ودعت واشنطن العسكريين للانضمام الى معسكر غوايد
متابعة ـ الصباح الجديد:
دعا المعارض الفنزويلي خوان غوايدو، آلافا من أنصاره في كراكاس، إلى تنظيم مزيد من التظاهرات بهدف الإطاحة بالرئيس الاشتراكي نيكولاس مادورو الذي لا يزال يقاوم الضغوط لإجراء انتخابات رئاسية.
ونزل آلاف المعارضين الفنزويليين امس الاول السبت الى الشارع لمطالبة الرئيس مادورو بالتنحي بدعوة من رئيس البرلمان غوايدو الذي أعلن نفسه رئيسا بالوكالة للبلاد، وذلك في الذكرى العشرين للثورة البوليفارية التي قادها الزعيم الراحل هوغو تشافيز.
ويتنازع رجلان السلطة في البلد النفطي الذي كان أغنى دولة في أميركا اللاتينية، هما مادورو (56 عاما) الذي لا يعترف به جزء من الأسرة الدولية، والمعارض غوايدو (35 عاما) المدعوم من الولايات المتحدة ومعظم دول أميركا اللاتينية وبعض الدول الأوروبية.
وقبل بدء التظاهرات، تلقى غوايدو دعما لافتا بعد أن أعلن جنرال في سلاح الجو الفنزويلي انشقاقه ليصبح أرفع ضابط ينشق ويعترف برئيس الجمعية الوطنية رئيسا للبلاد.
ودعت واشنطن امس الاول السبت العسكريين الفنزويليين للانضمام الى معسكر غوايدو على غرار الجنرال في القوات الجوية فرانشيسكو يانيز الذي أعلن أنه لم يعد يعترف بـ»السلطة الديكتاتورية» لمادورو.
وكتب مستشار البيت الابيض للأمن القومي جون بولتون على تويتر «تدعو الولايات المتحدة جميع عناصر الجيش الى الاقتداء بالجنرال يانيز وحماية المتظاهرين السلميين الذين يدعمون الديموقراطية».
واعترفت واشنطن بغوايدو رئيسا شرعيا لبلاده قبل 10 أيام، فيما قالت أربع دول أوروبية كبرى، بريطانيا وفرنسا وألمانيا وإسبانيا، إنّها ستعترف بغوايدو إذا لم يدعُ مادورو لانتخابات رئاسية خلال مهلة ثمانية أيام، انتهت منتصف ليل امس الأحد.
«فلننظم انتخابات»
في المقابل، تجمع أنصار مادورو في وسط كراكاس لاحياء ذكرى الثورة البوليفارية مرتدين اللباس الأحمر، وكتب على لافتة رفعها متظاهرون «غوايدو اخرج من وطني».
وأبدى مادورو امس الاول السبت تأييده لاجراء انتخابات تشريعية مبكرة خلال هذه السنة فيما كانت مرتقبة أساسا في 2020 علما بأن البرلمان خاضع حاليا لسيطرة المعارضة.
وقال مادورو أمام آلاف من أنصاره الذين تجمعوا في كراكاس إن الجمعية التأسيسية الموالية للسلطة القائمة تدعو الى «انتخابات تشريعية مبكرة هذه السنة، وأنا موافق والتزم هذا القرار. فلننظم انتخابات».
واتهم مادورو غريمه غوايدو بأنه «دمية» بيد الولايات المتحدة تستخدم لمحاولة الانقلاب عليه.
بدوره، دعا غوايدو القوات المسلحة في فنزويلا للسماح بدخول مساعدات انسانية قال إنها ستصل في الايام المقبلة.
وقال غوايدو «لدينا ثلاثة مراكز لجمع المساعدة الانسانية: (واحد) في كوكوتا (كولومبيا) واثنان آخران في البرازيل وفي جزيرة في البحر الكاريبي».
ولم يحدد طبيعة هذه المساعدة الانسانية، لكنه أعلن ايضا إنشاء «تحالف عالمي للمساعدة الانسانية والحرية في فنزويلا».
واضاف «سيبدأ في الايام المقبلة جمع المساعدة الانسانية، كل ما هو ضروري لصمود شعبنا، وانت ايها الجندي، لك ان تقرر» السماح بدخول هذه المساعدات من عدمه.
وتدهور الوضع الاقتصادي لفنزويلا الغنية بموارد النفط، وبات سكانها يعانون نقصا حادا في المواد الغذائية والأدوية، مع تضخم متفاقم (بلغ عشرة ملايين بالمئة بحسب صندوق النقد الدولي)، ما ساهم في تراجع شعبية مادورو.
من جهته، رفض مادورو دخول هذه المساعدات إلى فنزويلا، مشيرا إلى أنها ستؤدي إلى تدخل عسكري أميركي في البلاد.
وتابع «هناك بعض الاشخاص يشعرون بأنهم متسوّلين للامبريالية ويبيعون وطنهم لقاء 20 مليون دولار»، في إشارة إلى كلفة مساعدات الأغذية والأدوية التي سترسلها الولايات المتحدة.
شباط «سيكون حاسما»
وتجمع مناصرو غوايدو الذين حملوا الاعلام الفنزويلية على مدى ساعات في خمس نقاط في شرق العاصمة وبدءوا بالسير نحو مقر ممثليّة الاتحاد الاوروبي في حي لاس مرسيدس في شرق كراكاس.
وكتب على لافتات «الحرس (البوليفاري) سيسقط مثل جدار برلين» و»مادورو قاتل: الفنزويليون يموتون جوعا».
وكان رئيس البرلمان المعارض غوايدو أعلن أن المعارضة تريد توجيه «رسالة الى الاتحاد الاوروبي» لشكر «كل تلك الدول التي ستعترف بنا قريبا». وقال غوايدو إنّ الشهر الجاري «سيكون حاسما».
ويرى خصوم مادورو أن ولايته الرئاسية الثانية التي بدأت في العاشر من كانون الثاني الماضي، غير شرعية لأنها نجمت عن انتخابات يعتبرونها مزورة.
وقبل ساعات من بدء التظاهرات، أعلن الجنرال في سلاح الجو الفنزويلي فرانشيسكو يانيز تأييده لغوايدو فيما يراهن الرئيس مادورو على دعم القوات المسلحة من أجل البقاء في السلطة.
وفي مقطع فيديو نشره على مواقع التواصل الاجتماعي، قال الجنرال الذي قدم نفسه على أنه مدير التخطيط الاستراتيجي في سلاح الجو «أبلغكم بانني لا أعترف بسلطة نيكولاس مادورو الديكتاتورية وأعترف بالنائب خوان غوايدو رئيسا لفنزويلا».
وتابع أنّ «90 بالمئة من (عناصر) القوات المسلحة لا تدعم الديكتاتور» مادورو.
ويشكّل انشقاقه «ضربة قوية» لمادورو، بحسب ما قال روسيو سان ميغيل الباحث في شؤون الجيش الفنزويلي.
ونشر سلاح الجو على حسابه على تويتر صورة للجنرال يانيز مصحوبة بتعليق «خائن».
ولا يزال الجيش الفنزويلي الداعم الرئيسي لحكم مادورو، لكن ذلك لا ينفي وجود بوادر اضطرابات داخل صفوفه.
وفي 21 كانون الثاني الماضي، دعي 27 عسكريا الى عدم الاعتراف بمادورو رئيسا لفنزويلا قرب كراكاس، لكن جرى قمعهم سريعا.
وادى ذلك الى تعبئة واحتقان في الشوارع، وهذا ما أدى بدوره إلى مقتل نحو أربعين شخصا واعتقال أكثر من 850 بحسب الأمم المتحدة. وأسفرت موجتا احتجاجات في 2014 و2017 عن سقوط نحو مئتي قتيل.
وأعلن غوايدو عن منح عفو للعسكريين الذين يقررون الانشقاق عن نظام مادورو.
بدوره، دعا البرلمان الأوروبي عند اعترافه بسلطة غوايدو الخميس، كل الدول الأعضاء في الاتحاد إلى أن تحذو حذوه. لكن ستة من هذه البلدان (اسبانيا وفرنسا وألمانيا وبريطانيا والبرتغال وهولندا) أمهلت مادورو حتى الأحد للدعوة إلى انتخابات، وإلا ستعترف بغوايدو رئيسا.
ويرفض مادورو المدعوم من روسيا والصين وكوريا الشمالية وكوبا الإنذار الأوروبي ويتهم الولايات المتحدة بتدبير انقلاب.
وأكدت وزارة الخارجية الصينية الجمعة أن الصين وفنزويلا «تتعاونان بنهج براغماتي منذ فترة طويلة». وأضافت «هذا لن يتغير، بمعزل عن تطورات الوضع».
وكان غوايدو طمأن الصين، أكبر دائن لبلاده، أنه سيحترم الاتفاقات الثنائية بين كراكاس وبكين إذا نجح في إطاحة مادورو.
وخلال زيارة لميامي الجمعة، واصل نائب الرئيس الأميركي مايك بنس الضغط على حكومة مادورو. وقال «حان الوقت لوضع حد نهائي لديكتاتورية مادورو». وأضاف أن «الولايات المتحدة ستواصل ممارسة ضغط دبلوماسي واقتصادي للتوصل إلى انتقال سلمي إلى الديموقراطية».