ذات غفلة.. حكاية عشق ووطن

أحلام يوسف

صدرت الطبعة الأولى من المجموعة القصصية «ذات غفلة» للكاتب والشاعر مؤيد عبد الزهرة عن دار نشر احمد المالكي، بقطع متوسط، وعدد صفحات بلغ نحو 188 صفحة.
تضمنت المجموعة 24 قصة ابتدأت بـ»ذات غفلة» والتي اختارها عنواناً للمجموعة، والقصة تخاطب فينا الانسان المكبل بالهموم، والمحارب من قبل كل لوثات المجتمع والسياسة، الانسان الطاهر الذي يبحث عن ابتسامة صافية لا يشوبها حزن او تنغصها غصة، مع اننا نقرأ في بدايتها جملا توحي للقارئ بانها دفعة أمل، او عين ثالثة نرى من خلالها الجانب المشرق الذي ضاع فيما بعد مع احداثٍ موجعة، وخيبات لا تعد ولا تحصى اختصرها الكاتب وفصلها في الوقت ذاته.
نقرأ في المجموعة قصة «سكين ومسافات، و»السكران يتذكر» التي يتطرق فيها الى بغداد الأمس واليوم، واوجه التشابه التي تجمع الفقراء والمعدمين في كل الازمان مع اختلاف المسميات.
قصة لا عذر لكم قد تكون ضمن الحكايا التي فصلت كل الأسس المشوهة التي بني عليها حاضرنا الأكثر تشويهاً، وبطريقة مكثفة وذكية حتى انه تطرق لحالة يشهدها موقع التواصل الاجتماعي وتنتقد باستمرار، اذ ان رواده يفضلون التعليق على صورة ساذجة، او منشور أكثر سذاجة، على آخر يحمل وعياً تنويرياً لان الأخير يحتاج الى اجهاد فكري، وهذا ما لا يجيده الكثير، واختصر تلك الحالة بجملة «لمواء قطة الاف الاعجابات، ولحكمة عالم عفطة عنز».
ولان الحب لابد ان يكون له نصيب في كل حكاية، كتب عبد الزهرة قصة «مراهقة» التي يحكي فيها قصة شاب خجول لا يجرؤ على مخالطة الفتيات مثل اقرانه من المراهقين، واحساسه بنقص ما وهو يسمع أحاديثهم بشأن صديقاتهم، وهو الذي يخاف حتى من النظرة او التحية لأي فتاة، فيضطر فيما بعد الى اختلاق قصة مع فتاة يلتقيها عادة بمحطة الباص، ويصدقه الأصدقاء ويهللون لخطوته الجريئة المفترضة، ويقرر الشاب بعدها ان يحيل الكذبة الى حقيقة، فيلقي بالتحية على تلك الفتاة التي تنسف بردها تفاصيل الحكاية بجملة «هل انا اعرفك؟».
كثيرة هي القصص التي تستحق القراءة لجمال الصورة والتفاصيل، وطريقة السرد التي تميزه عن غيره كونه شاعراً، فلا بد لّلغة والصورة الشعرية ان تكون حاضرة مع روايته للأحداث.
كتب مؤيد عبد الزهرة اهداءً في مقدمة الكتاب قال فيه» لأصدقاء بطعم المحبة، اراهم عناوين فرح، واشعاع الق، لشعراء أجسادهم يأكلها المرض وما زال صوتهم يصدح أناشيد حب لوطن، يحضنه الشهداء سارية مجد خفاقة عالياً، للعراقيات أمهات، وزوجات، وحبيبات، واخوات فاق صبرهن الصبر.
نقرأ ضمن المجموعة قصة الفارس والعروس، وبراعم، والمزاجي والسلطة، وسمكة الجمعة، والعم خليل الجايجي، واحمد الجاسم ونهار عراقي، وهموم سائق الكيا التي تطرق فيها الى هموم أصحاب سيارات النقل الخاص مع اختناق الشارع، ومع المسؤولين بشرطة المرور الذين يتعاملون أكثر الأحيان حسب المزاج، وليس حسب المخالفة.
نقرأ أيضاً قصة خطابة، وجاكوج، ومشروع حلم، وانوار، وللبيوت اسرار، وجحود، ودجاجة، ومفقود، وامين وديون الدائنين، ومع السعلاة.. ذات جمعة، والرحيل، وشيء لا يشبه شيء، وقرار، واركب حلمك، وأبو ياسين، وبين الذل والحرية، والدينا صور الأخيرة، ومعالجة، وثقافة الطرشي.

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة