عطر الإله

مرتظى التميمي

عطرٌ على صفحةِ التأريخِ مسكوبُ
تفرُّ منه وتخشاهُ الغرابيبُ
،،
مذ جاءَ عدّلتِ الأزهار وقفتها
ورحَّلَ الدمعَ من عينيهِ يعقوبُ
،،
أتى ترافقهُ الغيماتُ حطَّ على
صحرائِنا فتولّتها الشآبيبُ
،،
وحين يمشي على الأرض التي امتنعت
عنها الزهورُ وغطتها المصاليبُ
،،
تكاثر القمحُ في آثار خطوتهِ
وفاحَ عنبرُهُ واستيقظَ الطِيبُ
،،
أبا الغمام الذي مذ جئتنا اختضبت
لك الحبارى وحيّتكَ اليعاقيبُ
،،
تعالَ وانظر لظلم الكون كيف همى
بعد ارتحالكَ والإدراك مسلوبُ
،،
يا سيدي !
صولجان الكون كيف تُرى
ينامُ منكسراً والوقت مرعوبُ
،،
متى ستمسك يا مولاي مركبَنا
ففي قرارتنا الإسلامُ مثقوبُ
،،
ونحن نغرقُ في الدين الذي أختلفت
فيه الملوك وهدّتهُ الأكاذيبُ
،،
يا قاب قوسين من وجه الإله ويا
طِلسمَ عرشٍ على رجليه مكتوبُ
،،
هذا حبيبي الذي ماعاش في وترٍ
موتاً ولا عاشَ في عينيهِ ترهيبُ
،،
هو المصفّى من الأخطاءِ أبعثهُ
إلى المساكينِ في كفيه أيوبُ
،،
أدّبتهُ فأَثارَ الوردَ منطِقهُ
فشعَّ من قلبهِ الدرّي تأديبُ
،،
وعند قابِ مقامي كان مبتسماً
جبينهُ قمرٌ والخدّ توليبُ
،،
لكنه كان يدري أنهُ سيرى
حسينَهُ كيف تطويهِ المجاذيبُ
،،
لذاك عاد لكم في عينهِ مطرٌ
لكربلاء وفي كفيهِ يعبوبُ
،،
بكى علينا فأحيا جدبَنا وسقى
أرضَ الطفوفِ فأعيتهُ التعاشيبُ
،،
وظلّ يجمعها لكنها جُبلتْ
على التفرّقِ والدنيا تراكيبُ
،،
يا سيد النور كفِّنا لنا وطنٌ
من القبورِ تجافيهِ اليعاسيبُ
،،
خذنا لواحة صدق لا تفرقنا
على المذاهب فالإسلام معطوبُ

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة