بغداد-أحلام يوسف:
علي جواد نحات عراقي موهوب يحول الطين والحجر الى شخوص يستنطقها بإتقانه، واثار تكاد تكون متوائمة مع الاثار السومرية والبابلية والأكدية، هو معلم رياضيات من مدينة ذي قار، لم يفكر بدراسة فن النحت لأسباب عدة، منها بعد المسافة، ومسؤولياته الأخرى، اقام عدة معارض شخصية في مدينته، لكنه وجد صعوبة في تلبية الدعوات لمعارض أخرى في لبنان، وباريس، وحتى في بغداد.
حاورنا جواد لنسأله عن السبب في عدم تلبيته تلك الدعوات فأجابنا ممتعضا: لا أستطيع، لأني وببساطة، لا احمل معي هوية فنان، فيصعب عليّ التنقل بمنحوتات هي اشبه بالآثار السومرية، او البابلية، كوني انحتها على الحجر والطين، وهي المادة نفسها التي صنعت بها المنحوتات الاثرية، وقد يتسبب ذلك في احداث مشكلة، وتفاصيل كثيرة ستدخل بالموضوع، انا في غنى عنها.
زارت الفنان علي جواد عدة قنوات فضائية للاطلاع على منحوتاته الجميلة، التي زيّن بها احدى غرف منزله، حيث حولها الى ورشته الفنية الخاصة، يشكل بها منحوتاته بعيدا عن أي تأثير خارجي، يمكن ان يدفعه الى ترك منحوتته قبل اكتمالها. اجابنا جواد على سؤالنا حول إمكانية لجوئه الى وزارة الثقافة لمساعدته فيما يخص موضوع الهوية، لتسهيل مهمة سفرة واقامته المعارض خارج البلد: لقد قمت بالفعل بزيارة وزارة الثقافة، لكنهم لم يستطيعوا ان يفعلوا شيئا سوى اخباري ان محافظة ذي قار هي المسؤولة عن هذا الموضوع، وقدمت الطلب فيما بعد في ذي قار، لكنهم أيضا لم يفعلوا شيئا، حيث لم يلق طلبي اهتماما من قبلهم، مع أنى اخذت معي السيرة الذاتية التي توضح عدد المعارض التي شاركت بها، واقبال الجمهور عليها لكن…
تحدث جواد عن حلمه الذي يراوده دوما: أتمنى ان يكون لدرس الفنية قيمته التي يستحقها، ولا يكون احتياط لسد حاجة الدروس الأخرى، وتلك مشكلة لان المسؤولين يبدو انهم لا يعون أهمية ان يكون هناك درساً لمادة الفن، حيث لا تكون فرصة للموهوبين بأثبات قدراتهم فحسب، بل هي فرصة لاستراحة الطالب كي يقبل على الدروس بعده بقدرة عالية على الاستيعاب، وان يكون المدرسين والمعلمين لمادة الفنية من ذوي الاختصاص.
نحات عراقي ينحت آثار سومر وبابل ينتظر منحه هوية فنان !
التعليقات مغلقة