في عمل تطوعي يستغرق 3 أيام
نينوى ـ خدر خلات:
في عمل تطوعي ذي مسحة دينية، أكمل الايزيديون جمع المؤونة السنوية من الحطب لمعبد لالش، والذي يستعمل في التدفئة والطبخ لعام كامل، في عملية استمرت 3 ايام استهدفت فيها الاشجار الذابلة والاغصان اليابسة، من دون المساس بأية شجرة خضراء.
وقال الناشط والاعلامي الايزيدي لقمان سليمان محمود في حديث الى “الصباج الجديد” انه “في كل عام في مثل هذا الوقت من السنة، يصل الى معبد لالش المقدس (48 كلم جنوب شرق دهوك) العشرات من الخلمتكارين (المتطوعين) من شتى المناطق الايزيدية في محافظتي نينوى ودهوك، من اجل جمع المؤونة السنوية من الحطب والتي نسميها محليا (سفرة القولات) وتستمر لمدة 3 ايام”.
واضاف “يتم الصعود الى الجبال المحاذية لمعبد لالش في وادي لالش المقدس، ويتم اقتطاع الاغصان اليابسة، وقطع الاشجار الميتة، ويتم نقلها الى المكان المخصص لها في داخل المعبد، برفقة عدد من السادة المشرفين على اعمال المعبد وفي مقدمتهم البابا جاويش”.
ولفت محمود الى ان “الحطب الذي يتم جمعه يتم استعماله لاعمال الطهو في المناسبات الدينية التي تشهد حضور الالاف من العائلات الايزيدية على مدار العام، فضلا عن استعماله في التدفئة طوال فصل الشتاء الذي غالبا ما يشهد تساقط الثلوج، علما ان وسائل التدفئة الحالية بالمشتقات النفطية او الكهرباء كانت غير متاحة في العهود السابقة، اضافة الى ان الطرق كانت تنقطع بسبب الامطار والثلوج لبضعة اسابيع”.
ومضى الى القول “يمكننا ان نعدّ ان الايزيديين هم الاوائل في الالتزام بالمعايير البيئية الحالية، من خلال الحفاظ على الاشجار الخضر وعدم التقرب منها بتاتا، فيما عملية قص الاشجار الميتة يتيح لاخرى بالنمو مكانها، وهكذا نحافظ على ادامة بقاء الاشجار والمساحات الخضر بمحيط معبـد لالـش المقدس”.
من جانبه قال الاعلامي الايزيدي نصر حاجي الدوملي ، والمتطوع ايضا في عملية “سفرة القولات” لـ “الصباح الجديد” ان “الخلمتكارين الذين يفدون من شتى المناطق الايزيدية للقيام بهذا التقليد السنوي، يكونون بحاجة الى الطعام والمأوى طيلة 3 ايام، وبعضهم يجلب معه بعض المؤن، كما ان هناك صندوقا خاصا من ادارة المعبد ويتم من خلاله توفير شتى المؤن الغذائية طوال هذه الايام الثلاثة”.
ومضى بالقول “من الملفت ان يكون هنالك مشاركة للعنصر النسوي من المتطوعات الايزيديات ايضا الى جانب العنصر الرجالي، حيث يعمل الجميع بحماسة ويتسابقون لتنفيذ المهام التي يقتضيها هذا العمل”.
وبين الدوملي انه “غالبا ما تنال الاعمال التي تتطلب جهدا عضليا بالرجال، فيما تختص المتطوعات بالطبخ وتهيئة الطعام وما يتبعها من اعمال اخرى، لكن على ما يذكره بعض المتطوعين الكبار في السن انه خلال سنوات الحرب العراقية الايرانية 1980 ـ 1988 وبسبب قلة العدد في العنصر الرجالي فان اغلب اعمال سفرة القولات كان يقوم بها العنصر النسوي وبضمنها الاعمال التي تحتاج الى جهد عضلي، ويقول البعض انه خلال تلك السنوات كانت نسبة العنصر النسوي تبلغ نحو 80% من المتطوعين، وكل ذلك في سبيل توفير المؤونة السنوية من الحطب لمعبد لالش النوراني”.
ونوه الدوملي الى ان “هناك بعض الفتية من صغار السن ممن يرغبون بالمشاركة في هذا العمل الى جانب اقرباء لهم، وقد تجد احد المتطوعين يبلغ السبعين من العمر وفي الوقت نفسه هنالك فتية صغار لا يتجاوزون الخمسة عشر من العمر، علما ان عدد المتطوعين يزداد عاما بعد عام اخر، من اجل خدمة معبد لالش المقدس”.
ويعد معبد لالش، المعبد المقدس الوحيد لاتباع الديانة الايزيدية في العراق والعالم.