أغانٍ للسلام من إيطاليا إلى سهل نينوى
نينوى ـ خدر خلات:
شاركت نحو 100 سيدة وشابة من شتى مكونات سهل نينوى، قوميا ودينيا، في مهرجان التراث للسلام الذي أقامته منظمة (داك لتنمية المرأة الأيزيدية) بتمويل من منظمة (GIZ) الالمانية وبالتنسيق مع “المنظمة الإيطالية (UPP) جسر الى”.. والذي تضمن فعاليات ثقافية واجتماعية منوعة، لعل من ابرزها انشودة تحت عنوان “اغان للسلام من ايطاليا الى سهل نينوى “، تم فيها دمج اشهر الالحان التراثية للمكونات في لحن واحد بقيادة الموسيقار الايطالي الشهير لوكا مع فرقة موسيقية ايطالية جوالة.
وقالت سوزان سفر، مديرة منظمة داك، في حديث الى “الصباح الجديد” انه “منذ اربعة اشهر بدأنا برنامجا خاصا بتمويل من المنظمة الالمانية (giz) و”المنظمة الايطالية (upp) جسر الى”.. نهدف من خلاله الى ترسيخ وتجسير العلاقات وثقافة التعايش السلمي والتسامح الديني بين شتى مكونات سهل نينوى ومن شتى الانتماءات القومية والدينية، لإزالة اية اثار يمكن ان يكون تنظيم داعش الارهابي قد تركها عقب اجتياحه لسهل نينوى في مطلع شهر آب /أغسطس عام 2014″.
وأضافت “من ضمن برنامجنا هذا، اقيم اليوم في قاعة رومسينو ببلدة بحزاني المجاورة لمركز ناحية بعشيقة (17 كم شمال شرق الموصل) مهرجان التراث للسلام بمشاركة نحو 100 سيدة وشابة من اهالي سهل نينوى، وتضمن المهرجان فعاليات ثقافية واجتماعية وفلكلورية وغيرها، حيث تم اقامة معرض للاكلات الشعبية لابناء سهل نينوى والجميع كان يرتدي الزي التراثي الجميل، في مهرجان جميل اعاد للحضور والمشاركين جزءا من الماضي القريب، حيث التلاحم والتماسك والتآخي كان يسود هذه المنطقة المتنوعة الانتماءات، حيث هنالك ايزيديين، مسيحيين، مسلمين (سنة وشيعة) من ناحية الانتماء الديني، إضافة الى وجود عرب، كرد، تركمان، شبك، كاكئيين”.
وأشارت سفر الى انه “تم عزف مقطوعة موسيقية من قبل فرقة مشخت الايطالية المتجولة بقيادة الموسيقار الايطالي الشهير لوكا وهو عازف عود معروف، حيث تم اداء مقطوعة موسيقية تحت عنوان (من ايطاليا الى سهل نينوى نغني للسلام)، وكانت تضم مقاطع موسيقية وفلكلورية لأغاني مكونات سهل نينوى تم جمعها في انشودة واحدة، والتي على انغامها تشكلت الدبكات الفلكلورية في تلاحم جميل بين شتى المكونات”.
وتابعت بالقول “نحن نؤمن ان المرأة عنصر مهم جدا في صناعة السلام، بل هي حجر الاساس في ذلك، وينبغي ان يكون لهن دور في مسألة التفاوض وفض النزاعات ، وبناء السلام، وعليه نحن نستهدف هذه الشريحة المهمة في برامجنا لأننا على يقين تام انه بتفعيل دور المرأة في هذا الشأن فاننا نضع أساسا قويا لترسيخ ثقافة السلام، لان الام هي اكثر كائن يسعى للحفاظ على امن افراد الاسرة، وبالتالي تحفظ المجتمع القريب والبعيد من اية منغصات قد تعكر مسيرة السلام والتعايش الذي هو قدر لاي منطقة تزخر بشتى المكونات، ولا يمكن لاحد ان يعيش بسلام في حال وجود كراهية او اضطهاد لمكون يعيش ضمن المحيط نفسه”.
ونوهت سفر الى انه “خلال فترات الاستراحة في اثناء الفعاليات، كان هنالك حوار وحديث بين السيدات المشاركات اللواتي تشاركن الطعام الذي ضم شتى الاكلات الشعبية لمناطق ومكونات سهل نينوى، ونعتقد ان هكذا فعالية تسهم في اعادة العلاقات الاجتماعية والتماسك الاندماجي بين سكنة سهل نينوى، لان النساء صانعات حقيقيات للسلام لو تم تفعيل وتنمية محبة السلام بداخلهن، كما ان المهرجان كان بمنزلة اعادة الفرحة لأولئك النسوة بعد معاناة طويلة”.
مبينة انه “مضى على مشروعنا 4 اشهر، اقمنا فيه عدة فعاليات، ومن المؤمل ان نقيم، في الفترة القريبة المقبلة مارثونا نسويا لمكونات سهل نينوى في بلدة برطلة ضمن قضاء الحمدانية (30 كلم شرق الموصل)، ونتوقع ان يشهد مشاركة جيدة من اهالي سهل نينوى الذين هم بحاجة ماسة الى هكذا نشاطات تعيد اللحمة الاجتماعية بينهم، بعد ان عاشوا نحو 3 سنوات من حياة التهجير والنزوح ونسبة لا بأس بها منهم ما زالت تعيش تلك المعاناة حاليا”.