دعوات إلى استلهام العبر من مسيرة الراحل الطالباني لمعالجة الخلافات بين أربيل وبغداد

تنكيس الأعلام وإعلان الحداد العام في كردستان والعراق بوفاة صمام أمان البلاد
السليمانية –ـ عباس كاريزي:

توشحت مدن اقليم كردستان بالسواد حزناَ على وفاة الرئيس مام جلال الامين العام للاتحاد الوطني الكردستاني، اذ يعيش اقليم كردستان اياما استثنائية ترتفع معها الاصوات المنادية بنبذ الفرقة والتناحر بين اربيل وبغداد.
فبينما اعلن اقليم كردستان الحداد العام لمدة اسبوع، مع تنكيس علمي كردستان والعراق، حدادا على رحيل الرئيس مام جلال الامين العام للاتحاد الوطني الكردستاني في جميع مدن اقليم كردستان، ارسلت اغلب دول العالم والاحزاب والقوى السياسية برقيات تعازي بوفاته عادة رحيله خسارة كبيرة لشعب كردستان والعراق على حد سواء، الذي هو بامس الحاجة الان لاشخاص مثل طالباني يكونون مرتكزا للوحدة الوطنية والتعايش والتآخي، مؤكدين ان العراق يمر بمرحلة عصيبة تتطلب من الجميع نبذ التناحر والتشدد والالتفاف حول الوحدة الوطنية.
المتحدث باسم الاتحاد الوطني الكردستاني سعدي احمد بيرة اعلن في تصريح ان جثمان الراحل سيوارى الثرى خلال مراسيم مهيبة غدا الجمعة وسيكون يوم السبت المقبل اول ايام مراسم العزاء، رافضاً الكشف عن المكان المخصص لدفنه.
رئيسة كتلة الاتحاد الوطني في برلمان كردستان بيكرد طالباني قالت للصباح الجديد ان الرئيس مام جلال دعا في وصيته الى دفنه في مسقط رأسه مدينة كوية.
واضافت ان جثمان الراحل سيعاد الى بغداد الجمعة، حيث ستقام له مراسيم تشييع مهيبة، بعدها ينقل الجثمان الى اقليم كردستان، مشيرة الى ان لجنة من المكتب السياسي للاتحاد الوطني ستقرر المكان الذي سيدفن فيه الراحل، مبينة انه اوصى بان يدفن في جبل كوسار بمدينة كوية.
ولد جلال طالباني الذي عرف بمام جلال في ١٢من تشرین الثاني عام ١٩٣٣، في قرية كلكان التابعة لقضاء رانية بمحافظة السليمانية، شغل منصب الامين العام للاتحاد الوطني الكردستاني منذ تأسيسه عام 1975، تسلم منصب رئيس جمهورية العراق عام 2005 وتركه عام 2014 اثر جلطة دماغية جعلته طريح الفراش حتى وافته المنية اول امس الثلاثاء عن عمر ناهز 84 عاما قضى معظمه في النضال والكفاح المسلح دفاعا عن قضية شعبه ضد الدكتاتورية والقهر والظلم.
يقول استاذ العلوم السياسية الكاتب والمحلل السياسي محمد احمد للصباح الجديد انا لا اعتقد بان يسهم وفاة الرئيس مام جلال في انهاء التوتر بين اربيل وبغداد، الا انه سيفتح الباب على مصراعيه للبدء بحوار جديد.
ويضيف ان السلطات في اربيل وبغداد مسؤولة عن اية تطور خطير قد ينجم عن التصعيد الذي تشهده العلاقة بين الطرفين، لذا عليهما ان يمنعا وصول تبعات هذه الصراعات الى الشارعين العربي والكردي الذين اصبحا متخمين من حدة التوتر والمشكلات التي يفرضها السياسيون على مكونات البلاد المغلوبين على امرهم.
بينما يقول رئيس تحرير صحيفة كردستاني نوي لسان حال الاتحاد الوطني ستران عبد الله، انه يأمل ان يسهم هذا المصاب، في معالجة الازمة بين اربيل وبغداد وحلحلة المشكلات العالقة ويتفق الجميع على اليات جديدة للحوار والتفاهم.
ودعا عبد الله في تصريح للصباح الجديد الاطراف السياسية الكردستانية والعراقية على حد سواء الى استلهام العبر من مسيرة الراحل، والكف عن اطلاق التهم والصراعات العقيمة، والاهتمام بالمواطنين دون تمييز او تفرقة، مبيناً «لقد كان مام جلال احد اهم الصحفيين والكتاب الذين مزجوا بين النضال المسلح والكتابة وتوثيق المراحل التأريخية التي مر بها شعب كردستان والعراق في ظل تعاقب الانظمة الشمولية القمعية.
وتابع ان مام جلال تمكن من استعمال قلمة للترويج للقضية الكردية ومبادئه القومية، استعمل قلمة كافضل سلاح للدفاع عن قضية شعبه والتعبير عن هموم وآلام كردستان.
وكانت الولايات المتحدة الاميركية قد اصدرت، بياناً نعت فيه الرئيس مام جلال، مؤكدة ان دوره كان كبيرا في انتقال العراق من الطغيان الى الديمقراطية الدستورية.
وجاء في البيان الصحفي للبيت الابيض: تعرب الولايات المتحدة عن خالص تعازيها بوفاة رجل الدولة العراقي والرئيس السابق جلال طالباني، نحن نتذكره كشخص وطني وشريك حقيقي كان له دور أساسي في انتقال العراق من طغيان صدام حسين إلى الديمقراطية الدستورية اليوم.
ونقدم أحر التعازي لأسرة الرئيس طالباني وأصدقائه وشعب جمهورية العراق على مصابهم الأليم في هذا الوقت.
رئيس الوزراء حيدر العبادي عدّ وفاة الطالباني «نبأ محزناً» وقدم التعازي لعائلته «وشعب العراق عامة، والكرد خاصة، والاتحاد الوطني الكردستاني.
ووصف العبادي طالباني بـ»الشخصية المناضلة وشريكنا في بناء العراق الديمقراطي الاتحادي». وأضاف: «في هذا الظرف كنا نحتاج لعقلانيته وحكمته… ونتذكر عندما وصف الشعب العراقي بأنه باقة ورود متنوعة».
مواطنون عبرو للصباح الجديد عن عمق حزنهم ومدى تأثرهم بنبأ وفاة الرئيس مام جلال، اذ تقول المواطنة بروين محمد ان مام جلال كان ابا وقائدا وقدوة للكرد في جميع اجزاء كردستان بوفاته فقد الشعب الكردي وجميع مكونات العراق السند والملاذ الامن.
ان وفاته مصاب اليم لشعب كردستان امل ان تكون وفاته سببا لتدارك الازمة بين اربيل بغداد، وتضيف رسالتي الى القادة ان يراجعوا انفسهم ويوحدوا جهودهم لمعالجة الازمات التي تعصف بالبلاد كي تنعم روح مام جلال بالسكينة والسلام.
الطالباني أول عراقي كردي يتولى منصب رئاسة البلاد، الذي شغله منذ 2005 وحتى 2014، لدورتين متتاليتين، وصفته المرجعية العليا في البلاد بانه صمام امان العراق، كان شخصية عابرة للانتماءات العرقية والطائفية، بسبب علاقاته الطيبة بشتى أطياف السياسة العراقية.

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة