بين مدة ومدة أخرى وبعد كل مباراة بين فريقي ريال مدريد وبرشلونة، ينقسم الجمهور الرياضي العراقي الى فريقين، بين مشجعين، ومستنكرين لهذا الحماس في التشجيع للفرق أجنبية ! ، وعلى مدار أسبوع تشتعل مواقع التواصل الاجتماعي، بمناكفات بين جمهور المشجعين( الريالي ــ البرشلوني)، وكل بطريقته، من صور كاريكاتيرية لنجوم الفريقين، الى صور واضح العمل عليها ببرنامج الفوتوشوب، تتضمن سخرية هذا الجمهور على ذاك، وهكذا، لتنتقل حمى التشجيع الى الاصدقاء الذين ليس لهم علاقة بموضوع الرياضة، ومنهم من هام على وجهه بعد خسارة الريال، خجلا من مواجهة جمهور الخصم البرشلوني، بل ان جمهور النساء انضم هو الآخر الى جمهور المشجعين، لتكتمل الحلقة بجمهور الأطفال، متأثرين بآبائهم من (الرياليين والبرشلونيين).
مؤخراً تبين إن العراقيين يملكون من خفة الدم ما يتفوقون به على أشقائنا المصريين، فكل يوم تنتشر شتى المنشورات، التي تخلق حكايات وقصص لا تخطر على بال الشعب الإسباني الرياضي، وأبرزها صور لبكاء نجوم الفريقين البارزين منهم (ميسي)، وتتواصل الفعاليات الساخرة من الفريق الخاسر الى عمل فيديوات، وأغاني تحمل معها فكاهة غير بعيدة عن جمهور الملاعب.
في احد الأحياء الشعبية، عمد شبابها الرياضي إلى كتابة لافتة عريضة وبخط محترف، تتضمن كلمات شكر وتقدير للفرق الاسبانية الشهيرة ( الريال وبرشلونة) ، وعند سؤالهم عن سر هذا التشجيع الذي دخل على الجمهور العراقي مؤخرًا، بادر احد الشباب بقوله : « ملينا من فرقنا بالدوري المحلي ، وماكو لعب زين ! « ، وينضم عدد من أصدقائه ليؤكدوا ان حماس العراقيين للفرق الأجنبية لا يكمن فقط في تواضع مستوى الفرق الرياضية العراقية بل يرجع أيضاً الى المستويات المميزة باللعب داخل الملاعب الاجنبية، وأيضاً الفضل في هذا يعود الى «السوشل ميديا»، والقنوات الفضائية التي تغطي جميع تفاصيل المباراة ( ما قبل وما بعد).
يبقى الجمهور الرياضي العراقي يثبت يومًا بعد يوم آخر نبل روحه الرياضية، وعدم تحيزه للفرق المحلية، بل هو يشجع اللعب النظيف والمميز، واللاعب المبتكر لكل إبداع رياضي.
حذام يوسف طاهر
الجمهور الرياضي العراقي وحفلة فوز الفرق الأجنبية
التعليقات مغلقة