كلية الامام الكاظم (ع) تعقد ملتقاها الاول للأديان

بمباركة ورعاية مباشرة من رئيس ديوان الوقف الشيعي..

كامل العكيلي

بحضور ضم ممثلين عن جميع الأديان والمكونات والطوائف في العراق العلاقات والاعلام/ C.I.K – بغداد ايمانا برسالتها الوطنية والاخلاقية الهادفة الى توحيد الصف الوطني وتعزيز لحمته المجتمعية وإذابة الخلافات بشتى مسمياتها وأشكالها، أقامت كلية الامام الكاظم (ع) ملتقى الأديان الاول في مقر الكلية بحضور رسمي وأكاديمي وديني متقدم.
وياتي الملتقى الذي يرعاه رئيس ديوان الوقف الشيعي السيد علاء الموسوي ويشرف عليه الوكيل الديني والثقافي / عميد كلية الامام الكاظم (ع) الدكتور غني الخاقاني خطوة باتجاه تعزيز البناء المجتمعي ونبذ المسميات الطائفية واشاعة ثقافة التعايش السلمي بما يتناسب ومكانة العراق مبتدءا الرسالات السماوية وموضع الأنبياء والرسل .
ممثل رئيس ديوان الوقف الشيعي الشيخ رائد الحيدري ابتدأ الملتقى بالتأكيد على الحاجة الفعلية للإنسان اليوم في العراق والعالم الى صفات ربانية تتكامل فيها مشروعية الرسالات السماوية التي حملها الأنبياء والرسل والأوصياء ، واكد الحيدري ان رسول الانسانية ووصيه امير المؤمنين والأئمة المعصومين (ع) كانوا خير من جسد ثقافة التعايش السلمي بين الأديان واحترام خصوصيات المجتمعات الانسانية ومعتقداتها الدينية، مبينا ان الاسلام والمسيحية وغيرها من الديانات الاخرى في العراق خيارها الأمثل الوحدة في القرار واعتبار المسار المجتمعي خط شروع موحد لمواجهة اَي افكار منحرفة تهدد بناء الأمة بكامل تجسداتها في المواطنة والدين والاعتقاد … إلخ .
الخاقاني الذي رحب بالضيوف الذين مثلوا شتى الديانات والطوائف في العراق في ربوع كلية الامام الكاظم (ع) قال «ان فطرة الإنسان التي ولد عليها تشابهت منذ بدايتها مع تضاريس المعمورة في التنوع في الثقافات والأديان والمعتقدات وأنها جغرافية بشرية مهما اختلفت بيد انها ضرورية وتعبر في اختلافها عن قوة وتميز وليس بالضرورة ان تعبر عن وهن او ضعف».
واضاف الخاقاني – الذي حمل الى الحضور رسالة احترام وتقدير لإحياء ثقافة التعايش من لدن رئيس ديوان الوقف الشيعي السيد علاء الموسوي – «ان العالم عموما والعراق خصوصا يتطلب اليوم جملة من الاعتبارات الواجب اعتمادها لإشاعة ثقافة المنجز الإنساني الذي عرف عنه قديما ومرحليا ، مبينا ان من ابرز ما نحتاجه اليوم يكمن في تجديد العهد بقيم مجتمعنا الأصيلة لمجمل دياناته الاسلامية والمسيحية والايزيدية والصابئية والشبكية، فضلا عن التعريف الصادق بتلك القيم للعالم وإظهارها بمظهر ديني وانساني رفيع، داعيا الى تبني ثقافة الاختلاف في الدين والمعتقد بما يعزز ما نصت عليه الأديان السماوية ومنها الاسلامية التي جاءت بأعظم النصوص في هذا الامر بقوله تعالى «لا اكراه في الدين» وبما يضمن احترام خصوصية الأديان ونبذ الطائفية والكراهية والدعوة الى سيادة الخطاب المعتدل .
واقترح الخاقاني في كلمته وتوصياته للملتقى ان تأخذ المؤسسة العليا للتعليم في العراقي (وزارة التعليم العالي والبحث العلمي) دورها في تبني مفردات ومقررات منهجية تلزم بها الجامعات والكليات بما يتسق ودورها الريادي في نشر ثقافة التعايش السلمي بين شتى مكونات المجتمع».
من جهته قال النائب العام لأبرشية بغداد للسريان والكاثوليك المونسيور بيوس قاشا في ورقته الموسومة «الحوار سبيلنا الى الإيمان» ان العالم يتطلب منا اليوم كمسلمين ومسيحيين وصابئة وايزيدين ومكونات اخرى عاشت على ارض العراق موضع النبوة وكان نورا للغرب يستنير بدروبه من إشعاع ثقافتنا ودياناتنا السماوية يتطلب منا وحدة في الكلمة وقوة في القرار، مبينا ان كل هذا يكمن في إشاعة المحبة التي تعد السبيل الأمثل للحوار والتراضي، والعراق بلد الأنبياء والرسل والأوصياء وهذا بحد ذاته قيمة إلزامية علينا لإشاعة رسالة الأسلاف من الرسل والأنبياء والعلماء بشتى مسمياتهم وعناوينهم.
بالمقابل اكد عميد كلية الامام الأعظم (رض) الدكتور صديق خليل ان الكلية تعد صمام الأمان للمجتمع وعودتنا على مبادراتها الوطنية ورسائلها الإيجابية التي تشيعها في المجتمع لجميع الأديان والمذاهب والطوائف .
وقال خليل ان المؤسسات الدينية والأكاديمية تحتاج الى تطويع كامل الجهود لانجاح المشاريع الوطنية الكبرى سيما التعايش السلمي واشاعة ثقافة المواطنة وتكريس قول رسول الانسانية (ص) «إنما الدين المعاملة».
في غضون ذلك عد رئيس طائفة الصابئة المندائية الشيخ ستار الحلو الملتقى بالبادرة الطيبة والصحية لتوحيد الكلمة والإيمان بالمصير المشترك لجميع فئات المجتمع العراقي ومكوناته الدينية، داعيا الدولة والحكومة الى أخذ دورها الحقيقي في تبني قرارات جريئة لحفظ كرامة الإنسان العراقي وحماية معتقداته من الأفكار المنحرفة والتكفيرية.
ومع التنوع الذي امتزج به الملتقى بين ممثل المرجع الأعلى للايزيديين في العراق والعالم الاستاذ هادي باب الشيخ ان احوج ما نشخصه اليوم في العراق هو الرغبة في إشاعة ثقافة مشتركة تجتمع فيها حاجات الناس وطموحاتهم في دولة تعز المواطن وتصون كرامته ، مضيفا نامل في الملتقى ان يكون النواة الحقيقية لنقطة شروع بصدد ما نصبو اليه وطوائفنا مجتمعيا ، وشهد الملتقى تكريم الحضور .

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة