تحشيد عاطفي !

من بين اهم المسؤوليات التي يجب ان تضطلع بها الدولة هو حماية المصالح الوطنية وتحصين ابناء الشعب بوجه الشائعات والدعايات المغرضة وافشال مرامي الجهات المعادية لزرع الفتنة وتاجيج الخلافات الطائفية بما يحمي سيادة العراق ويقوي من اواصر وحدته وتالفه والعمل على حصر الخلافات بين فئات الشعب العراقي والحرص على اشاعة ثقافة التعايش وتشجيع قواعد السلوك الحضاري في الحياة العامة وينفرد العراق من بين الدول الاخرى بتنوع مكوناته الاجتماعية مما يحتم بذل الدولة لجهود اكبر في سبيل توحيد منظومة القوانين بما يحقق المساواة بين افراد المجتمع وفي المقابل ثمة اطراف وجهات اخرى تريد اختراق هذه المنظومة الاجتماعية وتعمد على توظيف كل الوسائل التي من شانها بث الفرقة وتحفل مواقع التواصل الاجتماعي بمنشورات تبدو في ظاهرها بانها مبسطة وهامشية ولكنها في حقيقة الامر تحمل مضامين خطيرة تقف ورائها مجموعات تستهدف بث الاثارة وتريد من خلالها تمرير رسائل مشبوهة تثير الجدل بين العراقيين ويمكن رصد مثل هذه الظواهر والحالات في مناسبات عديدة تتمثل باثارة اللغط وتوجيه الراي العام لاتخاذ مواقف محددة تخدم مصالح دول اخرى تختلف في ايدلوجياتها ونهجها السياسي عن العراق دولة وشعبا وتستغل هذه الجهات المناسبات الدينية والوطنية وتحاول استدعاء التاريخ في لحظات مكانية وزمانية وتعمل على التحشييد العاطفي في قضايا عقائدية وقومية ومذهبية تحاول فيها ترسيخ الانتماءات الدينية والقومية والمذهبية بما يزعزع وحدة العراقيين ومن امثلة ذلك الانقسام الواضح الذي تسببه منشورات لشخصيات عراقية وعربية ودولية يريد من خلالها اصحابها التعبير عن مواقف منفردة لاتمت للانسجام الوطني العراقي وتستهدف جلب التاييد من قبل فئات معينة من الشعب على حساب فئات اخرى وبما يمس معتقدات مكون من المكونات او يمس مشاعر مجموعة من العراقيين تتمتع بحقوقها في ظل السيادة العراقية يريد من خلالها المروجين فصل هذه المجموعة عن النسق العراقي او استجلاب عواطفها من اجل التاسيس لصراعات داخلية لاتخدم ولاتنفع سوى دول اخرى ومن هنا يستلزم الامر المزيد من الوعي والتنوير بالحقائق من قبل وسائل الاعلام المحلية الوطنية والمزيد من التكاتف بين ممثلي العملية السياسية في العراق لدرء الفتن والتاكيد على المواقف الموحدة تجاه مايمس العراق ووحدته وسيادته .
د. علي شمخي

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة