“اين انا؟” مسرحية تروي قصص المهاجرين وقسوة رحلتهم

سمير خليل
يشارك الفنان العراقي المغترب في هولندا صالح حسن فارس في مسرحية (اين أنا)، والتي ستعرض الاسبوع المقبل في مدينة أرنهم الهولندية.
تقدمها فرقة ( ooit ) المسرحية بمشاركة فنانين من جنسيات شتى، وبعد العرض التجريبي للمسرحية، قال الفنان صالح حسن فارس لـ(الصباح الجديد ) :
– النص المسرحي كتب نفسه بنفسه، قصص ووقائع حقيقية عاشها الممثلون خلال رحلتهم الى هولندا، مكتوبة بطريقة درامية محبوكة ومشوقة، يتخلله الغناء والعزف الحي.
يجسد شخصيات المسرحية عدد من الممثلين: من اوكرانيا ( كليانا كايسهكو)، ومن العراق (صالح حسن فارس)، ومن سوريا (اسماعيل محمد، وابراهيم محمد، وعبد الرحمن محمد، والمطربة شيراز خليل، وحمودة خليل، وعازف العود فرهاد خليل)، ومساعدة المخرج الفنانة الهولندية (عائشة تيمرس)، اما المخرج فهو الفنان العراقي اكرم سليمان والعرض سيكون باللغة الهولندية.
ويكمل فارس عن فكرة المسرحية قائلا: حين تضطر الى العيش بين ثقافتين، تواجهك لحظات لا تعرف فيها أين أنت؟ ومن أنت؟ صراع داخلي لا يمكنك إيقافه. لاجئون حاليون وسابقون يروون قصصهم ويشاركون مشاعرهم ومشكلاتهم في عرض ونقاش مسرحي وثائقي.
ويتابع: يلعب المتفرج دوراً مهماً فآراؤه هي ما يجعل العمل مكتملا. يبدأ العرض وينتهي في باحة سفينة تبحر في أعماق البحر متجهة الى الجنة الباردة، وفي السفينة تدور الاحداث. تروي قصص المهاجرين واحوالهم المضطربة، وعن تجاربهم وذكرياتهم، وقسوة الرحلة وآلامها، حيث تتداخل القصص في قصة واحدة، قصة المهاجر الجديد والقديم.

*وما هو منهج فرقتكم وما دورك انت كفنان مغترب؟
– الفرقة المسرحية الهولندية تعمل على منهج المسرح الوثائقي، اي تسجل لقاءات مع اناس حقيقيين، وتوثق تجاربهم الحالية والسابقة، وهذه الفرقة تمتلك تاريخا طويلا في هولندا، ولها اعمال مسرحية كثيرة كان اخرها مسرحية (غسل العار)، التي عرضت في مدينة لاهاي، ومدينة ارنهم الهولندية، وكنت انا الممثل العراقي الوحيد فيها، ومخرجها كان من العراق أيضا.
ويضيف: أحاول جاهدا أن أسجل اسمي في سجل المشهد المسرحي الهولندي من خلال أعمالي المسرحية والسينمائية، اكافح في دول المهجر، واحاول ان أندمج مع الثقافة الهولندية. قدمت أعمالا مسرحية وسينمائية، ولــــــدي كتاب عن مشاهداتي للعروض المسرحية بعنوان (ضفاف أمستل)، وثمة كتاب اخر قيد الانجاز بعنوان (سبع زيارات، سبع عيون) عن زياراتي للعراق. حين ضاق بي المكان في بلدي، خرجت من مدينتي، مدينة الثورة، حملتُ جسدي معي واثار الحرب تطاردني، علما لم أدخل يوما الحرب، ولا التجنيد العسكري، كنت وما زلت هاربا من الجيش، لكن الحرب مقيمة في الذاكرة، وكلما أفكر أن أقدم عملا جديدا، تعود الحرب وتقفز من الذاكرة، لا أريد أن أمجد الحرب في أعمالي، بل أحاول طردها أولا من الذاكرة ومن بعد من الحياة، أنا ضد الحرب واشتغالي على مادة الحرب، لتفجير الغضب الداخلي ضدها، بالحركات الناطقة، وصرخات الجسد.
السيرة الفنية للفنان صالح حسن فارس حافلة وزاخرة بالإبداع، فبعد ان نهل من نبع المسرح العراقي واساتذته طالبا ومحترفا، حلق صوب الغربة مارا بتجربة غنية في اليمن، حتى استقر في هولندا، وفي غربته قدم اعمالا كثيرة منها مسرحيات (غسل العار)، و(الكمال)، و(قطعة لذيذة)، و(الاختبار)، و(ارض اللا أحد)، و(الولادة)، و(اين الهناك)، ومسرحيتان للأطفال، (نزهة في حلم)، و(ذيل القطة ولهيب الشمس).
جميع هذه المسرحيات قدمت باللغة الهولندية، اما مسرحيته (اشتعال/ انطفاء) فقد قدمها في بغداد عام 2009، وكذلك عرضت في برلين وامستردام، وله تجربة في افلام (ظل الليل)، و(ليلي)، و(ابني صار جهاديا).

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة