زعيم المعارضة التركي يُضرب على رأسه وحزب اردوغان يقرر طرد المعتدي منه

لمشاركته في تشييع قتيل من « العمال الكردستاني»

الصباح الجديد ـ وكالات:

اعتقلت الشرطة التركية 6 اشخاص، بينهم عضو في حزب «العدالة والتنمية» الحاكم، بعد اعتداء على زعيم المعارضة كمال كيليجدارأوغلو، لدى مشاركته في تشييع جندي في أنقرة الأحد الماضي، قُتل خلال اشتباك مع «حزب العمال الكردستاني» قبل أيام.
يأتي ذلك بعدما انتزع «حزب الشعب الجمهوري» الذي يتزعمه كيليجدارأوغلو، أنقرة وإسطنبول من الحزب الحاكم في الانتخابات البلدية التي نُظمت في 31 آذار الماضي. لكن حزب الرئيس رجب طيب أردوغان طالب بإلغاء النتائج في إسطنبول وبإعادة الاقتراع، بذريعة حصول «مخالفات».
وخلال الحملة الانتخابية، اتهم أردوغان كيليجدارأوغلو بدعم «حزب العمال الكردستاني» المحظور، ونشر تسجيلات مصوّرة لزعيم المعارضة مشاركاً في تجمعاته. كذلك حذر مرات من وجود أعضاء في «الكردستاني» على لائحة مرشّحي «حزب الشعب الجمهوري» للانتخابات.
وحمّل الحزب المعارض وزير الداخلية سليمان صويلو مسؤولية الاعتداء، بعدما طلب عام 2018 من المحافظين عدم السماح لأعضاء حزب كيليجدارأوغلو بالمشاركة في تشييع «شهداء».
وبثّت شبكات تلفزة تسجيلات مصوّرة يظهر فيها كيليجدارأوغلو وهو يتعرّض لضرب على رأسه مرتين، فيما يحاول حراس وشرطي إبعاد عشرات من الأشخاص، كان بعضهم يصيح «عار عليك» و»لعنة الله عليك» وهتافات مناهضة لـ «الكردستاني».
وبعد الاعتداء نُقل زعيم المعارضة إلى منزل قريب، لأسباب أمنية، ثم غادره بعد ساعة في عربة مصفحة، برفقة شرطيين، علماً أنه تعرّض لهجوم آخر بعد جنازة عام 2016.
وأثار التسجيل استياءً، وتم تداوله على مواقع للتواصل الاجتماعي تحت هاشتاغ «كيليجدارأوغلو لست وحدك». وقال الأخير لمؤيّدين بعد الحادث إن الاعتداء يستهدف وحدة تركيا، مضيفاً: «لا احترام من المعتدين للشهيد (الجندي القتيل). ليسوا مسلمين حقيقيين». وتابع في إشارة الى مسؤولين في الحزب الحاكم: «لا يرغبون في أن أشارك في جنازات شهدائنا، يعتقدون بأنني سأتراجع إذا هاجموني. لن أتراجع ولو خطوة».
وبثّت شبكة تلفزة «أن تي في» أن الشرطة اعتقلت المشبوه الرئيس، والذي أعلن الحزب الحاكم أنه يُدعى عثمان ساريغون، مشيراً الى أنه سيواجه جلسة تأديبية لطرده. وقال ناطق باسم الحزب: «العدالة والتنمية يعارض أي شكل من العنف. مبادئنا ترفضه، ولا مجال له في السياسة الديموقراطية».
وأفادت وكالة «الأناضول» الرسمية للأنباء بأن 5 مشبوهين آخرين قدّموا إفاداتهم في مركز شرطة. ونقلت عن المدعي العام في أنقرة قوله إن المحققين يبحثون في صلة محتملة للاعتداء بالإرهاب.
وأعلن صويلو أن «الحادث تحت السيطرة والتحقيقات بدأت» فيما قال وزير العدل عبد الحميد غل: «لن نسمح لأي شكل من العنف بأن يخيّم على العملية السياسية الديموقراطية».
وكانت صحف موالية للحكومة ربطت مقتل الجنود الأربعة خلال الاشتباك مع «الكردستاني» الجمعة الماضي، بـ «حزب الشعب الجمهوري».
على صعيد آخر، اعتبر رئيس الوزراء التركي السابق أحمد داود أوغلو أن نتائج الانتخابات البلدية أظهرت أن «سياسات التحالف» بين الحزب الحاكم وحزب «الحركة القومية» اليميني «أضرّت بحزبنا، سواء على مستوى الأصوات أو كيان الحزب».

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة