العمليات الروسية السورية مستمرة لتحقيق الحسم في الغوطة

موسكو وواشنطن تتبادلان الاتهامات بشأن ترهّل الهدنة
متابعة ـ الصباح الجديد :

تتعايش الدول الكبرى، وحتى إشعار آخر، مع “الترهل” الذي أصاب قرار مجلس الأمن رقم 2401 بشأن الهدنة فوق الأراضي السورية، فيما تعمل موسكو ودمشق وطهران من أجل تحقيق الحسم العسكري في الغوطة الشرقية على الرغم من التصريحات الصادرة عن عدة جهات تندد بتدهور الأوضاع الإنسانية في مناطق القتال.
ويقول مراقبون إن الغرب لم تعد لديه خيارات للضغط على نظام الرئيس السوري بشار الأسد سوى عبر الملف الإنساني، في وقت حقق فيه الجيش تقدما سريعا وغير متوقع.
وواصل النظام السوري والطيران الروسي هجماتهما على الغوطة الشرقية المحاصرة، في مسعى لتقسيمها إلى شطرين شمالي وجنوبي.
وأفادت مصادر في المعارضة، أن فصائل المعارضة شنت هجوما معاكسا لاستعادة المناطق التي تقدمت فيها قوات النظام، أمس الأول الاثنين، بمساندة جوية روسية، واسترجعت عددا من النقاط دون الإفصاح عن أسمائها في ظل تواصل الاشتباكات.
وكانت دمشق قد أعلنت، السبت الماضي، سيطرة قوات النظام على بلدات أوتايا والنشابية وحزرما وحوش الظواهرة الشرقي، في مسعى لتقسيم المنطقة إلى شطرين.
وأشارت المصادر إلى أن مقاتلات روسية شنت العشرات من الغارات الجوية، على الغوطة الشرقية في سبيل توفير الغطاء لقوات النظام على الأرض.
ويعود تقدم القوات النظامية السريع، وفق الخبير في الجغرافيا السورية فابريس بالانش، إلى أن “الجيش السوري يهاجم من الشرق، في منطقة زراعية ذات كثافة سكانية منخفضة”.
وأشار إلى أن العملية ستكون أصعب “وقد تطول” للسيطرة على مدن مثل دوما وحرستا وزملكا وعربين.
واعتبرت مصادر دبلوماسية في نيويورك أن موسكو أسقطت مضمون قرار الهدنة لصالح تفسير خاص يمنح الغوطة الشرقية هدنة يومية لمدة خمس ساعات، دون أن يعيق ذلك الأعمال العسكرية التي يخوضها النظام بدعم من سلاح الطيران الروسي.
ويعيد ما يحصل في الغوطة الشرقية إلى الأذهان معركة مدينة حلب، التي انتهت بإجلاء الآلاف من المقاتلين المعارضين والمدنيين من أحياء شرق المدينة بعد أن حوصرت لأشهر عدة، بعد هجوم بري وقصف عنيف.
ودخلت قافلة مساعدات إنسانية، هي الأولى منذ بدء التصعيد العسكري قبل أكثر من أسبوعين، امس الاول الاثنين، إلى الغوطة الشرقية المحاصرة قرب دمشق والتي بات الجيش السوري يسيطر على ثلث مساحتها مع استمرار حملة جوية وبرية عنيفة.
وتتألف القافلة المشتركة بين الأمم المتحدة واللجنة الدولية للصليب الأحمر والهلال الأحمر السوري، من 46 شاحنة محملة بالمواد الغذائية والطبية، تكفي لـ27500 شخص في معقل الفصائل المعارضة الأخير قرب دمشق.
ويرى مراقبون أن واشنطن وموسكو تتبادلان الاتهامات في شأن ما يجري في الغوطة دون أن تؤثر التصريحات المتبادلة على مسار العمليات العسكرية في المنطقة.
وقالت وزارة الدفاع الروسية، امس الاول الاثنين، إن واشنطن تنتهك قرارا للأمم المتحدة بشأن سوريا بتقاعسها عن منع مقاتلي المعارضة الذين تسيطر عليهم من شن هجمات يومية على الجيش السوري في الغوطة الشرقية وعلى دمشق.
وقالت إن روسيا ترفض أيضا ادعاء أميركا بأن موسكو تتجاهل قرار الأمم المتحدة بشأن وقف إطلاق النار في سوريا.
وفي المقابل صوّت مجلس حقوق الإنسان في جنيف على قرار تقدمت به بريطانيا ويدعو محققي حقوق الإنسان إلى “فتح تحقيق شامل ومستقل في الأحداث الأخيرة في الغوطة الشرقية”.
وأعلنت وزارة الدفاع الروسية، أن الاتهامات المزيفة بـ”قصف المستشفيات” في الغوطة الشرقية جاءت بعدما صدت القوات السورية المجموعات الموالية لواشنطن.

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة