أسواق بغداد ورمضان

أحلام يوسف
منذ أسبوعين او اكثر، بدأ العراقيون بالتحضيرات لموائد رمضان، بشراء المواد الأولية لعدد من الاكلات كالحبوب، والتمر، واللحوم.
وفي أي من أسواق بغداد، يمكنك التعرف ببساطة على مدى اقبال العراقيين على التسوق، وما اذا كان الاقبال على الشراء قد تغير في هذه السنة مثلا ام انه مثل كل عام؟
أبو احمد العجيلي صاحب محل بقالة قال: نعم هناك اقبال، لكن ليس مثل كل عام في هذا الوقت من السنة، لا ادري قد يكون البعض قام بالشراء والتحضير قبل أسابيع عدة، وقام بتخزين بعض المواد، لكن اليوم هناك خمسة اشخاص قاموا بشراء عدة كيلوغرامات من العدس والفاصوليا والرز والشعرية، وواضح انها ضمن استعداداتهم لشهر رمضان الكريم، والدعوات التي يقوم بها العراقيون على مائدة الإفطار.
سهام عبد الله امرأة ستينية كما يبدو عليها، سألناها عما قامت بشرائه فقالت: اشتريت كيلوغرامات عدة من الحبوب، ومثلها تقريبا من من اللحوم الحمر، والدجاج لخزنها في “المجمدة”، لأننا عائلة كبيرة، وفي رمضان بالتحديد، نجتمع كلنا على مائدة الإفطار، إضافة الى دعوات لأقاربنا وازواج بناتي مع أهلهم، وكذلك زوجات اولادي، فرمضان بالنسبة لي هو لم شمل العائلة، بعد ان اخذت الحياة كل واحد منا الى جهة وطريق.
زمان عبد الكريم صاحب محل ملابس سألناه عن حقيقة ان الناس أحيانا يشترون ملابس العيد بداية رمضان، او حتى قبله فقال: نعم عدد من الناس يقدمون على شراء ملابس العيد قبل أسابيع، وفعلا هناك من يشتريها قبل رمضان، لأن باعتقادهم ان الأسعار ستزداد كلما قرب العيد”، فسألته: هل هذا صحيح؟ فأجاب: لا ابدا غير صحيح، لكن الناس لا ادري من اين لهم بهذه الفكرة، فالأسعار تتوقف على سعر الشراء بالجملة، وطبيعي ان يفكر التاجر بالربح، لكن يختلف الربح من محل الى محل اخر، ومن منطقة الى منطقة اخرى.
جمانة محمد جلبت معها عربة تسوق كبيرة، وقد ملأتها بالبضائع، وما زالت تبحث عما يمكن شراؤه، سألتها ان كانت تتسوق استعدادا لرمضان فأجابت: نعم وقد اهلكتني الأسعار، لذلك اضطررت ان اشتري بعض الأغراض بالدفع آجلا، فانا أعيش في بيت زوجي، ولديه ثلاثة اخوة وجميعهم أصحاب عائلات، وقد قسمنا الطبخ فيما بيننا بهذا الشهر، لذلك فعلي ان اجتهد وابتكر وان انوع المائدة.
أكثر ما يميز طقوس رمضان هو الصوم عن الاكل، والغاية الأعظم هي الإحساس بجوع الفقير عسى ان يسهم ذلك بمساعدتهم، والسعي الى القضاء على حالة الجوع في الأقل، طالما ان الفقر مسؤولية الراعي، لكن هل فعلا يشعر الصائم والذي ينتظر اشهى الموائد وقت الإفطار بجوع الفقير، الذي لا يدري ان كان سيفطر على بصلة ام قطعة لحم.

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة