بغداد – الصباح الجديد:
تباينت الاراء بشأن موضوع تقبل عمليات التجميل او رفضها من خلال فئات عديدة في المجتمع ،لاسيما بعد انتشارها بشكل ملحوظ في الاونة الاخيرة ، بعد أن كانت معظم عمليات التجميل في البلاد تقتصر على العمليات الترميمية والتقويمية لاسيما في المستشفيات الحكومية حصراً، فقد تحولت اليوم إلى ظاهرة واسعة الانتشار تهدف الى مواكبة الموضة الرائجة خلال السنوات الاربع الاخيرة.
واذا ما قارنت الفتاة بينها وبين نماذج مبهرة للجمال التي تظهر من خلال شاشات التلفزيون او عبر مواقع الانترنت مما يؤثر بالسلب على تقبل الفتيات لأنفسهن اذ تظهر الفتاة أقل جمالاً وجاذبية بالنسبة لما تشاهده عبر تلك الوسائل ، وفي مناطق بغداد التجارية تنتشر الإعلانات الخاصة بمراكزوصالونات التجميل، كما تنتشر في الصحف والمجلات، فتشكل عامل إغراء للنساء للحصول على وجه صافٍ وبشرة كبشرة الأطفال» الصباح الجديد « تجولت بين رافض ومؤيد لهذه العمليات .
اذ يقول الدكتور طالب ساهي الحسيني « اختصاص الامرض الجلدية « في حديث مع «الصباح الجديد «أن عمليات شفط الدهون تحتل المرتبة الأولى بين عمليات التجميل التي تقبل على أجرائها الفتيات والشباب تليها عمليات تصغير الأنف ، وتأتي عمليات ملء الخدود والشفتين«.
وأضاف الحسيني ان «عمليات التجميل أصبحت هوساً من أجل التغيير ، وليس شرطاً أن تكون النتيجة مرضية ،اذ لم تعد مساحيق التجميل كافية لتلبية غرور الفتيات في اظهار جمالهن أو تغطية عيوبهن بل تجاوز إلى أكثر من ذلك، بالتسابق إلى عيادات التجميل من أجل الحقن أو الشفط أو تجميل الأنف وغيرها من العمليات التجميلية ذات الطابع الجراحي الخطير».
وبين الحسيني أن «انتشار عمليات التجميل لم يعد حكراً على فئة عمرية معينة اذ الفتيات من جميع الاعمار أصبحن يترددن على عيادات التجميل بشكل ملفت «.
وتابع الدكتور الحسيني حديثه قائلاً،»ان بعض الشباب اتجهوا هذا الاتجاه أيضاً وهذا ناتج عن نقص المعلومة وقلة الوعي لديهم أو بسبب الاوضاع التي يمر بها البلد كحروق أو حوادث الانفجارات المستمرة فمن الممكن ان يكون هناك مسوغ لهذا العمل بل على العكس فهم الاحوج الى هذه العمليات ،وغالباً ما تكون هذه التشوهات في الوجه والأجزاء الاخرى الظاهرة في الجسم. معتبراً أن هذه الجراحات باتت آمنة اليوم، لكن لا تخلو من بعض الأخطاء إذا لم يتم إجراؤها لدى أهل الإختصاص والخبرة.
من جانب اخر أوضحت خبيرت التجميل سهام هايل صاحبة حلاقة «الرتاج « في بغداد ، أن « أكثر ما تعاني منه النساء العراقيات هوسواد الجفون وتصبّغ الوجنتين بسبب التعرض المفرط لأشعة الشمس من دون إستعمال الكريمات الواقية من أشعة الشمس، فيحاولن التخلص منه بواسطة التقنيات التجميلية المناسبة، لكن لا يمكن أن ننكر وجود بعض النساء المولعات بالتجميل الى حد الهوس، أذ يبدأن من جميع أجزاء الوجه وصولاً الى أجزاء الجسم المختلفة».
واضافت هايل أن « أن نضج الخبرات الطبية في البلاد، بعد عام 2003 ، ودخول تقنيات حديثة في مجال التجميل، اضافة الى إرتفاع القدرة الشرائية للأسرة العراقية، جميعها عوامل أسهمت في الاقبال الكبير على عمليات التجميل».
وأكدت هايل ان « أغلب زبائنها هن محجبات يقبلن على تعبئة الخدود والشفاه بنحو مبالغ به».
الاعلامية لينا البيضاني أوضحت في حديث لها مع « الصباح الجديد «أن ،» إنتشار عمليات التجميل ،لاسيما شد الوجه وحقن الشفاه لتكبيرها، يعود الى حرص المرأة على إتباع الموضه وتأثرها الشديد بوسائل الاعلام وكل ما يقدم من إعلانات تجميلية تشكل عامل إغراء لها. وأن هذه العمليات باتت سهلة ولا تتطلّب الكثير من الوقت والجهد».
الاستاذ الجامعي رعد سالم بين ل «الصباح الجديد « ،ان انتشار عمليات التجميل ليس فقط في العراق بل في الدول المجاورة ، كون هذه العمليات تضفي لمسات جميلة على المرأة ،
وأشار أن سبب انتشارها يعود الى مهارة الخبراء والاطباء الموجودين في مراكز التجميل في البلد لذا مواكبة المرأة الموضة والاهتمام بمظهرها امر طبيعي.
آلاف الدولارات تصرف سنوياً على العمليات
التعليقات مغلقة