جمهور.. وهتافات

يسمونه اللاعب الثاني عشر، روح المباريات وملحها، بدونه لاتكتمل المتعة وتتوارى الاثارة ، لحن من الحان السيمفونية الكروية ان لم يكن اجملها، على ايقاع اغانيه واهازيجه تتراقص الكرة بين اقدام اللاعبين، انه جمهور كرة القدم وعاشق سحرها، تتغنى الفرق والمنتخبات وتتفاخر بجمهورها الى حد ان هناك تمايز واختياركل موسم كروي لافضل جمهور وخاصة في ملاعب أوروبا بالاضافة الى دول اخرى كاليابان مثلا ، ومع الأسف فان صوت نشاز يتردد في المدرجات قد يقلب صورة الجمهور الجميلة ويعتم مضمونها.
ماحدث قبل ايام في ملعب «عمر حمادي» بالعاصمة الجزائرية خلال إياب الدور 32 لكأس العرب للاندية الابطال بين فريق نادي القوة الجوية ومستضيفه اتحاد العاصمة الجزائري يدعو للخجل والاسف، فلطالما كان الجمهور الكروي قيمة صافية لا تشوهها الاعيب السياسة، ولا المفاهيم البالية المتخلفة التي تخرج عن منطق الرياضة كرسالة محبة والفة وسلام بين شعوب الارض ، وعندما تنطلق الاصوات النشاز كاسطوانة مشروخة فانها تعكر المزاج وتستفز نفسية اللاعب وتنعكس بالسلب حتى على الفريق الذي تشجعه هذه الاصوات المقيتة ،عبارات وصرخات بعيدة عن الروح الرياضية، بعيدة عن روح التآخي التي يفترض حضورها في هكذا مباريات كونها تهدف للتعاون والتلاقي بين الفرق العربية، ما الفائدة من هذه الهتافات البالية سوى الاستفزاز والقرف والاحباط فملعب الكرة ياسادة ليس ساحة سجال سياسية او عرقية او طائفية بل هو روض للمحبة والسلام وتأكيدا لدور كرة القدم والرياضة عموما في لملمة ماتبعثره السياسة وتحصده الحروب، كرة القدم اليوم هي بيضة القبان لالآم ومآسي الانسانية ، ويبدو ان جمهور اتحاد العاصمة الجزائري اراد ان يؤكد قيم التخلف والجاهلية في مقابل الرقي الذي يسود ملاعب العالم ويؤكد ثقافته ،وهنا من حقنا ان نتفاخر ونحن نذكر هذا الجمهور كيف استقبل جمهورنا فريق اتحاد العاصمة في ملعب كربلاء الدولي يوم الثامن من آب المنصرم في لقاء الذهاب امام القوة الجوية، لم يكتف جمهورنا بهتافات الترحيب للفريق الضيف فقط، بل هتف بالتحية لدولة الجزائر وشعبها وهذا ما انعكس على وجوه بعض لاعبي اتحاد الجزائر خجلا عندما قرر فريق القوة الجوية الانسحاب في مباراة الاحد الماضي، ومن حقنا ايضا ان نذكر هذا الجمهور بوقوفنا مع منتخبهم حين خاض غمار مباريات مونديال البرازيل 2014، وكأن منتخبنا هو من كان يلعب في ذلك المونديال، تلك اخلاق جمهورنا الذي ضرب اروع الامثلة باستقبال الفرق والمنتخبات التي تلعب على ملاعبنا.
ومع ردود الافعال العراقية المشروعة ضد هذه التصرفات اللامسؤولة فاننا ننصح الاشقاء في الجزائر ان يشاهدو الافلام الخاصة بالجمهور الياباني وهو يشجع منتخب بلاده خلال مونديال روسيا الكروي، ثم وبغض النظر عن نتيجة تلك المباريات فانه يقوم بتنظيف الملعب بعد انتهاء مباريات منتخبه وعندما سئل الجمهور الياباني عن ذلك التصرف علق :أنها ثقافة شعب، او ان يتابعو مباريات النادي الالماني بروسيا دورتموند وكيف يتحول ملعب النادي (سيغنال ايدونا بارك ) بجمهوره العريض للوحة جميلة عنوانها الرقي وهو يشجع فريقـه طـوال وقـت المبـاراة.
سمير خليل

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة