أمير الحلو
سررت ، ونادراً ما أكون مسروراً بسبب (فيض السعادة)، بصدور قرار من أمانة العاصمة بأيقاع عقوبات وغرامات مالية كبيرة عند أرتكاب المخالفات من قبل شخص أو مجموعات، وقد وجدت أن القائمة طويلة تشمل كل ألامور التي تحدثنا عنها طيلة السنوات السابقة وكانت ألمؤسسات الرسمية ترد علينا بشدة مؤكدة قيامها بكل واجباتها ، وقد تهددنا بأحالتنا الى المحاكم المختصة بتهمة ألتشهير مؤكدة أنها تقوم بواجباتها على الوجه ألاكمل وتعدنا متحاملين وغير منصفين، لذلك فأن المفرح حقاً أن نجد كل الذي كتبناه وردت كحالة تعترف بها الدوائر الخدمية وتنذر مرتكبيها بالعقوبات المشددة، في حين كان من الممكن متابعة ما نكتبه عن ظواهر سلبية من طرفي العلاقة وهما المواطن وأجهزة الدولة المختصة ، وأتخاذ ألاجراءات القانونية بحق المخالفين منذ البداية، فالذي يرمي النفايات في الشارع أو يضع مواد البناء وأجهزتها في منتصف الطريق حتى تتحول الى مرتع للجرذان والقطط في مظهر سلمي فكل يبحث عن طعامه المفضل وهو وفير في تلال النفايات ولا حاجة لأثارة (ألصراعات الجانبية)!!
وقد أصبحت هذه الظاهرة متفشية الان بعد بداية بسيطة لم تجر معالجتها في حينه ثم تطورت لتصبح ممارسة يومية وقد كتبت مرة أن دارنا تقع أمام أول (زبالة على اليمين) في الشارع، ولكني وجدت خطا بألوان داكنة على الحائط وتشويهه تحذر مرتكبي هذه المخالفة بـ(الرزالة) كما ورد في أحدها وأن الجاني سيقع في المصيدة بسبب وجود كاميرات مراقبة ستكشفهّ، ولكن المفارقة وبعد صدور التحذير والتهديد بالعقوبات أن كمية النفايات قد زادت ولم يواجه أحدهم الرزالة أو الغرامة! فقد استمر المحترفون على نهجهم لأدراكهم بأن العقوبات غير جدية وهذا ما حصل فعلا.
أما الجانب الاخر من التعليمات فيشير الى العقوبات الحازمة بحق الصبيان الذين يقودون سيارات آبائهم الفارهة والعديدة ويرتكبون حماقات السرعة والسير بالاتجاه المعاكس وإصدارأصوات (نفاثة) من سياراتهم ورمي العلب وكل أنواع الرفاهية الزائفة من شبابيك سياراتهم النظيفة، وهنا لا أريد أن أكون متجنياً بدليل أن ألامانة تعرفها وهددت بالعقاب، ولكن سؤالي وبرغم حداثة القرار: كم من الحالات حصلت منذ صدوره مع وجود حالات صراع (سلطوي) بين ألاجهزة الرسمية وأولاد المسؤولين ومرافقيهم ومنها (عذابات) رجال المرور من السيارات الانيقة والسريعة والتي تسير عكس السير؟ لذلك يضطر رجل المرور الى اصطياد من لا يضع حزام ألامان …فقط.
أن كل المطلوب هو حماية الرجال المسؤولين عن تطبيق التعليمات فقد يتعرضون للاعتداءات عند قيامهم بواجباتهم! لذلك فأننا أمام مفترق طرق ، فأما الاستمرار في الفوضى الموجودة في الشوارع أو لا حاجة لأصدار مثل هذه التعليمات!!