموذج مغاير للاحزاب العصرية الحديثة عن الاحزاب التقليدية السابقة.
ويواجه حراك الجيل الجديد بزعامة رجل الاعمال شاسوار عبد الواحد اوقاتا عصيبة بعد الازمة الداخلية التي تعصف به، التي يقول اعضاؤه المعترضون بانها ناجمة عن هيمنة عائلة عبد الواحد على مفاصل الحزب الرئيسة.
وكانت عضو برلمان كردستان عن حراك الجيل الجديد شادي نوزاد قد قدمت شكوى ضد زعيم الحزب بتهمة تعرضها لتهديد من قبل زعيم الحراك بنشر صور فاضحة لها.
واكد المتحدث باسم محكمة محافظة السليمانية عمر احمد للصباح الجديد، ان المدعى العام وشخصا اخر قدما امس الاثنين شكاوى ضد رئيس حراك الجيل الجديد شاسوار عبد الواحد بتهمة الإساءة في استخدام اجهزة الاتصالات (الموبايل).
واضاف، ان تدخل الادعاء العام في الشكوى نابع من مسؤوليته عن الحفاظ ومنع كل ما من شأنه ان يخل بالامن والاستقرار والسلم الاجتماعي، لافتا الى ان المادة التي اعتمدتها الشكوى تصل مدة عقوبتها من عام الى اربعة اعوام.
واتهمت نوزاد رئيس حراك الجيل الجديد شاسوار عبد الواحد، بتصوير الحياة الشخصية لعدد من أعضاء وقيادات الحراك عبر كاميرات مراقبة سرية، دسها في مقرات إقامتهم مؤخراً، على خلفية الخلافات داخل صفوف الحراك التي طفت الى السطح بعد ان أصدرت كتلته في مجلس النواب العراقي بياناً اتهمت فيه شاسوار عبد الواحد بالتفرد في اتخاذ القرارات وتحويل الحراك إلى منظمة عائلية تسعى لتحقيق الربح المادي فقط، الأمر الذي لاقى تأييداً من قبل 4 من أعضاء كتلة الحراك في برلمان كردستان.
وكان حراك الجيل الجديد قد حصل في انتخابات سبتمبر العام الماضي 2018 على 8 مقاعد في برلمان كردستان من أصل 111 مقعداً، وله اربعة مقاعد في مجلس النواب العراقي.
على صعيد ذي صلة اعلنت قيادات في الجماعة الاسلامية بكردستان، عن رغبة لدى المنشقين عنها مؤخراً بتشكيل حزب جديد خلال الفترة القليلة المقبلة.
محمود حمة صالح عضو قيادة الجماعة الاسلامية، قال في تصريح تابعته الصباح الجديد، ان هناك جهوداً ومحاولات لاقناع المنشقين بالعودة الى صفوف الجماعة، لافتاً الى ان ما يجري الحديث عنه من وجود احتكار داخل الجماعة الاسلامية، الذي كان نقطة الخلاف بين الجماعة والمنشقين عنها غير دقيق ويجب ان يتم توضيحه.
ويتهم المنشقون عن الجماعة الإسلامية بقيادة علي بابير التي خرجت من رحم الحركة الإسلامية في كردستان، اميرها علي بابري بالهيمنة على قيادة الحركة ورفضه التنازل عنها، ما حدا بالعشرات من قيادات الجماعة الى الانشقاق خلال الايام القليلة الماضية منتقدين قيادة امير الجماعة علي بابير، واتهموه بالمحسوبية والمنسوبية وتقديم كوادر السليمانية داخل صفوف الجماعة على حساب كوادرها في اربيل.
حمة صالح، لم يستبعد اعلان المنشقين عن الجماعة تأسيس تنظيم سياسي جديد ، قائلاً « اذا ما شكلوا حزباً سياسياً جديداً لن يكون لدينا مشكلات معهم «.
احزاب المعارضة وفي معرض تبرير انشقاق وظهور اصوات معارضة داخل صفوفها، اتهمت احزاب السلطة بالسعي لشق صفوفها والتآمر لإضعاف جبهة المعارضة في اقليم كردستان.

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة