وصفه مراقبون بأنه قرار لإبعاد نيجيرفان بارزاني عن سدة الحكم
السليمانية ـ عباس كاريزي:
رشح الحزب الديمقراطي الكردستاني مسرور بارزاني نجل زعيمه مسعود بارزاني لرئاسة الكابينة الجديدة في حكومة الاقليم، كما وقرر ترشيح نيجيرفان بارزاني رئيس حكومة الاقليم الحالي لرئاسته.
وقال المتحدث الرسمي باسم الحزب الديمقراطي محمود محمد عقب اجتماع عقده المجلس القيادي، ان الاجتماع بحث عدد من المسائل السياسية الخاصة بالحزب الديمقراطي، وان حزبه قرر ان يرشح مسرور بارزاني لرئاسة الكابينة الجديدة لحكومة الاقليم ونيجيرفان بارزاني لرئاسة اقليم كردستان، بعد ان يتم تفعيل هذا المنصب، الذي سيأخذ على عاتقه تفعيل حكومة الاقليم ومؤسساتها للتصدي للتحديات التي يواجهها الاقليم.
ويشغل مسرور بارزاني نجل رئيس الحزب الديمقراطي منصب مستشار مجلس أمن اقليم كردستان بينما يتولى نيجيرفان بارزاني منصب رئاسة الحكومة طيلة السنوات الماضية.
واضاف محمد، ان الاجتماع قرر، ان يعمل الحزب مع الاطراف الاخرى لتأمين الاستقرار وتقوية كردستان، عبر اجراء بعض التغييرات الداخلية، وان حزبه سيبدأ خلال الأسبوع المقبل مباحثاته مع الاطراف الاخرى لتشكيل حكومة الاقليم.
وحصل الحزب الديمقراطي الكردستاني بزعامة مسعود بارزاني، على 45 مقعداً في انتخابات برلمان كردستان التي جرت في الإقليم في 30 من شهر أيلول سبتمبر المنصرم، بينما حل الاتحاد الوطني الكردستاني على المرتبة بحصوله على 21 مقعداً.
وأضاف المتحدث باسم الحزب الديمقراطي، أن مقترح ترشيح مسرور ونيجيرفان لمنصب رئيس الحكومة ورئاسة الاقليم سبق أن طُرح في اجتماعات سابقة وقد تمت الموافقة عليه في اجتماع المجلس القيادي في اربيل امس الاثنين.
بدوره عد مصدر سياسي مطلع القرارات التي اتخذها الحزب الديمقراطي بداية نهاية حقبة نيجيرفان بارزاني داخل الحزب الديمقراطي الكردستاني.
واضاف المصدر المطلع الذي فضل عدم الكشف عن اسمه في تصريح للصباح الجديد، ان زعيم الحزب الديمقراطي مسعود بارزاني يريد ان يقدم ابنه مسرور لكي يخلفه في رئاسة الحزب مستقبلاً، وان الخطوات التي يتم اتخاذها حاليا والتي تتمثل بابعاد نيجيرفان بارزاني عن قيادة الحزب تأتي في هذا السياق.
وتابع المصدر ان اعادة تفعيل منصب رئيس الاقليم سيكون فخريا ولن تكون له اية صلاحيات تذكر وهو مسعى من بارزاني الاب لابعاد ابن اخيه نيجيرفان بارزاني عن منصب نائب رئاسة الحزب، وان الخطوات ازاحته بدأت بسحب الثقة عنه وتكليف مسرور لرئاسة حكومة الاقليم.
واضاف المصدر، ان هناك الان جناحين داخل الحزب الديمقراطي احدهما مع والاخر ضد سياسية مسعود بارزاني، وان الجناح الثاني الذي يعارض سياسية السيد مسعود بارزاني كان مسرورا جدا بعدم حصول مرشح بارزاني الدكتور فؤاد حسين على منصب رئيس الجمهورية لانهم كانوا ضد ترشيحه ويفضلون ترشيح شخص اخر.
واضاف ان بارزاني سيمسك بخيوط العلبة بين يديه كمرشد اعلى للحزب ولحكومة الاقليم برغم بقائه بعيدا عن المناصب الحكومية.
واضاف ان هذه هي اول تجربة لمسرور في ادارة مؤسسة تنفيذية عامة وان ادارته لمجلس امن الاقليم ليست كافية لتوليه منصب رئيس حكومة الاقليم، وهو سيواجه خلال مرحله حكمه قضايا ومسائل معقدة يصعب عليه ايجاد الحلول المناسبة لها، منها توفير رواتب الموظفين وتقديم الخدمات وادارة ملف النفط والعلاقات مع بغداد، الذين كان نيجفيرفان عرابها خلال المرحلة السابقة، لذا فان من الصعوبة عليه ان يحقق نجاحا في تلك الملفات بالاستناد على الخلفية الامنية التي يمتلكها.
وتابع المصدر، ان زيارة مسعود بارزاني الاخيرة الى بغداد واصطحابه نجله مسرور فقط دون احد اخر من حزبه او الاحزاب الاخرى، كانت زيارة تمهيدية لتقديمه للأخرين على انه الشخص الاول في حكومة الاقليم والحزب من بعده.
واضاف ان نيجيرفان بارزاني ادرك مخطط ابعاده عن قيادة الحزب والحكومة من قبل عمه لذا فهو، يحاول عبر مؤيديه في المجلس القيادي، ان يمنع ذلك المخطط.
واضاف ان الدور الذي لعبه نيجيرفان خلال المرحلة التي تلت اجراء الاستفتاء ونجاحه في اخراج الحزب الديمقراطي من العزلة التي واجهها اقليميا ودوليا، لم تشفع له عند عمه، الذي يعد ذلك النجاح تحجيما لدور نجله مسرور داخل الحزب.
فضلا عن وجود انزعاج داخل الحزب الديمقراطي من بقاء نيجيرفان بارزاني لاكثر من 13 عاما رئيسا لحكومة الاقليم، خصوصا وان فترة حكمه الاخير كانت الأسوأ على الاقليم حيث فشل في منح رواتب الموظفين لتتراجع معها الخدمات واخفاق العقود النفطية التي وقعها مع تركيا وشركات النفط العالمية وسياسة الاستقلال الاقتصادي التي تبناها من انقاذ الاقليم من الازمة الاقتصادية الخانقة التي يواجهها منذ سنوات.
واضاف ان السيناريو الذي يعمل عليه زعيم الحزب الديمقراطي ليس بجديد على منطقتنا وكانت لها امثله كثيرة، لان ابعاد نيجيرفان وتقديم مسرور عليه نابع من تفضيل بارزاني لابنه على ابن اخيه، الذي يعده البارزانيون من سلاسة غير نقية، نظرا لان امه تنحدر من سلالة الشيخ محمود الحفيد بمحافظة السليمانية.
واشار المصدر الى ان فترة حكم مسرور لن تكون جيدة على الاقليم وشعبه نظرا للصفات العنيفة التي يتمتع بها مسرور، فضلاً عن حصول الكثير من عمليات واغتيالات لشخصيات سياسية معارضة سجلت ضد مجهول خلال ترأسه لجهاز امن الاقليم.