يستعد لإحياء يوم السلام العالمي
عبد العليم البناء
حقق الموسيقار الكبير نصير شمة خرقا إبداعيا كبيرا الذي حققه مبدعنا الكبير الموسيقار نصير الخميس في القاهرة بحصوله على الدكتوراه بعد ان كان مستعدا لنيل الماجستير مما شكل هذا المنجز العلمي والابداعي الجديد لشمة تحديا تناغما مع وقع خطى الانتصارات المتلاحقة التي التي حققتها قواتنا المسلحة بكل صنوفها ضد كل أنواع الإرهاب الداعشي الأسود .
فبعد مناقشة طويلة امتدت لنحو ثلاث ساعات متواصلة، أمعن فيها عازف العود الكبير والباحث نصير شمة، في عرض رسالة الماجستير الخاصة به، أمام لجنة من كبار الموسيقيين والنقاد، لتقرر اللجنة منحه درجة الدكتوراه مباشرة، وتخطي درجة الماجستير من فرط إبداعه في رسالته.
وبدأت المناقشة التي حضرها الناقد صلاح فضل رئيسًا، والدكتور حسين الأنصاري مشرفًا، والدكتورة إيناس عبد الدايم رئيس دار الأوبرا، والدكتور زين نصار كمناقش، إضافة إلى مجموعة من الأدباء كحضور، ومنهم الشاعر أحمد الشهاوي، والكاتبة فاطمة ناعوت، والمهندس محمد الصاوي رئيس ساقية الصاوي.
وأضاف نصير أنه لم يحبذ مناقشة رسالته في إحدى الجامعات، وحرص على إقامة المناقشة في المجلس الأعلى للثقافة لأنه يعد المجلس أحد منازله العزيزة على قلبه، منذ بناؤه على يد الدكتور والناقد الكبير جابر عصفور، وهذا الحب هو مادفعه لإقامة المناقشة على أرضه.
وأشار الموسيقار شمة التي حملت رسالته عنوانا مهما (الاسلوبية موسيقيا .. دراسة تحليلية للبنى الاسلوبية في الموسيقى ) إلى أن «هذا البحث يتلخص بأنه محاولة لأجل تطبيق نظرية الأسلوبية في الأدب على الموسيقى والفنون، لأسباب كثيرة أولها وأهمها أن الفنون والموسيقى خاصة تبرز فيها الأسلوبية بطريقة أكثر تمظهرا ووضوحا من بقية الفنون، وأضيف للموسيقى الرسم، منطلقا من أن حاستي السمع والبصر ربما تكونا من أسرع الحواس عملا في جسد الإنسان».
ولفت إلى أن «هذا البحث ليس حصيلة قراءة معرفية وحسب، ولا ينفصل أبدا كموضوع علمي عن خبرتي الخاصة كمؤلف وعازف ومدرس للموسيقى، هو حصيلة تجربة كاملة أيضا لا تفصل بين ما هو عقلي وما هو روحي أو بتعبير آخر مرتبط بالشعور».
فيما قالت الدكتورة إيناس عبدالدايم، لم اتخيل يوما مناقشة العازف الكبير نصير شمه في رسالة الماجستير الخاصة به، مؤكده أنه عندما هاتفها وطلب منها التواجد ضمن لجنة المناقشة، وجدت هذا شرفا كبيرا أن تنضم للجنة.وأضافت إيناس أنها ناقشت الكثير من رسائل الماجستير، ولكنها المرة الأولى التي تشعر انها أمام عمل فني متكامل، فاللغة العرببة سليمة وأسلوب الرسالة في غاية التكامل والروعة، مؤكدة أنها عندما قرأت الرسالة اصابتها الحيرة حول النقاط التي يمكن مناقشة نصير فيها.
أما الدكتور حسين الأنصاري المشرف على الرسالة، فقال أن البحث والرسالة التي عكف نصير على اعدادها، تطرق باب اجديدا غير تقليدي في الأبحاث الموسيقية.وأكد الأنصاري أن مايلفت الانتباه في رسالة ماجستير نصير هي الأدوات البحثية التي اعتمد عليها نصير في رحلة اعداده للرسالة، حيث استخدم الأطر الفلسفية والفنية في المناقشة، إضافة إلى اختياره إلى نماذج موسيقية متنوعة للإستشهاد عليها في فرضياته البحثية، مؤكدا أن ماانتجه نصير من بحث هو إضافة علمية كبيرة لتاريخ البحث الموسيقي، ضامنًا الاستمتاع والاستفادة لأي مطلع وقارئ للرسالة.
فيما قال صلاح فضل، رئيس اللجنة، إن نصير شمه استخدم إسلوب التهجين في خلق ابداع وأسلوب بحثي جديد في رسالة الماجستير الخاصة به، حيث فند الاساليب الموسيقية ووضع معايير وتعريفات لها، وكيف انعكس الأدب والشعر وغيره من الفنون على أساليب مؤلفي الموسيقى.وأضاف فضل، أن روح الفنان والمبدع لدى نصير استطاعت خلق بحث متكامل بروح مبدعة، غير أنه وقع في عدة مواضع لم ينتهج فيها نهج الأكاديميين البيروقراطيين في البحث العلمي، وهو طبيعي لباحث فنان يسعى لخلق جديد بجرأة وجسارة.وأكد فضل أن كثيرا من الجامعات العالمية تتجاوز التدرج التقليدي من الماجستير للدكتوراه، وتمنح الدكتوراه لمن يستحقها دون الحاجة للحصول على الماجستير بشرط أن تكون لهم أعمال ابداعية تمهد لذلك، ولأن نصير مبدع بحق ويحسب له هذا البحث الخلاق، بل لابد تقدير انجازه البحثي والنظر لمجمع اعماله الإبداعية، لذلك اقترح فضل منح نصير درجة الدكتوراه مباشرة.
وطبقا لاقتراح فضل، اجتمعت لجنة مناقشة الرسالة، لتحديد موافقتهم أو رفضهم للمقترح.. واستمر الاجتماع لنحو ١٠ دقائق، قررت اللجنة بعدها منح درجة الدكتوراه لنصير، وتخطي درجة الماجستير، لما خلقه في رسالته من افق جديدة تؤهله للحصول على الدكتوراه مباشرة.
الجدير بالذكر أن الموسيقار نصير شمة يستعد وللسنة السادسة على التوالي لاحياء يوم السلام العالمي في الحادي والعشرين من أيلول الحالي في المسرح الوطني في بغداد بمرافقة نخبة من اشهر عازفي الموسيقى في العالم مع اطلاق فعاليات أخرى حيث تقرر تخصيص ريع الحفل كاملا للنازحين .