من أهم الأحداث السياسية في العالم
متابعة ـ الصباح الجديد:
تقدم تحالف يمين الوسط في الانتخابات التشريعية التي شهدتها إيطاليا امس الاول الأحد، من دون الحصول على الغالبية المطلقة، فيما من المرجح أن تصبح حركة «5 نجوم» أكبر حزب مستقل في البرلمان الجديد.
وأشارت النتائج الأولية التي أعلنتها وزارة الداخلية بعد فرز 25% من الأصوات في انتخابات مجلس النواب، إلى أن تحالف يمين الوسط، بزعامة رئيس الوزراء الأسبق سيلفيو برلوسكوني، والذي يضم حزبه «إيطاليا إلى الأمام»، إضافة إلى حزب رابطة الشمال اليميني المتطرف وحزب «أشقاء إيطاليا»، حصل على 36,6% من الأصوات في مجلس النواب.
وحصلت حركة «5 نجوم» الشعبوية المناهضة للمؤسسات على 30,7% من الأصوات، وبلغت حصة تحالف اليسار الوسطي، الذي يضم الحزب الديمقراطي الحاكم، 24,9% من الأصوات.
وفي حال فشل أي قوة سياسية في تجاوز عتبة 40% اللازمة لتشكيل الحكومة، ستحصل البلاد على برلمان معلق. وأظهر فرز 50% من الأصوات في مجلس الشيوخ، توزيعا مشابها للأصوات بين القوى الثلاث الرئيسة.
ويذكّر تصاعد قوة اليمين المتطرف والأحزاب الشعبوية في إيطاليا بتصويت البريطانيين للخروج من الاتحاد الأوروبي وفوز الرئيس دونالد ترامب بالرئاسة في الولايات المتحدة.
وتعتبر حركة «5 نجوم» إضافة إلى حزب الرابطة العضو في تحالف برلوسكوني من المعارضين للاتحاد الأوروبي، ما حمل مارين لوبان زعيمة الجبهة الوطنية الفرنسية على اعتبار الليلة الماضية، «ليلة سيئة للاتحاد الأوروبي».
ولا يمكن لبرلوسكوني الذي تولى رئاسة الوزراء في إيطاليا ثلاث مرات، أن يعود إلى هذا المنصب بسبب إدانته سابقا بقضية فساد، إلا أنه رشح رئيس البرلمان الأوروبي أنطونيو تاجاني لهذا المنصب.
ويرى المراقبون أنه إذا لم يتمكن تحالف برلوسكوني من نيل الغالبية، فإن أحد السيناريوهات المطروحة سيكون تشكيل تحالف واسع يضم الحزب الديموقراطي الحاكم وحزب «إيطاليا إلى الأمام» لبرلوسكوني، وهو ما قد يطمئن المستثمرين.
هذا وجرت عملية التصويت في إيطاليا حيث الانتخابات، التي ربما تحضر معها الجمود السياسي، بعد حملة أثارها الغضب على الاقتصاد غير المستقر، وارتفاع نسبة البطالة والهجرة.
وانتظر الناخبون في طوابير طويلة للتصويت، وظلت بعض مراكز الاقتراع مغلقة في باليرمو لساعتين بسبب إصدار بطاقات اقتراع خاطئة وإعادة طباعة 200 ألف بطاقة جديدة بين عشية وضحاها، وأُبُلغ عن حدوث أخطاء مماثلة في الاقتراع في أماكن أخرى، مما أدى إلى تعليق التصويت في مدينتين في اليساندريا.
وتجدر الإشارة إلى أن أكثر من 46 مليون شخص يحق لهم التصويت امس الاول الأحد، بمن فيهم الإيطاليون بالخارج الذين أرسلوا بالفعل بطاقاتهم في صناديق الاقتراع.
وفي هذا السياق قال ستيف بانون، كبير الاستراتيجين السابقين في البيت الأبيض «إيطاليا هي الأهم في العالم الآن، حتى أنها أهم من خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي وثورة ترامب في الولايات المتحدة، حيث الناخبين الذين صوتوا لحكومات اليسار واليمين الوسطي، ولكن لم يفلحوا، وبالتالي ينظر الإيطاليون الآن إلى بديل آخر، وما يريدونه هو عودة السلطة للشعب في ثورة شعبية».
ويتواجد بانون في العاصمة الإيطالية لمراقبة نتائج الانتخابات الإيطالية عن كثب، والتي وصفها أنها أهم حدث سياسي في العالم الآن، ويذكر أن إيطاليا المثقلة بالديون تعد ثالث أكبر اقتصاد في منطقة اليورو المكونة من 19 عضوا، وعلى الرغم من تفاؤل المستثمرين قبل الاقتراع، فإن الجمود السياسي المطول يمكن أن يعيد تهديد خطر عدم استقرار السوق، حيث قال لورينزو بريجلياسكو، المؤسس المشارك لشركة يوترند «لقد كان هناك زخم لحركة خمسة نجوم في الأيام الأخيرة من الحملة، ولكن من الصعب أن نرى أي حزب أو ائتلاف يحصل على 40 % اللازمة لتشكيل حكومة».
وشهدت الحملة عودة برلوسكوني إلى سياسة الخطوط الأمامية واضطر الرجل البالغ من العمر 81 عاما إلى ترك منصبه كرئيس للوزراء في عام 2011 في ذروة أزمة الديون السيادية، بعد فضائح جنسية ومشاكل قانونية وسوء حالته الصحية، حيث إدانته في عام 2013 بالاحتيال الضريبي، وهذا يعني أنه لا يستطيع أن يشغل منصبا عاما، ووضع بعده أنطونيو تاغاني، رئيس البرلمان الأوروبي لخلافته، وهدف تاغاني إلى تهدئة المخاوف في أوروبا من الشعبويين، خاصة حركة ليغا، والتي تعهد زعيمها ماتية سالفيني، بترحيل 600 ألف مهاجر وصلوا إلى إيطاليا خلال السنوات الأربع الماضية.
ونجحت حركة 5 نجوم بقيادة لويغي دي مايو، البالغة من العمر 31 عاما، بشكل خاص في التغلب على السخط في الجنوب، ووعدت بتوفير أجر شامل شهري يصل إلى 780 يورو للفقراء، ويقول الاقتصاديون إن إيطاليا لا تستطيع تحمل الأجور العالمية، لكن العديد من الوعود التي تقوم بها الحملات الانتخابية من المحتمل أن تسقط على الطريق، إذا كان هناك برلمان معلق كما أنه يتعين التوصل إلى اتفاق لتقاسم السلطة.
وعلى الرغم من أن جميع قادة الأحزاب استبعدوا أي تحالفات بعد الانتخابات مع المنافسين، فإن إيطاليا لديها تاريخ طويل في إيجاد مخرج من الجمود السياسي المستعصي، ولكن إذا لم يكن هناك انتصارا واضحا يوم الأحد، فقد يستغرق الأمر أسابيع قبل التوصل إلى اتفاق حكومي.
ولا يمكن للرئيس سيرغيو ماتاريلا، بدء أي محادثات رسمية للائتلاف إلا بعد أن ينعقد البرلمان الجديد يوم 23 آذار المقبل، وسيحتاج رئيس الوزراء المقبل إلى الفوز بأصوات الثقة في كلا المجلسين قبل توليه منصبه.