مناقشة مرض الصرع وتحديد أنواعه بواسطة التخطيط الدماغي لتوفير العلاج السليم

في كلية الطب بجامعة البصرة

البصرة – سعدي السند:

بحثت ندوة في كلية الطب بجامعة البصرة نتائج التغيرات الدماغية لدى مرضى الصرع التي تحدث خلال فترة نوبات الصرع في محافظة البصرة لطالبة الدراسات العليا سرور محمد دهيم .
وناقش البحث قياس حساسية التخطيط الدماغي في تشخيص وتحديد التغيرات المختلفة في انواع اضطراب الصرع المتعددة بواسطة التخطيط الدماغي والمساعدة في تحديد انماط مرض الصرع والتي يمكن ان تدعم الخدمات في الرعاية الصحية في توفير المعالجة السليمة للمرضى وتقييم عدد الحالات المصحوبة بتغيرات التخطيط الدماغي في المرضى الجدد الذين يعانون من اضطراب الصرع في البصرة,
واستنتجت الباحثة وجود فرق التخطيط الدماغي بين المرضى الذين يعانون من حالات الصرع والاشخاص الاصحاء كمجموعة مراقبة حيث ظهر التخطيط الدماغي طبيعيا في المجموعة المراقبة في حين كان التخطيط شاذآ عن الطبيعي في 69 مريضا وطبيعيا في 41 مريضا وتوزعت هذه التغييرات بنسبة 34.5% تغييرات بؤرية و 28.2% عامة واظهرت النتائج ان الفحص ذو حساسية 62.7% وخصوصية من 100% في مدينة البصرة ,
واوصت الباحثة باجراء دراسات مشابهه في جميع مناطق العراق لعمل قاعدة بيانات حول المرض والجهاز وللمقارنة بين نتائجهم واوصت ايضا باستعمال الوسائل المتقدمة مثلا فيديو التخطيط الدماغي , التخطيط الدماغي المستمر والرنين المغناطيسي الوظيفي واستعمال عينة ذات حجم اكبر من الدراسة الموصى بها واستعمال التخطيط الدماغي لفترات اطول لمدة تتراوح بين 24 ساعة و 72 ساعة مع متابعة المرضى لالتقاط أي تشوهات تحدث خلال اوقات مختلفة من اليوم.

مرض الصرع بشكل عام
والصرع هو أحد الأمراض المزمنة التي تصيب الدماغ، ويكون على شكل تشنّجات، نتيجة تكوّن موجات كهروكيميائيّة تؤثر على عمل الدماغ، ممّا يتسبب بخلل ما، كاضطراب حسي، أو تشنج عضلي، أو حتى الإغماء، وتستمرّ الأعراض لدقائق ثمّ تختفي، وتختلف من شخص لشخص آخر بحسب المراكز المتأثرة من الدماغ.
وقد اعتقد قديماً أن الصرعَ نوع من الجنون، أو المس ، واستعملت طرق الشعوذة وطرد الجن لعلاجه، بالطبع هذا ليس له أساس علمي وغير صحيح، فهو ليس مساً ولا جنوناً، فنابليون بونابرات القائد الفرنسي الشهير، ونوبل صاحب الجوائز العالميّة في شتى التخصّصات كانا مصابين بالصرع.
وأسباب الإصابة بالصرع تعود لعدة عوامل تحدث تغيّراً في تواصل الأعصاب فيما بينها، وبالتالي نوبات الصرع ومنها التعرّض لضربة مباشرة في الرأس كالتعرض لحادث وعيب خلقي كوجود تشوّه في الدماغ والتهاب السحايا و نقص بعض المواد الغذائيّة مثل السكر، أو أملاح الكالسيوم أو المغنيسيوم والتسمّم ونقص الأكسجين أثناء الولادة و هزّ الأطفال بعنف و خلل في عمليّات الأيض و الإصابة بالحمى الشديدة في مرحلة الطفولة وتوقف وصول الدم للدماغ بسبب الإصابة بجلطة قلبيّة، أو سكتة دماغيّة.
وهناك نوعان من الصرع، وهما صرع جزئي وهو الصرع الناتج عن إصابة في مركز معيّن من مراكز الدماغ، وتختلف أعراضه بحسب المركز المصاب و صرع عام وينقسم إلى نوعين: الصرع الكبير ويفقد المصاب وعيه تماماً، فيسقط، وبالتالي هي خطرة في حال تسبّبت في سقوطٍ خطرٍ للمصاب، كالسقوط من مكان عالٍ، وتستمر لدقائق، وفي الغالب ينام المصاب بعد زوال النوبة والصرع الخفيف يصبح فيه لون الجلد شاحباً، ويفقد المصاب وعيه جزئيّاً، ولكنه يبقى قادراً على السيطرة على عضلاته وبالنسبة لعلاج الصرع هناك عدة طرق لعلاج الصرع، وهي: العقاقير المضادّة للتشنج و في الغالب يتمّ إعطاء المريض دواءً مضاداً للتشنج للتحكّم في نوبات الصرع والتخفيف منها، وهناك من يعانون من أكثر من نوع صرع، وبالتالي يتناولون أكثر من نوع دواء، وليس لهذه الأدوية آثار جانبيّة كبيرة، ويستعملها المرضى لسنوات وهناك الجراحة خيار نادر، ولكنه يستخدم لمن يعاني من نوبات قويّة ومتكرّرة بفاصل زمني قليل و اتباع نظام غذائي معيّن هو أن يعتمد المصاب أسلوبا غذائيا صارما، يحتوي على دهون وكربوهيدرات معقدة، بينما يكون قليل السكريّات، ويسمّى بالغذاء الكيتوني، ويستعمل في الغالب للمصابين من الأطفال، ولكنه يحتاج متابعة شديدة، كما أنّ عليه العديد من المحاذير، فهو طعام غير صحي بما أنّه يحتوي كميات كبيرة من الدهون.

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة