قتيلان إسرائيليان مقابل 231 فلسطينيا
متابعة ـ الصباح الجديد:
تواصل امس الثلاثاء تبادل إطلاق الصواريخ الفلسطينية من غزة، والضربات الاسرائيلية على القطاع ، الامر الذي يحتمل ان يطيل أمد هذه المواجهات التي تعد الأخطر منذ 2014 وتعيد شبح حرب جديدة.
وتفيد حصيلة جديدة أن أربعة فلسطينيين قتلوا في المواجهات التي أسفرت عن سقوط قتيل واحد وعشرات الجرحى في الأراضي الاسرائيلية. وقالت الشرطة الاسرائيلية إن الرجل الذي قتل في اسرائيل فلسطيني، موضحة أنها تدقق في أسباب وجوده في عسقلان.
ومنذ بعد ظهر الإثنين أحصى الجيش الاسرائيلي حوالي 400 صاروخ اطلقها فلسطينيون، وشن ضربات انتقامية على حوالي 150 موقعا لحركتي حماس وحليفتها الجهاد الاسلامي.
وتبنّت كتائب القسام مساء الاثنين اطلاق الصواريخ في بيان أعلنت فيه «بدء قصف مواقع ومغتصبات (مستوطنات) العدو بعشرات الصواريخ، ردا على جريمة الامس»، في إشارة إلى عملية للقوات الخاصة الاسرائيلية في القطاع امس الاول الإثنين.
ويأتي هذا التصعيد بعد أشهر من التوتر الذي يثير مخاوف من نشوب حرب رابعة خلال عشرة أعوام، بين اسرائيل وحماس التي تسيطر على القطاع المحاصر والواقع بين الدولة العبرية ومصر والبحر المتوسط.
ولا يمكن التكهن إن كان هذا التصعيد الذي استمر لفترة أطول من حوادث سابقة، سيتراجع أم أنه سيستمر ويحبط بذلك الجهود التي تبذل منذ أسابيع لتجنب مواجهة جديدة.
وتبادل الجيش الاسرائيلي وكتائب عز الدين القسام التحذيرات. ودوت صفارات الإنذار طول مساء الإثنين وفي جزء من الليل في البلدات الاسرائيلية الواقعة حول قطاع غزة، ما دفع سكانها إلى التوجه إلى الملاجئ. وأغلقت المدارس امس الثلاثاء في عدد من البلدات ودعي السكان إلى عدم الابتعاد عن الملاجىء.
وقال ناطق باسم الجيش اللفتنانت كولونيل جوناتان كونريكوس إن الجيش الاسرائيلي حشد تعزيزات ووسائل كبيرة ونشر عددا إضافيا من البطاريات المضادة للصواريخ. وشاهد صحافي من وكالة فرانس برس دبابات تنقل باتجاه قطاع غزة في مشهد معتاد في فترات الاستنفار.
وصرح كونريكوس للصحافيين «نحن مستعدون لزيادة جهودنا ضد المنظمات الإرهابية».
وذكرت وسائل الإعلام أن رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو سيعقد اجتماعا لحكومته الأمنية المصغرة التي تقوم بمناقشة أكثر القضايا حساسية.
وأكد الموفد الخاص للأمم المتحدة نيكولاي ملادينوف أنه يواصل العمل مع مصر المجاورة لإبعاد غزة عن «حافة الهاوية». وقال إن «تصعيد الساعات ال24 الأخيرة بالغ الخطورة وغير محسوب».
وذكرت فرق الإسعاف أن عشرات الاسرائيليين أصيبوا بجروح طفيفية خصوصا بسبب شظايا.
وأكد الجيش الاسرائيلي أن معظم الصواريخ سقطت في مناطق غير مأهولة، لكن بعضها أصاب مبان مباشرة يقع أحدها في عسقلان.
وقالت وسائل الإعلام إنه تم انتشال سيدة في حالة حرجة. وبعد ذلك أعلنت فرق الإنقاذ أنها عثرت في الأنقاض على جثة رجل لم تعرف هويته لكن تبين أنه فلسطيني ويبدو في الأربعينات من العمر.
واندلعت دوامة العنف امس الاول الإثنين بعدما أصيب جندي اسرائيلي بجروح خطيرة اثر صاروخ مضاد للدروع أطلق من قطاع غزة على حافلة إسرائيلية قرب كيبوتز كفر عزة غير البعيد عن شمال القطاع. وذكرت فرق الإنقاذ أن الجندي البالغ من العمر 19 عاما في وضع حرج.
وبعد إطلاق هذا الصاروخ الذي تبنته كتائب القسام، بدأ الجيش الاسرائيلي الذي لم يؤكد أن الحافلة كانت تقل جنودا، قصف غزة بينما أطلق الفلسطينيون الصواريخ.
بدورها، أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية في غزة مقتل أربعة فلسطينيين وإصابة تسعة بجروح في الضربات الإسرائيلية.
ودمّرت غارة إسرائيلية امس الاول الاثنين مبنى «قناة الاقصى» التلفزيونية التابعة لحركة المقاومة الاسلامية (حماس) وفندقا يضم مكاتب لأجهزة الأمن في وسط مدينة غزة.
وبرّر الجيش الاسرائيلي تدمير مبنى القناة بالهجمات الصاروخية التي استهدفت إسرائيل. وقال في بيان إن قناة الأقصى «هي ملك حماس وأداتها».
وأضاف أن القناة «تساهم في التحركات العسكرية لحماس وخصوصاً عبر بث رسائل عملانية للناشطين وعبر الدعوة علنًا إلى أعمال ارهابية ضد إسرائيل وتوضيح كيفية تنفيذ هذه الأعمال الإرهابية».
ويشهد قطاع غزة ومحيطه منذ نهاية آذار توترا بين اسرائيل وحماس وحلفائها أدى في مرات عدة إلى أعمال عنف واسعة لكن تراجعت حدتها خلال ساعات.
وجرت مواجهات جديدة الأحد الماضي بعد توغل في إطار عملية للقوات الخاصة الاسرائيلية في القطاع باءت بالفشل على ما يبدو، وقتل خلالها ضابط إسرائيلي وسبعة فلسطينيين أحدهم قيادي محلي في كتائب القسام.
وقالت اسرائيل إن هدف العملية في غزّة كان «جمع معلومات استخباراتية وليس عملية اغتيال أو خطف». وقال المتحدث العسكري رونين مانليس في بيان الإثنين إنّ «المهمة لم تجر كما كان مخططاً لها وأدت إلى الاشتباكات».