أوصاف الشعراء

في كتب الأدب كلمات كثيرة في أوصاف الشعراء ، قالها علماء اللغة والأدب وقالها الشعراء أنفسهم …
وهذه نتفة منها :
-1-
يقول صفي الدين الحلي
نحنُ الذين أتى الكتابُ مُخَّبِراً
بعفافِ أنفسنا وفسقِ الألسنِ
وهذا ما أَلمّ به القائل :
لا تخلْ وَيْك ومَنْ يسمعْ يَخَلْ
عفةُ النفسِ وفِسقُ الألسنِ
-2-
وقال دعبل الخزاعي :
” انه لم يكذب أحدٌ الاّ اجتواه الناس ، الاّ الشاعر فانّه كلما زاد كذبه زاد المدح له، ثم لا يقنع له بذلك حتى يُقال له :
أحسنتَ والله ، فلا يُشهد له شهادة زور الاّ ومعها يمين بالله تعالى .
-3-
ونقل عن الخليل بن احمد الفراهيدي انه قال :
إنّ الشعراء أمراءُ الكلام ، يتصرفون فيه أنى شاؤوا، وجاز لهم فيه ما لا يجوز لغيرهم، من إطلاق المعنى وتقييدِهِ ،
وتسهيل اللفظ وتَعْقيدِهِ ،
-4-
والمنقول عن حسان بن ثابت قولُه :
” ما يجودُ شعرُ من يتقي الكذب، والاسلام يحجزني عنه ،
أقول :
ليس صحيحاً ان يطالب الشاعر بما يُطالب به ” الفقيه” حين يُفتي بأحكام شرع الله ..
ان لكل مقامٍ مقالا .
وحين يتجرد الشعر من الخيال والمبالغة والاثارة وتركيب الصور تركيبا يطابق ذوق الشاعر – وان لم تكن مطابقة للواقع – لا يعود شعراً بل يُلحق بالمواعظ الدينية والنصائح الاخلاقية …
وعلى فرض القبول به اذا كان (كلاماً موزونا مقفى) فانه لن يكون الاّ بارداً مملولا لا يُثير شهيةَ أحدٍ للاستماع اليه،فضلاً عن حفظه والاستشهاد به …
وصدق من قال :
اذا الشعرُ لَمْ يهزُزْكَ عندَ سَماعِهِ
فليس خليقاً أنْ يُقال له شِعْرُ
ان هناك ركاماً من القصائد التي لا تُقابل من الجمهور الاّ بالانشغال عنها إشعارا لأصحابها بالاخفاق ..!!
-5-
ونقل عن ابي بكر الخوارزمي في هذا المضمار قولُه :
” ما ظنُك بقومٍ الاقتصاد محمودٌ الاّ منهم ، والكذب مذمومٌ إلاّ فيهم ، اذا ذّموا ثلبوا ،
واذا مدحوا سلبوا ،
واذا رضوا رفعوا الوضيع ،
واذا غضبوا وضعوا الرفيع ،
واذا افتروا على أنفسهم لم يلزمهم حدّ ،
ولم تمتد اليهم يد ،
وشهادتهم مقبولة وإنْ لم ينطق بها سجل ،
ولم يشهد عليها عدل ،
سرقتهم مغفورة …
وانْ باعوا المغشوش لم يُردّ عليهم،
وإنْ صادروا الصديق لم يتوحش منهم
ما ظنك بقومٍ اسمهم ناطق بالفضل ،
واسم صناعتهم مُشتَقٌ من العقل ،
هم امراء الكلام يقصرون طويله، ويقصرون مديده ، ويخففون ثقيلة }
وقرأ الفرزدق عند سليمان بن عبد الملك شعرا جاء فيه :
وبِتَنْ بجانبيَّ مُصَرّعاتٍ
ورحتُ أَفّكُّ أُغلاقَ الخِتامِ
فقال له سليمان :
هذا اقرار بالزنا ووجب عليك الحدّ
فقال الفرزدق :
القرآن يدفع عني الحد
أما سمعته يقول :
” يقولون ما لا يفعلون ”
الشعراء / 226
-6-
انهم يخشاهم الناس لانهم سرعان ما يلجأون الى الهجاء الذي قد يتداوله الناس وتتناقله الأجيال .
قال لي أحدهم مرّة مهددا :
حذارِ فقد أهجوك ..!!
وكانت كلماته باعثة على أنْ قلتُ فيه :
لا تَخَلْ ويكَ أنّ قولك أهجوك
مُثيرٌ لوحشتي واكتئابي
ليس يُردي الهجاء إلاّ ذويه
لن يهّز الرجالَ نبحُ الكلابِ
حسين الصدر

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة