الاتحاد: مرحلة الحزب القائد قد ولت الى غير رجعة
السليمانية ـ عباس كاريزي:
دخلت حوارات تشكيل حكومة الاقليم بين الحزب الديمقراطي والاتحاد الوطني في مازق جديد وسط تصعيد اعلامي اعاد المباحثات بين الحزبين الى المربع الاول.
اجتماع كان مقررا عقده بين الاتحاد والديمقراطي امس الثلاثاء في اطار المباحثات الجارية لتشكيل حكومة الاقليم تم تأجيله الى اجل غير مسمى، عقب تصريحات ادلى بها سكرتير المكتب السياسي للحزب الديمقراطي فاضل ميراني، رد عليها الاتحاد بقوة معتبرا انها تجاوز وتدخل في شانه الداخلي لايمكن القبول به.
وقال عضو في المكتب السياسي للاتحاد الوطني رفض الكشف عن اسمه للصباح الجديد، ان على المكتب السياسي لحزبه ان يرفض التعامل مع الحزب الديمقراطي لحين انهاء الحملة الامنية والاعتقالات ضد كوادر واعضاء الاتحاد في مناطق نفوذه، واشار الى ان الحزب الديمقراطي اصيب بغرور كبير، وهو لم يأخذ درسا من فشله في اجراء الاستفتاء والتبعات التي جرها على الاقليم.
واضاف ان الحزب الديمقراطي الذي كان ينادي بمقاطعة بغداد ويعتبر الجيش العراقي محتلا ينافس الاتحاد الوطني الان على استحصال منصب وزاري في بغداد، مبينا ان الديمقراطي فقد خطابة الذي كان يزايد به على الاتحاد والاحزاب الاخرى تجاه بغداد، فهو كان يخون الاطراف التي كانت تدعو للحوار مع بغداد ويضع الذين كانوا يرفضون الاستفتاء في خانة الخونة العملاء بينما هو الان يتنافس على استحصال المناصب في بغداد.
بدوره حذر عضو المجلس القيادي في الاتحاد الوطني الكردستاني فريد اسسرد من ان فشل الاجتماع المرتقب بين الاتحاد الوطني والحزب الديمقراطي، في اطار تشكيل حكومة الاقليم سيعيد النقشات الى المربع الاول.
واضاف اسسرد في تصريح لراديو صوت اميركا، تابعته الصباح الجديد، ان الاتحاد يعتزم انهاء جميع الملفات الخلافية مع الديمقراطي الكردستاني بحزمة واحدة، لافتا الى ان الاجتماع المرتقب بين الطرفين مهم جدا في التوصل الى اتفاق نهائي حول مختلف القضايا، وبخلافه يضيف اسسرد «ان النتائج ستنعكس سلبا على مجمل العلاقة بين الحزبين».
واشار الى ان الاتحاد يرغب بالاتفاق حول مختلف القضايا مع الديمقراطي وعدم ترك اية قضية عالقة قد تتسبب بخلق مشاكل لحكومة الاقليم المقبلة، «لاننا لا نريد ان تنشغل حكومة الاقليم المقبلة بمعالجة الخلافات السياسية بين الاتحاد الوطني والحزب الديمقراطي».
واضاف “اذا لم نصل الى اتفاق مع الديمقراطي حول استحقاق الاتحاد بمحافظ كركوك ووزارة في حكومة الاتحادية، فانا لا اعتقد باننا سنصل الى نتيجة حول تشكيل حكومة الاقليم، لاننا هذه الملفات الثلاثة مرتبطة ببعضها ولا يمكن تجزأتها بالنسبة لنا».
واوضح اسسرد ان الاتحاد الوطني لديه برنامج شامل لمعالجة المسائل الخلافية يشمل 80% منه المشاكل الداخلية في الاقليم ومستقبله، بينما يتناول 15% منه قضية كركوك والمناطق المتنازع عليها، والخمسة المتبقية تتناول العلاقة بين اقليم كردستان وبغداد.
مبيناً «ان عدم توصل الطرفان الى اتفاق ستضعف معه الاحتمالات الايجابية وستبقى الخيارات غير الايجابية، وهو ما قد يجلب معه المزيد من التوتر والتشنج في العلاقة بين الحزبين»، الذي قال انه سينعكس بطبيعة الحال على مجمل الواقع السياسي في كردستان.
بدوره قال المتحدث باسم الاتحاد الوطني سعدي بيرة ان قباد طالباني مستمر على النهج الذي رسخه مام جلال وهو لايؤمن بالمزايدات السياسية ولم يتحول الى عبئ على الاتحاد حتى يكلف الحزب الديمقراطي نفسه بايجاد منصب ملائم له في الحكومة المقبلة، لافتا الى ان مرحلة الحزب القائد قد ولت الى غير رجعة.
واضاف بيرة في معرض رده على تصريحات سكرتير المكتب السياسي للحزب الديمقراطي فاضل ميراني، الذي قال ان قباد تحول الى عبئ على الاتحاد، وان الحزب الديمقراطي يعمل على ايجاد منصب ملائهم له في الحكومة المقبلة، لانه مسؤول عنه كما الاتحاد الوطني، اضاف بيرة، ان قباد طالباني غير مهتم بالمناصب بقدر اهتمامه بمعالجة الازمات الاقتصادية والادارية التي اعقبت اجراء الاستفتاء، وايجاد حلول للمشاكل العالقة بين بغداد واربيل.
واشار الى ان الاتحاد ينوي المشاركة كشريك حقيقي في حكومة الاقليم، ومن هذا المنطلق فانه يعتقد بان مرحلة الحزب الاوحد والحزب القائد قد انتهت في الاقليم، ولن يقبل الاتحاد بان يكون تابعا او مهمشا في التشكيلة المقبلة لحكومة الاقليم.
وكان الحزب الديمقراطي بزعامة مسعود بارزاني الذي حصل على 45 مقعدا في انتخابات برلمان كردستان قد خاض ثلاث جولات حوار مع الاتحاد الوطني وحركة التغيير، اخفقت جميعها في فك عقدة تشكيل حكومة الاقليم، نظرا لتمسك الاتحاد الوطني بحسم مسالة تسمية محافظ جديد لمدينة كركوك وحصوله على منصب وزاري في حكومة عادل عبد المهدي الذي يعتبره استحقاقا لايمكن التنازل عنه.