أمهات سبايكر

بين أنين الانتظار وانقطاع الامل بالرجوع مئات الامهات اتخذن من عتبات الابواب فراشاً ومن دموعهن غطاءً لم تمهلهن الايام فرصة الفرحة بشباب اولادهن الذين راحوا ضحية خدعة ابتكرها حثالة المجرمين من بقايا نسل المجرم الاكبر صدام حسين .
لم يتمكن من استكمال البوم الصورالذي ظل يشكو غياب صورهم وهم يضحكون ويرقصون ويلعبون كسائر أقرانهم ، لم تبق فيه سوى صورة وحيدة لهم وهم يقادون الى محارق الموت التي شاءت الاقدار ان يكونوا وقودها المستعر .
لم يردن من الايام سوى ان تمنحهن فرصة عناق أجسادهم الطاهرة ، لم يردن سوى ان يعرفن هل من قتلهم كان رحيماً بهم هل سمح لهم بترديد الشهادة ،هل اشفق على شبابهم ،هل فكر ولو لحظة ما ذنبهم وماذنب امهاتهم يثكلن بهم قبل اوانهم ، وهل ؟وهل؟ وهـل ؟.
كل لحظة كانت تتجدد الاسئلة والامنيات لتزيد من مرارة ولوعة الفراق ،وكأنهن لم تسكب على رؤوسهن الايام من مصائب مايكفي بل زادت عليهن واوصلتهن حد الامتلاء بالفجيعة التي حلت على أبنائهن الذين بقي مصيرهم مجهولاً لحد هذه الساعة .
صيحاتهن وبكاؤهن وعويلهن كان كل مايملكن كشفن عن رؤوسهن جميعاً وليس واحدة منهن هي التي كشفت رأسها، أعلن الحداد نثرن التراب ومزقن الجيوب اتخذن من النواح رفيقاً عل الريح تحمل نواحهن الى مسامع ابنائهن ليعرفوا أنهم خلفوا وراءهم قلوباً موجوعة.
لم يجدن لصيحاتهن من مجيب ولا لاوجاعهن من طبيب بل ازددن الماً ووجعاً من شدة اللامبالاة من قبل المسؤولين في السلطتين التشريعية والتنفيذيةالذين لم يسلطوا الضوء على حقيقة ماحصل في قاعدة سبايكر بل اخذ البعض يتستر ويتجنب الخوض في ملابسات هذه القضية التي يمكن ان تصنف على انها جريمة ابادة جماعية استحقت منهم مواقف توازي حجم المأساة الانسانية التي خلفتها تلك الجريمة الشنعاء.

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة