باحة للترويج والإعلان وتبادل الخبرات ورسالة الى العالم باستعادة العراق عافيته

معرض بغداد الدولي بدورته الخامسة والأربعين..

سمير خليل:

معرض بغداد الدولي من اهم الانشطة والفعاليات الترويجية والاعلانية الاقتصادية والتجارية في العراق والذي يقام سنويا بمشاركة محلية وعربية واجنبية ،وهو بالاضافة لكونه مؤشرا لتطور وتنامي الاقتصاد والتجارة في العراق فانه في نفس الوقت يمثل ملتقى لتبادل الخبرات والاعلان عن الامكانيات الاقتصادية وفي كافة المجالات.
المعرض عاش متوهجا ،متألقا في سنوات فيما خفت بريقه في سنوات اخرى امتدت الى يومنا هذا خاصة بعد المتغيرات التي شهدها العراق وبعض الدول العربية بعد العام 2003 وما رافق الربيع العربي من احداث ومستجدات متوترة ،وكان قد سبق ذلك متغيرات كبيرة على صعيد الاقتصاد العالمي بعد انهيار النظام الاشتراكي والازمة المالية التي ضربت اوربا والعالم ، بالاضافة الى وباء الارهاب الاسود الذي ضرب العالم كله مما اثر على حركة الاقتصاد العالمي وما يقوم به من حراك ،كل هذا كان له تأثير بالغ على معرضنا الدولي وان كان بنسب تأثير متفاوتة لما ذكر اعلاه ..

18 دولة منها خمس عربية
وتشهد العاصمة الحبيبة بغداد هذه الأيام، فعاليات معرض بغداد الدولي بنسخته الخامسة والاربعين بمشاركة عربية وعالمية بالاضافة للوزارات والمؤسسات الرسمية وشركات القطاع الخاص في العراق ،وقص شريط الافتتاح رئيس الوزراء الدكتور عادل عبد المهدي معلنا بدء فعالياته التي بدأت من العاشر وتستمر لغاية التاسع عشر من الشهر الجاري ،وحضر مراسيم الافتتاح وزير الصناعة والتجارة الاردني الدكتور طارق الحموي ووزراء الكهرباء والاتصالات والصناعة والزراعة في العراق ، وحسب مدير عام الشركة العامة للمعارض والخدمات التجارية هاشم محمد حاتم فان عدد الدول المشاركة رسميا في المعرض (18) منها خمسة دول عربية هي (سوريا والاردن وفلسطين وتونس ومصر ) وثلاثة عشر دولة اجنبية هي (ايران وباكستان واليابان وفرنسا والمانيا وايطاليا واندنوسيا وكوريا وهنكاريا واوكرانيا واسبانيا والهند ) حيث كانت اكبر المشاركات من ناحية المساحة من نصيب المانيا واليابان والاردن فضلا عن المشاركات الحكومية الكبيرة حيث بلغ عدد الجهات الحكومية ضمن الاجنحة الثابتة (9) جهات هي (محافظة بغداد ووزارة النقل ووزارة الكهرباء وأمانة بغداد والهيئة الوطنية للاستثمار وديوان الوقف السني والهيئة العامة للاعلام والاتصالات ووزارتي النفط والزراعة )وبلغ عدد التشكيلات ضمن الاجنحة الثابتة (106) تشكيل ،بالاضافة لمشاركة بعض الوزارات والجهات الحكومية بمساحات مختلفة في قاعات المعرض وبعدد (11) وزارة او جهة حكومية هي (وزارة المالية ووزارة الاتصالات والبنك المركزي العراقي ووزارة الصناعة والمعادن وديوان الوقف الشيعي ووزارة التعليم العالي والبحث العلمي ووزارات التجارة والصحة والعدل وشبكة الاعلام العراقي وهيأة النزاهة )، وبلغ مجموع الشركات المشاركة بشكل عام من مختلف القطاعات والجهات (الحكومية والمحلية والعربية والاجنبية) مايقارب 700 شركة وجهة مشاركة ومن مختلف القطاعات وبمساحة (11500 م2) مسقف و(7955 م2) مكشوف..

الاقتصاد من اولوياتنا
وفي كلمته خلال افتتاح المعرض ذكر الدكتور عادل عبد المهدي رئيس الوزراء ان تطوير الاقتصاد العراقي من اولويات الحكومة الاساسية ،مؤكدا ضرورة توفير بيئة استثمارية مناسبة لاطلاق المشاريع واضاف « العقبات ماتزال قائمة للقيام بمشاريع استثمارية ،ويجب المساهمة في اعادة الاعمار لتحقيق الفائدة للجميع»، مبينا ان «الحروب دمرت البنى التحتية والعراق لايتحمل مسؤولية البناء لوحده «، وتابع «ان معركتنا اليوم هي لفرض النظام وتطبيق القانون ولانريد اقتصاد السلعة الواحدة «.فيما اكد وزير التجارة الدكتور محمد هاشم العاني ان «تزامن انعقاد دورة معرض بغداد الدولي الحالية مع تشكيل حكومة ديمقراطية جديدة هو رسالة واضحة وحقيقية بان العراق عازم على البناء والاعمار كانتصاره وتحرير ارضه من دنس عصابات داعش الارهابية فضلا عن اقامة علاقات اقتصادية مثمرة والمحافظة على وحدة التعاون المتكافئ مع دول العالم على الصعيدين الاقليمي والدولي «،مؤكدا «ان العراق ومن خلال توجهه الاقتصادي الجديد يمثل ساحة خصبة وجاذبة للاستثمارات حيث تتوفر فيه فرص كبيرة وامكانات هائلة ودورات معرض بغداد الدولي هي نوافذ مشرعة للتعريف بالمشاريع والمنتجات والسلع وتوفير الفرص للاقتراب من السوق العراقية والدخول في مشاريع الاستثمار والبناء وعلى كافة الاصعدة وبما يحقق المصالح المشتركة «.
وكان وزير التجارة قد ذكر قبيل افتتاح المعرض بان « فعالياته ستستمر من الصباح وحتى المساء وتشهد حوارات ولقاءات وبرامج مختلفة فضلا عن احتفالات لايام الدول المشاركة والتي تقدم فيها نشاطات مختلفة «، ولفت الوزير الى «اهمية المشاركة الجماهيرية في الحضور الى المعرض والتواصل مع فعالياته ،كونه يشكل رسالة سياسية واقتصادية وامنية تؤكد نجاح العراق في تنظيم اللقاءات والمؤتمرات وتجاوز كل اخفاقات المراحل السابقة ،فضلا عن كونه يعزز مكانة العراق السياسية والاقتصادية على كافة المستويات ويبعث رسالة امان الى العالم بان هذا البلد خرج معافى وهو عازم على مواصلة مشوار النجاح نحو ضفة الاستقرار والتطور الاقتصادي «.
يذكر ان معرض بغداد الدولي هو مكان لاقامة الفعاليات والمهرجانات الدولية ويقام سنويا ،وكان اول معرض زراعي وصناعي اقيم على ارضه في عام 1957 ونظمه لواء بغداد في حينها ،وفي عام 1959 تأسست مصلحة المعارض العراقية وفي عام 1964 تغير اسم المعرض الى (معرض بغداد الدولي ).

معرض شامل ومعارض دائمة
«الصباح الجديد «زارت المعرض وتجولت في اجنحته والتقت السيد سرمد طه سعيد معاون المدير العام للشركة العامة للمعارض والخدمات التجارية وكان سؤالنا الاول هو :هل يمكننا القول بان معرض بغداد معافى اليوم قياسا بالسنوات التي تلت العام 2003 ؟اجاب «نعم معرضنا بخير عظيم ،المشاركة تتزايد عاما بعد عام وخاصة بعد العام 2005 حيث تزايد عدد الشركات المشاركة حتى وصل الى العدد (700) مما ضاعف مساحة اماكن العرض حتى وصلت الى (11500 م2) مسقف داخل الاجنحة و(7955 م2) للعرض المكشوف مايشكل ضعفي العام الماضي».

*واين يقف المعرض بين المعارض العربية والعالمية؟
«الحمد لله معرض بغداد الدولي بات يضاهي المعارض العربية والعالمية والتي نتمتع بعلاقات طيبة معها ونحن اعضاء في الاتحاد الدولي للمعارض وعضوية العراق تمتد للخمسينيات من القرن الماضي».

*هل يشهد معرض بغداد الدولي عقد اتفاقات او بروتوكولات تجارية وهل تقيمون معارض للدول على ارضكم؟
«عادة ماتشهد ايام المعارض عقد اتفاقيات وابرام العقود كما شهد العام الماضي بالنسبة لقطاعي الصناعة والكهرباء حيث ابرمت وبرعايتنا عقود مع الشركات المعنية للخطوط الانتاجية والمواد الاولية ،اما المعارض الثابتة فلدينا جناح دائم لايران واشبه بالدائم لسوريا ومصر وهذه المعارض تعتمد في اقامتها على المسوقين وتجدر الاشارة الى ان الربيع العربي الذي مر ببعض الدول العربية اثر على انتظام اقامة المعارض العربية «.

*وهل هناك معارض شبيهة في محافظاتنا الاخرى عدا بغداد؟
«نعم هناك معارض خاصة بالمحافظات كما في محافظة البصرة وميسان والنجف وكربلاء لكنها لاتصل الى مستوى معرض بغداد وهذه المعارض تقام ايضا حسب امكانيات المسوقين ،اما معرض اربيل الدولي فيعتبر من المعارض المتقدمة«.

*وماهو الجديد في معرض العام الحالي ؟
«على مستوى العرض هناك مايتعلق بالبناء والانشاء والزراعة ،اما اهم المستجدات فهو مركز الطاقة المتجددة والمستدامة والذي سيوفر الطاقة الكهربائية اعتمادا على اشعة الشمس والموارد المتوفرة مما يعني بعد اكمال هذه المنظمة وعملها حدوث ثورة على مستوى الطاقة الكهربائية «.

وللنفط دائما حصة
جدير بالذكر انه تم الاعلان خلال زيارتنا للمعرض عن أقامة المعرض التجاري السادس عشر للدول الاعضاء في منظمة التعاون الاسلامي تحت شعار( نحو تكامل اقتصادي بين الدول الاعضاء في منظمة التعاون الاسلامي ) خلال شهر نيسان المقبل وعلى ارض معرض بغداد الدولي ،كما تم انتخاب المهندس هاشم محمد حاتم مدير عام شركة المعارض والخدمات التجارية العراقية رئيسا للاتحاد العربي للمعارض والمؤتمرات الدولية .
جناح وزارة النفط الذي يعتبر من الاجنحة المهمة في المعرض حيث يشكل فرصة لفتح آفاق علاقات واتفاقات مع الشركات وممثلي الدول العربية والاجنبية ،توزع ممثلي الشركات والتشكيلات التابعة للوزارة على مساحة المكان ،هناك التقينا بالسيد كريم الجنديل مدير اعلام شركة نفط ذي قار والذي تحدث عن مشاركة الشركة في المعرض فقال « هي المشاركة الثانية لشركة نفط ذي قار بعد ان استحقت لقب شركة عامة استخراجية بتخويل من وزارة النفط الاتحادية ،الشركات الاستخراجية مهمتها الاساسية استخراج وانتاج النفط الخام وهذا يأتي احيانا باعماق 3 الى 4 كيلو متر تحت الارض وينتج منها الخام العراقي ،لوزارتنا جناح خاص سنويا في معرض بغداد الدولي تجتمع فيه جميع الشركات المنظوية تحت لواء الوزارة ومنها شركتنا التي تبلغ طاقتها الانتاجية (200) الف برميل يوميا من حقلي الناصرية والغراف «.ويضيف « مشاركتنا في المعرض تتيح لنا تبادل واكتساب الخبرات من الشركات التي تشارك في المعرض سواء كانت نفطية ام صناعية منها من خارج العراق كالشركات الاماراتية والكويتية والسعودية التي ترغب في عقد مشاريع عمل او تبادل الخبرات مع شركات وزارة النفط فالخبرة العراقية حاضرة ومتميزة منذ خمسينيات القرن الماضي حيث بدأ انتاج النفط في حقول باباكركرفي كركوك والرميلة في البصرة حين بدأ العراق يتعامل بطرائق الحفر والاستخراج والتصفية والتكرير والتسويق ،في العام الماضي وخلال مشاركتنا في المعرض عقدنا اتفاقات وبروتوكولات مع الشركات السعودية خلال زيارة وزير الطاقة السعودي للمعرض «.وفي قسم شركة مصافي الجنوب تحدث الينا مدير اعلام الشركة السيد هيثم باهض خضير فقال «المشاركة في المعرض فرصة للاعلان عن الشركة ومنتوجاتها ، نحن اولا نعتبر المشاركة بمثابة مرآة للشركة ونحاول التعريف بها فهي من الشركات المتميزة في تشكيلات وزارة النفط وتحصلت على جوائز للتميز ،وثانيا نعلن هنا عن منتوجاتنا فنحن على سبيل المثال ننتج اجود انواع الدهون ،اذا المشاركة في المعرض هي اعلان وترويج».
السيد رائد محمد عبد الرزاق الحيدري مدير قسم العلاقات والاعلام في شركة المشاريع النفطية يتابع « هذه هي المشاركة الخامسة لشركتنا في المعرض وهو ليس تسويقيا بل مكانا لعرض المهارات والخبرات والتخصصات للشركات المحلية والعربية والاجنبية ،الخبرة تتحرك عن طريق اعلان عمل الشركات من خلال المنشورات الدعائية التي تقدم نبذة مختصرة عن هذه الشركات وماتقوم به من اعمال وماهي الاعمال التي نفذتها واخرى قادرة على تنفيذها «، ويضيف « المعرض مناسبة للتعريف بامكانات وزارة النفط بشكل عام وشركاتها بشكل خاص وعرض منتجاتها على الجمهور وماتقوم به من اعمال وهذه الفرصة غير متاحة في حدود العمل فقط وبالتالي فهي فرصة جيدة جدا للاحتكاك بالمواطن العراقي لنوضح اعمال شركاتنا كي نساهم في القضاء على الاشاعات السلبية التي تتناول قضية النفط في بلدنا ،كذلك التعريف بعمل المصافي والمحطات النفطية والمستودعات وبيع وشراء المنتجات النفطية «،ويختم « نحن نعقد مؤتمرات وندوات مع المؤسسات شبيهة العلاقة ،مع الجامعات وكيفية الاستفادة من بحوث الطلبة في الصناعات النفطية ،شركات جولات التراخيص تزور المعرض بين فترة واخرى ،كذلك اعضاء سفارات دول هذه الشركات مثل الصينية والبريطانية والفرنسية والكورية والهولندية وفي الآونة الاخيرة توسعت هذه الزيارات «.

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة