أحلام يوسف
عدد ليس قليل من الافراد الذين التقيتهم وحدثوني عن التغيير الذي طرأ على شخصياتهم، وقلبها 360 درجة “إيجابا”، وكان المؤثر والمغيّر، كتاب كيف تكسب الأصدقاء لديل كارنيجي، المؤلف الأميركي، ومطور الدروس المشهورة في تحسين الذات، ومدير معهد كارنيجي للعلاقات الإنسانية.
يتحدث كارنيجي في هذا الكتاب عن أسس التعامل مع الاخر، واسس تعزيز الثقة بالنفس وقوة الشخصية، وقسّم الكتاب الى خمسة أجزاء، القواعد الأساسية في معاملة الناس، وسبع طرق لكي تجعل الناس تحبك، وطرق كسب الناس في طريقة تفكيرك، وكيف تكون أفضل؟
هناك الكثير من الاشخاص وخاصة النساء بحكم طبيعة المجتمع، يعانين من ضعف بشخصياتهن، ولا يعرفن كيفية التخلص من هذا الضعف، وكيف السبيل الى تعزيز ثقتهن بأنفسهن. وبناءً على ما ذكرناه ببداية الحديث، فإن قراءة الكتب احدى الوسائل التي تعزز وتقوي من الشخصية، وذلك يعتمد بالطبع على طبيعة الكتب وطبيعة المواضيع المتناولة فيها، يقول “إيهاب محيي” الباحث بعلم الاجتماع:
قراءة الكتب بصورة يومية بغض النظر عن طبيعتها، من أسلم وأسرع الوسائل لتغيير الشخصية نحو الأفضل، فالقراءة تطلعنا على عوالم جديدة، وقصص وحكايا تاريخية قد نجهلها، او نكون قد قرأناها بالمنهج الدراسي، لكنها لم تشدنا مثلما تشدنا الاحداث بقراءة كتب خارج المنهاج الدراسي، مع الاخذ بعين الاعتبار طبيعة تلك الكتب.
ويتابع: ان نقرأ قصص الحب والقصص الخيالية فذلك يساعدنا على تنشيط خيالنا، ومعرفة بعض الأساليب وطرق التعامل ببعض المواقف، بصورة مغايرة لما كنا نعتقد او نعمل عليه. فالكتاب أفضل وسيلة لمن يبحث عن تغيير شخصيته بنحو إيجابي، بعد ان لمس بعض السلبيات فيها. ملاحظة، من يقرر هذا شخص إيجابي بالفعل، لأنه اعترف امام نفسه بعيوبه وقرر التخلص منها.
الكتب، مصدر الحكمة، لذلك فان عدد ما نقرأه يتناسب طرديا مع مقدار الحكمة المكتسبة، لكن، هل ان قراءة الكتب السبيل الوحيد لبناء شخصية قوية وواثقة؟ يقول عمار عيدان “مدرب رياضي”: ممارسة الرياضات بجميع أنواعها الصعبة منها والخفيفة، ومن جملتها الرقص، وحتى الطهي، واللتان تعدان من الهوايات الترفيهية او الرياضات الترفيهية، فهي تنمي الجوانب النفسية والبدنية والعاطفية لدى من يمارسها. ولا بأس من تعلم رياضات أخرى غير تلك التي اعتدنا عليها واستسهلنا ممارستها، خاصة اليوم، مع زيادة النوادي الرياضية، وتوفير المستلزمات الضرورية لممارسة عدد من الهوايات الرياضية.
تقول بعض الدراسات ان النوم المبكر والنهوض باكرا يساعد على تنشيط خلايا المخ، وبالطبع فان ذلك يساعد على ان نكون بمزاج عال، واقبال على يومنا بصورة جيدة، وهذا يدفعنا الى ممارسة اعمالنا بجهد أكبر، واتقان اعلى، والحالتان تعززان من الثقة بالنفس، التي هي أساس بناء الشخصية.
مها العبودي الباحثة بعلم الاجتماع تركز على الروتين في حال كنا نريد تغيير شخصيتنا نحو الاحسن، اذ تقول: تغيير الروتين، يساعد على كسر الروتين، وتغيير المألوف، يساعد على تغيير الشخصية، تلك معادلة غير قابلة للتفنيد، قد يجد البعض صعوبة في ذلك، لكن علينا تدريب أنفسنا على اللوائح، كتابة لائحة بالأعمال التي اعتدنا القيام بها، وبالمقابل ما علينا ان نقوم به لكسر الروتين الذي دوناه عليها، هناك تحد للنفس في هذا الامر، فان كسبت التحدي، فذلك سيغير من حالتك النفسية وشخصيتك بصورة جميلة قد تستغربها انت نفسك.
وأضافت العبودي ان التغيير ليس بالضرورة ان يكون دائما، فالمهم ان نكسر الروتين لمدة من الزمن، فذلك يساعد على إعادة ممارسة “الروتين السابق”، لكن بإقبال أكبر.
بناء الشخصية يعتمد على عوامل عدة تبدأ من العائلة ومن ثم المدرسة، وتنتهي بالفرد نفسه، فالأب والام اللذان يمتلكان من الثقافة والوعي والمهارات حتى ولو شيئا بسيطا، يعرفان تماما التصرف الصحيح والسليم مع أبنائهم، ويعرفان ردود الأفعال الصحيحة تجاه أي فعل يمارسه الابن او البنت، وبالتالي سيخرج الى المجتمع بشخصية متزنة، وواثقة، قد تتعزز أكثر من خلال ما يمر به من احداث واشخاص في مراحل حياته.
نكسب الأصدقاء بمزيد من الثقة
التعليقات مغلقة