طارق حرب
ابي البقاء العكبري البغدادي رائد الثقافة الموسوعية في بغداد ولد عام ٥٣٨ هـ وتوفى عام ٦١٦ هجرية، وهو محب الدين عبد الله بن ابي عبد الله الحسين بن ابي البقاء عبد الله الحسين العكبري نسبة الى عُكبر بضم العين وهي بليدة في الشمال الشرقي لبغداد ولعلها منطقة الراشدية حاليًا وهو البغدادي المولد والدار الازجي الضرير الفقيه المقرئ المفسر النحوي الاديب اللغوي النحوي الفرضي الحنبلي الشيخ الامام العلامة.
نشأ العكبري وترعرع في بغداد في اسرة تقية ورعة وعاش حياته جامعاً كرم الاخلاق وطلب العلم ملتزماً القيم والمبادئ وعاش في بغداد من ولادته حتى وفاته في نهاية عصر السلاجقة في زمن كانت بغداد مركزاً للثقافة.
وكان لشيوخ بغداد وعلمائها فضل عليه اذ تأدب وتتلمذ عليهم في علوم عديدة ومن شيوخه علي بن عساكر بن المرحب البطائحي الضرير المقرئ الحنبلي اللغوي ويحيى بن محمد بن هبيره بن سعيد الوزير الى المظفر وابن البطي ابو الفتح وعبد الله بن محمد البغدادي البزاز ابو بكر وابو زرعة طاهر بن محمد المقدسي الاصل الهمداني الدار، وابو العباس احمد بن المبارك المرقعاني وابراهيم بن دينار النهرواني والقاضي ابي يعلى وابن الخشاب البغدادي ويحيى اليوسفي الشاعر وابن القصاب وغيرهم.
لقد امتلك ابو البقاء ثقافة واسعة ومعارف متنوعة واحتل مركز الصدارة بين علماء عصره وعد واحد زمانه في النحو واللغة والحساب والفرائض والفقه واعراب القرآن والقراءات الشاذة وتفرد في علم الفرائض ويروى ان زوجته كانت تقرأ له في الليل كتب الادب لأنه بقى مده فقيد البصر وكان امام مسجد ابن حمدون في بغداد وحظي بتقدير معاصريه من العلماء والفقهاء والادباء ،واشادوا بمكانته منهم ياقوت الحموي وعالم العراق وواعظ عصره ابو الفرج بن الجوزي الذي كان يلجأ اليه في بعض المسائل ومن تلامذته عبد الرحمن بن نجم ناصح الدين الحنبلي وكذلك مؤرخ العراق الامام الحافظ محمد بن سعيد الحجاج الواسطي المعروف بابن الدبيثي والذي كان يقول عنه:- سمعنا منه ونعم الشيخ كان وكذلك الحافظ المقدسي السعدي الدمشقي وكذلك ابن النجار الحافظ البغدادي وابن معقل الازدي المهلبي والفقيه الامام محمد البغدادي المراتبي وزكي الدين ابو محمد المنذري المصري وابن عدلان بن حماد الموصلي وغيرهم كثير
وقد بلغت مؤلفات العكبري ما يزيد على سبعين حيث كان اماما في علوم القرآن اماماً في الفقه واللغة والنحو والعربية والحساب في العروض في الفرائض في الحساب في معرفة المذهب وفي المسائل النظرية وله في هذه الانواع مصنفات مشهوره تنوعت بين التأليف والشرح والتخليص ومن مؤلفاته الاستيعاب في انواع الحساب والإشارة في النحو والاعتراض على دليل التلازم ودليل التنافي واعراب الحديث واعراب الحماسة واعراب الشواذ والاعراب من علل الاعراب واعراب القرآن والافصاح عن معاني ابيات الايضاح والانتصار لحمزة ، فيما نسبه اليه ابن قتيبة من شكل القرآن والبلاغة والتبيين عن مذاهب النحويين والبصريين والكوفيين والترصيف في علم التصريف وتعليق في الخلاف وتفسير القرآن والتكملة والتلخيص وتلخيص ابيات الشعر لابي علي وتهذيب الانسان بتقويم اللسان وشرح ابيات كتاب سيبويه وشرح ديوان المتنبي وشرح لامية العجم وشرح لامية العرب للشنفري وشرح اللمع وشرح مقامات الحريري وكتاب الجدل ومصنف في الفرائض ومقدمة في الحساب والمشوق المعلم في ترتيب كتاب اصلاح المنطق والمنتخب من كتاب المحتسب ونزهة الطرف في ايضاح قانون الصرف والناهض في علم الفرائض والملقح من الخطل في الجدل وكتب اخرى كثيرة وبعد ان قارب ابو البقاء العكبري الثمانين سنة من عمره قضاها في العلم توفي ببغداد عام٦١٦ هجرية ودفن في مقبرة باب حربسنة .
العكبري رائد الثقافة الموسوعية في بغداد
التعليقات مغلقة