يستفيد منها خمسة ملايين مواطن وأقرها البنك الدولي
بغداد – الصباح الجديد:
أقرّ مجلس المديرين التنفيذيين لمجموعة البنك الدولي، تخصيص 210 ملايين دولار لتنفيذ مشروع يهدف الى تحسين إدارة المرافق المائية في بغداد تشمل الدوائر البلدية والماء ودائرة المجاري.
جاء هذا في بيان للبنك الدولي تلقت الصباح الجديد نسخة منه، وأورد البيان ان مشروع تحسين إدارة المرافق هذه سيساهم في خلق فرص عمل خلال مراحل التشييد والتشغيل والصيانة. وستساعد أيضاً في الحد من انتشار الأمراض المنقولة بالمياه التي تتفشى عادة جراء عدم كفاية البنى التحتية وزيادة السكان، ناهيك عن تحسين نوعية الحياة وصحة المواطنين ومستوى الصحة العامة.
واضاف البيان ان عدد المستفيدين من تحسين نوعية مياه الشرب وخدمات الصرف الصحي سيبلغ نحو 5 ملايين شخص من سكان بغداد يعانون حالياً من نقص المياه وتفشي الأمراض المنقولة عن طريق المياه.
وقال ساروج كومار جها، المدير الإقليمي لدائرة المشرق في البنك الدولي بهذا الشأن :”تشير الإستراتيجية الوطنية للمياه والأراضي التي أنجزت مؤخراً (2015 – 2035) إلى أن بغداد ستحتاج إلى استثمارات ضخمة في شبكات مياه الشرب ومعالجة مياه الصرف الصحي على مدى السنوات العشرين المقبلة… وبالنظر إلى محدودية الموارد التمويلية العامة، فإن جذب التمويل التجاري سيكون أساسياً لتنفيذ هذه الإستراتيجية الطموحة. وبالتنسيق الوثيق مع مؤسسة التمويل الدولية، سيركز هذا المشروع على خلق بيئة أعمال أكثر ملاءمة، وعلى دعم إعداد دراسات الجدوى والعمليات التجارية لتمكين القطاع الخاص من المشاركة في قطاع المياه”.
ويعاني سكان بغداد من انقطاع مياه الشرب يومياً، سيما خلال أشهر الصيف الحارة. كما تعد بغداد إحدى المحافظات المتضررة من تفشي الأمراض المنقولة عن طريق المياه، إذ يؤدي التسرب من أنابيب الصرف الصحي إلى تلويث شبكات مياه الشرب ومكامن المياه الجوفية، مما يزيد من حدة المشاكل الصحية والبيئية. وتضطر الأسر إلى إنفاق جزء كبير من دخلها على العلاج الطبي وشراء المياه المعبأة بسبب مياه الشرب الملوثة والتخلص غير السليم من الصرف الصحي.
وفي هذا السياق، قالت ذكرى علوش، أمينة بغداد: “تؤثر مياه الشرب والصرف الصحي تأثيراً فورياً ومباشراً على نوعية حياة المواطنين… إننا ملتزمون بتحسين الخدمات العامة لسكان مدينة بغداد والتخفيف من العبء الذي يقع على كاهل الأسر يومياً في الحصول على مياه الشرب النظيفة بانتظام. ونحن واثقون من أن تحسين فرص الحصول على هذه الخدمات يمكن أن يعزز ثقة المواطنين في الدولة بشكل كبير وأن يسهم في بناء التماسك الاجتماعي، في وقت نحن في أشد الحاجة إليه.”
وبدوره، قال عبد الحميد آزاد، كبير خبراء الموارد المائية ورئيس فريق المشروع في البنك الدولي: “تواجه المدن الكبرى مثل بغداد تزايداً في عدد السكان، ولكنها تعاني من نقصٍ في البنية التحتية للمياه وفي القدرة اللازمة لتوفير الخدمات. سيحسّن هذا المشروع من خدمات مياه الشرب والصرف الصحي في المدينة، فضلاً عن دعم دائرتي الماء والمجاري في بغداد في تحسين معرفتها المؤسّسية وجهوزيتها فيما يتعلق بأمن وإدارة المياه في المدن. كما سيموّل المشروع أنشطة مخصصة لبناء قدرات الموظفات الفنيات والإداريات لزيادة مهاراتهن المهنية وتسهيل أمكانية تقدمهن الوظيفي داخل دائرتي الماء والصرف الصحي “.
وسيموّل المشروع بناء خزان خدمة بسعة إجمالية تبلغ 135 ألف متر مكعب، مما يساعد المدينة على إدارة إمدادات المياه بشكلٍ أفضل في حالة الجفاف الناجم عن تغير المناخ. وسيقوم المشروع أيضاً بتأهيل محطات قائمة لضخ مياه الصرف الصحي ممّا يسهم في الحد من الآثار الصحية العامة الناجمة عن مياه الصرف الصحي غير المعالجة التي يتم تصريفها في نهر دجلة. كما سيساهم المشروع في الحد من الخسائر المادية عن طريق استبدال حوالي 130 كيلومتراً من أنابيب شبكة توزيع مياه الشرب وإنشاء عدادات قياس تدفق المياه في كل مناطق بغداد.