النضوج في النظام السياسي

لايمكن اغفال او الاستهانة بقدرة النظام السياسي في أي مجتمع او دولة في التكييف مع الاحداث والاوضاع التي تحيط بالشعب والوطن والامة ولربما تقع على عاتق هذا النظام المسؤولية الكبرى في التعاطي مع هذه الاحداث وتقرير الاساليب والمسارات التي يجب اتباعها والقرارات المصيرية التي يجب اقرارها وتبدو المسؤولية هنا مسؤولية وطنية تحمل في طياتها كل القيم الاخلاقية التي تحفظ الامة من الشرور وتجنبها المهالك وفي الوقت نفسه تؤمن حقوقها الوطنية وتصون كرامة الناس وسيادة الدولة وفي التاريخ الحديث ثمة انظمة سياسية افتقدت الحكمة والنضوج في التعامل مع احداث ووقائع وغاب عن قادة هذا النظام الرؤية السليمة والحكمة في اتخاذ الفعل وردة الفعل وادخلوا بلادهم في اتون المحارق من دون ان يكسبوا في النهاية اي مغنم او يصونوا حقا ولم تجنِ الاوطان من رعونة وغباء مثل هؤلاء الحكام والقادة سوى فقدان الابناء والخسران في البناء والاموال والتفريط بعقود من الزمن ليحل الخراب في اوطانهم بدلا من الازدهار ..اليوم في العراق ثمة من يريد للدولة ممثلة بحكومتها وبرلمانها وسلطاتها الاخرى ان تعود لذلك الخراب وثمة دعوات تريد من رئيس الوزراء والرئيس وقادة الاحزاب والكيانات الانضمام لجوقة العنتريات وركوب موجة الطيش من دون الامساك بخيوط الحكمة والبصيرة ولايبدو ان عقود من الزمن اشاع بها النظام السابق ثقافة الحروب والرعونة والبحث عن الشهرة والمجد حتى ولو كانت على ملايين الجماجم لايبدو ان هذه السنوات قد تركت في نفوس الكثيرين دروسا وعبر كي يستلهموا منها مايناى بالاوطان عن مزالق الحروب وهناك من يريد الاسراع في اقتفاء طريقها وعدم الالتفات لاية مسالك اخرى تجنب العراقيين عربا وكردا وتركمان مسلمين ومسيحين ويزيدين سفك الدماء وفقدان المكتسبات التي تحققت على مدى اكثر من اربعة عشر عاما ومن هنا نوجه التحية والشكر لرئيس وزرائنا حيدر العبادي الذي يريد باصرار التمسك بالدستور ورفض الانجرار لاي دعوات تريد اشعال الحرائق واستنهاض العنف والترويج لثقافة التناحر بين مكونات الشعب العراقي التي اشاعها سياسون فاشلون ومرضى اعتدنا ان نراهم خلف عدسات التصوير في كل نازلة وفي كل ملف مختلف عليه وهم يطلقون العنان لالسنتهم التي لاتنطق سوى بالطائفية والكراهية والرغبة بالانتقام ..من دون ان يتركوا لسيادة الشعب والدولة ان تنطق بخطاب الوحدة والاعتدال بما يحفظ للجميع مواطنتهم وامنهم وكرامتهم في مثل هذه الظروف الصعبة .
د.علي شمخي

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة