أماديوس تاريخ لعبقرية موسيقية في تاريخ السينما

بغداد- الصباح الجديد:

أماديوس، فيلم موسيقي من إنتاج عام 1984 من إبداع المخرج ميلوش فورمان.
قصة الفيلم مبنية على رواية الكاتب بيتر شافر، والتي تحكي قصة حياة فولفغانغ أماديوس موزارت، وأنتونيو سياليري، الموسيقاران اللذان عاشا في فيينا، النمسا خلال النصف الأخير من القرن الثامن عشر.
ترشح الفيلم لثلاث وخمسين جائزة، فاز بأربعين منها وتشمل ثماني جوائز أوسكار وأربع جوائز غولدن غلوب. وفي عام 1984، قيم معهد “الفيلم الأميركي” فيلم أماديوس بالمركز (53) من أفضل مائة فيلم في تاريخ السينما.
فولفغانغ أماديوس موزارت (27 يناير 1756 – 5 ديسمبر 1791) ولد في 27 يناير 1756 في سالزبورغ بالنمسا.
مؤلف موسيقي نمساوي يعد من أشهر العباقرة المبدعين في تاريخ الموسيقى برغم أن حياته كانت قصيرة، فقد مات عن عمر يناهز الـ 35 عاماً بعد أن نجح بإنتاج 626 عملا موسيقيا.
قاد أوركسترا وهو في السابعة من عمره، ولم يمش في جنازته سوى خمسة أشخاص فقط ليس من بينهم زوجته، لأن الجو كان شديد البرودة في تلك الأوقات في هذه المنطقة.

سيرته
رزق ليوبولد وزوجته آنا ماريا موزارت بولدهما اماديوس، وحينها لم يعلما بأنه سوف يصبح نابغة من نوابغ الزمان. له أخت واحدة وتسمى “نانيرل” (1751-1829م). تم تعميده في اليوم التالي لميلاده بكنيسة روبرتس.
والده كان مفوضاً لإدارة الأوركسترا لدى رئيس الأساقفة في سالزبورغ، ويعد مؤلفاً موسيقياً ثانويا، كما كان معلماً خبيراً، ففي العام الذي ولد فيه كان والده قد ألف كتاباً ناجحاً عن آلة الكمان، ولم يتعلم موزارت في حياته سوى الموسيقى، وكانت أسرته فقيرة، لذلك لم يعالجوه من الفشل الكلوي أو الحمى.
حينما بلغت نانيرل السابعة، شرع والدها في تعليمها دروساً في العزف على لوحة المفاتيح، في حين ينظر اماديوس إلى الآلة بافتتان، وهو في الثالثة من عمره، وقد صرحت أخته أنه في تلك السن “كان يقضي وقتاً طويلاً على آلة الكلافير (كيبورد) يعزف الأثلاث، وقد كان يعزف شيئاً جيداً وهو مستمتع”.
وأضافت: “في السن الرابعة، أخذ والده يعطيه دروساً موسيقية كما لو أنها ألعاب، وهكذا استطاع تدريبه على عزف مقطوعات على الكلافير في بضع دقائق، فكان يعزف بانطلاق في دقة عظيمة، منضبطاً في الإيقاع.
وفي سن الخامسة بدأ تأليف قطع موسيقية، والتي كان يعزفها لوالده الذي يدونها على الورق”. ومن تلك المقطوعات Andante (K. 1a)و Allegro in C (K. 1b).
يقال ان موزارت كان مرهف الإحساس وقلبه رقيقا جداً، وكان يعشق النساء، فعندما أحيا حفلاً أمام ملكة إيطاليا قام بتحيتها وقبلها في عنقها، وكان يقبل أي امرأة تصادفه، حتى الخادمة كان يقبلها.

عبقريته
• بدأ موزارت ممارسة العزف في سن الرابعة.
• في سن السادسة بدأ بالمشاركة في الحفلات.
• في سن السابعة شارك موزارت في جولة موسيقية جابت أوروبا مع أسرته.
في سنوات طفولته قامت عائلته بعدة رحلات إلى بلدان أوروبية، حيث بدا موزارت وأخته كما لو أنهما عباقرة صغار.
بدأت الرحلة بعرض في ميونيخ سنة 1762 كذلك في براغ وفيينا برفقة أبيهم الموسيقي ليوبولد موتسارت (1789-1719).
قابل موزارت في هذه الرحلة العديد من الموسيقيين، لكن أكثرهم تأثيراً كان يوهان كريستيان باخ في لندن سنة 1765 في أثناء هذه الرحلة، وتحديداً في إيطاليا، كتب موزارت أول موسيقاه.

أعماله
برع موزارت في جميع أنواع التأليف الموسيقي تقريباً، منها 22 عملاً في الأوبرا و41 سيمفونية.
اتسمت كثير من أعماله بالمرح والقوة، كما أنتج موسيقى جادة لدرجة بعيدة، من أهم أعماله السيمفونية رقم 41 (جوبيتر)، ودون جوفاني، والناي السحري، وكوزي فان توتي، و 18 كونشرتو للبيانو وآلات أخرى منها كونشرتو للكلارينيت.

وفاته
بعد عدم توفر المال الكافي تدهورت أحواله الصحية كما المادية، إلى أن جاء شخص مجهول الهوية متنكراً إلى موزارت، ويعتقد بعض المهتمين بحياة موزارت بأن ذاك الرجل المجهول هو المؤلف أنطونيو ساليري، الذي كان يحقد عليه، وقد جاء إليه عارضاً مبلغاً كبيراً من المال، مقابل أن يؤلف له موسيقى القداس الجنائزى (ريكويم) Requiem وقد وافق موزارت، وبدأ بالتأليف.
توفي يوم الخامس من كانون الاول ديسمبر 1791 بمرض الحمى، ولم يكن قد انتهى من تلحين الجناز، ويقال بأن أحد طلابه قام بتكملة القداس الجنائزي.
دفن بإحدى ضواحي العاصمة النمساوية فيينا، في مقبرة سانت ماركس في السابع من كانون الثاني/ ديسمبر.
بعد عدة قرون أصبحت موسيقى وصور موزارت تزين شوارع مدينة سالزبورغ. وفي عام 1984 انتج فيلم عن حياة موزارت، وفيه يدعم الشائعات التي تقول أن سالييري كان سببا في موت موزارت.
قام الممثل Tom Hulce في دور موزارت، والممثل F. Murray Abraham في دور ساليري.

اكتشاف سر وفاة موزارت
المرض الذي أصيب به موزارت في أواخر أيامه، كان سببا في وفاته، حسبما ذكرت الدورية الطبية، بناء على الدراسة التي أجراها باحث هولندي على رأس فريق بحثي في جامعة أمستردام. فقد تفشى مرض التهاب البلعوم في مدينة فيينا حيث كان يعيش الموسيقار الكبير عام 1791 وأدى إلى وفاة الكثيرين طبقاً للسجلات الرسمية للمدينة، وتتطابق أعراض هذا المرض، مع الأعراض التي عانى منها موزارت قبل وفاته، لذا فمن المرجح أن يكون هذا هو المرض الذي تغلب عليه في النهاية.
وعانى موزارت حسب أقوال معاصريه من التهاب وحمى، تبعهما تورم شديد في منطقة الحلق، وتلا ذلك تشنجات وطفح جلدي، وكل هذه الأعراض تنطبق على مرض التهاب البلعوم الذي يمكن أن يؤدي في النهاية إلى التهاب شديد في الكلى ثم الوفاة. وذكرت زوجة أخيه صوفي هايبل أن الالتهاب في حلق موزارت كان شديدا، بحيث أنه لم يكن يستطيع تحريك رأسه حتى في السرير، لكنه لم يغب أبداً عن الوعي، ولم يفقد ذهنه الصافي أبدا.

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة